«فاضل إيه؟!»

نشر في 25-07-2014
آخر تحديث 25-07-2014 | 00:01
 د. محمد لطفـي "فاضل إيه" تعبير بالعامية المصرية يعني ماذا تبقى؟! وهو سؤال تعجبي يسأله المصري عندما يرى أمامه ملامح صورة ما واضحة تماماً ورغم ذلك ينكرها البعض.

***

من الطبيعي أن يسعد الكاتب إذا صدق توقعه أو رؤيته للأحداث وتحليله السياسي لها، ولكن تختفي هذه السعادة قبل أن تولد عندما يكون توقعه ورؤيته مؤلما وحزيناً، تماما كالطبيب الذي يتوقع مثلا وفاة مريضه لخطورة حالته خلال أيام ويموت المريض فعلاً، فهل يفرح الطبيب؟ بالتأكيد لا، لكنه يحزن ويتألم لوفاته.

عندما حدث انقلاب 2013 اختلفت مع الكثيرين (من الجانبين) عندما كانوا يرددون ويؤكدون أن الانقلاب هو انقلاب على "الإخوان"، وكنت رافضاً ذلك ومؤكداً أنه انقلاب على ثورة يناير لا "الإخوان"، على ثورة يناير ومكتسباتها التي يتمسك بها الشعب ويحاول تحقيقها، انقلاب على آمال الشعب في الخلاص من ظلم وفساد 30 عاماً، وذكرت أن من قام بالانقلاب لا يهمه "الإخوان" في قليل أو كثير (وكان متعايشاً ومتوافقاً معهم)، ولا القضاء عليهم، لكن همه الأكبر وهدفه الأساسي هو عودة البلد إلى ما كان عليه في 24 يناير.

فلن يقبل الجيش يوماً برئيس مدني، ولن يقبل أن تدخل إمبراطوريته الاقتصادية ضمن الاقتصاد الحكومي ولا أن تخضع لرقابة مجلس الشعب، كما أن الداخلية لن تتنازل عن لقب "باشا" الذي يحمله ضباطها وقادتها ولا أن يتساوى ضابط الشرطة بالمواطن البسيط، أما القضاء فقد كان واضحاً جداً منذ البداية وأعلنها رئيس نادي القضاة واضحة صريحة أن الزحف المقدس (تعيين أبناء المستشارين في النيابة) لن يتوقف، ومن يحاول ذلك فسنقضي عليه ونبعده عن طريقنا.

كانت هذه الصورة واضحة لي تماما وذكرتها، واليوم مع الحكم القضائي الأخير بأحقية أعضاء الحزب الوطني المنحل وقادته في العودة وممارسة السياسة والترشح للانتخابات اكتملت الصورة للجميع، وأصبح السؤال الذي يسأله الشعب خلاص "فاضل إيه؟!".

ولكن إذا كان الوضع قد عاد– أو في خطوته الأخيرة- كما كان في 24 يناير، فالسؤال الأهم متى يأتي 25 يناير؟ هل يكون باكراً؟ أم بعد باكر؟ أم بعد سنوات؟... عذراً لا أعرف الإجابة.

***

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" يا شهداءنا الأبرار، يا من فاضت أرواحكم الطاهرة وأنتم تحرسون مصرنا الغالية لا نملك سوى الدعاء لكم بالرحمة والمغفرة، وإنا موقنون إن شاء الله أن الجنة مستقركم ومثواكم.  

مع الإقرار بأن الهجوم غادر وأن الصراع بين المهربين والأنظمة في كل دول العالم لا يتوقف إلا أن هناك سؤالاً يستوقفني: هل هناك تقصير ما من جهة ما بدرجة ما في حماية هؤلاء الشهداء؟ وما أثار السؤال أن هذه النقطة سبق أن تعرضت لهجوم منذ شهر مما يعني أنها مستهدفة دائماً، فهل كانت ترتيبات الحماية لها كافية؟ وسؤالا ثانياً: الملايين التي صرفت لشراء عربات مدرعة لقمع المتظاهرين وفض التظاهرات ألم يكن الأولى أن تستخدم في تطوير المنظومة الأمنية لحماية هؤلاء؟ وأخيراً هل أثر انشغال الجيش بالأعمال المدنية (منافذ بيع خضار– نقل ركاب- محطات وقود... إلخ) في كفاءته القتالية ومهامه الأصلية وقدرته على حماية أفراده وضباطه؟ مجرد تساؤلات لمن يفكر.

back to top