الدهون الثلاثية... الأقل شهرة والأخطر!

نشر في 25-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-07-2014 | 00:01
No Image Caption
تشير أدلة متزايدة إلى أن ارتفاع معدل الشحوم الثلاثية يؤدي دوراً في الإصابة بأمراض القلب أكثر مما كنا نظن. تابع النصائح التالية وخذ بها.
حين نخضع لفحص يقيس الدهون في الدم، نميل إلى التركيز بشكل أساسي على معدلَين: البروتين الدهني قليل الكثافة (أو الكولسترول السيئ)، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة (أو الكولسترول الجيد). تتعقب المستويات المرتفعة من الكولسترول السيئ عملية انسداد الشرايين التي تُعتبر سبب معظم أمراض الشريان التاجي. لكن لا تحتل الشحوم الثلاثية الأهمية نفسها (مع أنها النوع الأكثر شيوعاً من الدهون الموجودة في الغذاء وفي مجرى الدم)، وذلك نظراً إلى عدم التأكد من أثرها على أمراض القلب والأوعية الدموية.

اليوم، تشير أدلة متزايدة إلى أن الشحوم الثلاثية قد تكون أهم من الكولسترول الجيد بحسب رأي الدكتور سيكار كاثيرسان، مدير قسم طب القلب الوقائي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «معظم الأشخاص الذين ينخفض لديهم معدل الكولسترول الجيد يسجلون ارتفاعاً في مستوى الشحوم الثلاثية: إنهما وجهان لعملة واحدة. يبدو أن تراجع نسبة الكولسترول الجيد قد يكون مؤشراً على خطر الإصابة بأمراض القلب. قد تكون الشحوم الثلاثية السبب الحقيقي لتصلب الشرايين».

الكولسترول الجيد

تبرز ثلاثة خطوط من الأدلة لدعم هذا الادعاء: أولاً، إذا كان ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد يحمي من أمراض القلب، فيجب أن يصاب أصحاب الطفرات الوراثية التي ترفع معدل الكولسترول الجيد بعدد أقل من نوبات القلب. لكن لا يحصل ذلك، بل إن خطر إصابتهم بأمراض القلب يساوي الخطر الذي يواجهه الأشخاص الذين يفتقرون إلى تلك الطفرات. ثانياً، حاولت خمس تجارب كبرى على الأقل رفع مستويات الكولسترول الجيد بالأدوية لأجل تخفيض خطر أمراض القلب لكنها فشلت (بعض التجارب مستمر). تشير هذه النتيجة إلى أن الكولسترول الجيد لا أثر له وهو ليس بالفاعلية التي كنا نظنها في عالم الدهون.

يشتق الدليل الثالث من دراسات وراثية حديثة أجراها الدكتور كاثيرسان وزملاؤه. لوحظ ارتفاع خطر أمراض القلب عند الأشخاص الذين يسجلون التغيرات الجينية التي ترفع مستويات الشحوم الثلاثية.

جينة معطّلة

نُشرت أحدث مقالة لهم في مجلة {نيو أنغلاند} الطبية هذه السنة وقد ركزت على أصحاب الطفرة في جينة اسمها APOC3. حين تعمل هذه الجينة بشكل طبيعي، ترفع معدل الشحوم الثلاثية. لكن يملك شخص من أصل 150 في الولايات المتحدة طفرة تعيق هذه الجينة بحسب تفسير الدكتور كاثيرسان. نتيجةً لذلك، يسجل هؤلاء الأشخاص مستويات منخفضة على نحو غير عادي من الشحوم الثلاثية (بين 65 و70 ملغ/ديسلتر، أي نصف المعدل الأميركي تقريباً). لكن إليكم النتيجة غير المتوقعة: يتراجع خطر أمراض القلب بنسبة 40% عند أصحاب جينة APOC3 الشائبة مقارنةً بمن يملكون نسخة طبيعية من تلك الجينة. تحاول شركات الأدوية منذ الآن ابتكار دواء يعطي مفعول هذه المتغيرات الجينية التي تخفض معدل الشحوم الثلاثية. يقول الدكتور كاثيرسان: {خلال بضع سنوات، سنحصل على علاج جديد لتخفيض الشحوم الثلاثية التي يمكن أن تخفض أيضاً خطر النوبات القلبية}.

في غضون ذلك، يمكنك أن تتبع خطوات كثيرة إذا كان مستوى الشحوم الثلاثية مرتفعاً لديك. قد يسهم تغيير أسلوب الحياة في إحداث فرق حقيقي.

الشحوم الثلاثية

• اكتساب وزن صحي: إذا كنت بديناً أو وزنك زائد، يمكنك تخفيض مستوى الشحوم الثلاثية واستعادة معدل طبيعي عبر بلوغ وزن صحي. حتى إن تخفيض بين 5 و10% من الوزن قد يساعدك.

• التحرك: التمارين المنتظمة تخفّض معدل الشحوم الثلاثية.

• اختيار الكربوهيدرات المناسبة: ترتفع مستويات الشحوم الثلاثية عند الإكثار من تناول الكربوهيدرات سهلة الهضم، مثل الخبز الأبيض والرز الأبيض ورقائق البطاطا وحبوب الفطور والمشروبات الغنية بالسكر. يمكن اختيار الحبوب الكاملة أو المأكولات المصنوعة منها عند الإمكان مقابل تجنب المأكولات الغنية بالسكريات المضافة.

• التنبه إلى الدهون المستهلكة: احرص على تخفيض استهلاك الدهون المشبعة الموجودة في اللحم والحليب ومشتقات الحليب الأخرى لأنها قد ترفع نسبة الشحوم الثلاثية. حاول تناول كمية إضافية من الدهون غير المشبعة، كتلك الموجودة في النباتات والزيوت والسمك، لتخفيض معدل الشحوم الثلاثية.

صحيح أن التغيرات في أسلوب الحياة هي الأداة الدفاعية الأكثر فاعلية، لكن يحتاج البعض إلى مساعدة إضافية. قد تخفّض أنواع عدة من الأدوية، بما في ذلك الفايبريت والنياسين، معدل الشحوم الثلاثية. لكنها قد تترافق مع آثار جانبية مقلقة من دون أن تخفّض خطر أمراض القلب إذا كانت مستويات الكولسترول تحت السيطرة. يُعتبر زيت السمك الذي يتوافر على شكل أدوية (لوفازا، فاسكيبا، إيبانوفا) أكثر أماناً وفاعلية على الأرجح. لكن لا تزال التجارب مستمرة لمعرفة ما إذا كانت زيوت السمك تخفّض خطر النوبات القلبية.

back to top