المكملات الغذائية... حليفة القلب؟

نشر في 25-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 25-07-2014 | 00:02
يوفر بعض المكملات المعدودة منافع محدودة ومحتملة للمصابين بأمراض القلب. لكن لا ينطبق هذا الأمر على بعض الأنواع الشائعة وقد يكون بعضها الآخر خطيراً.
كل يوم، يبتلع راشدون كثيرون مكملاً غذائياً (نوع من الفيتامينات أو المعادن أو الأعشاب أو الأحماض الأمينية أو عناصر أخرى)، آملين بكل بساطة أن يحسنوا صحتهم أو يحافظوا عليها، علماً أن كثيرين يسعون إلى تجنب أمراض القلب فيما أن بعض أنواع المكملات قد يضرّ به.

يقول الدكتور بيتر كوهين، أستاذ طب مساعد في كلية هارفارد الطبية: {يريد كثيرون أن يضيفوا مادة طبيعية وبديلة إلى الأدوية التقليدية التي يأخذونها، وهم يفترضون أن المكملات الغذائية قد تساعدهم من دون أن تؤذيهم}. لكنّ الوضع ليس كذلك.

لا نفع من الأقراص الشائعة

على عكس المنتجات الصيدلانية التي تخضع لاختبارات مكثفة للتأكد من أنها فاعلة وآمنة قبل طرحها في الأسواق، يمكن بيع المكملات الغذائية من دون إثبات فاعليتها. كذلك، يمكن أن تزعم شركات تصنيع المكملات أن منتجاتها تحسن الصحة رغم قلة الأدلة في معظم الحالات. لا عجب أن الناس يشعرون بالارتباك.

على سبيل المثال، لا يخفّض نوع من أشهر المكملات الغذائية التي يأخذها الناس (حبة يومية من الفيتامينات المتعددة) خطر الإصابة بأمراض القلب. تشتق هذه الأدلة من تجارب كبيرة ومبنية على {معايير ذهبية} وقد اعتُبرت الأكثر مصداقية.

لكن ماذا عن الأبحاث في شأن المكملات الغذائية الأخرى؟ ثمة أدلة محدودة على وجود منافع في هذا المجال. وفق بعض المراجع، يبدو أن كمية صغيرة من المكملات الغذائية {قد تكون فاعلة} لمعالجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول، وهما عاملا خطر أساسيان للإصابة بأمراض القلب. على سبيل المثال، يشير بعض الدراسات الصغيرة إلى أن مكملات الثوم قد تخفض ضغط الدم بنسبة تصل إلى 8%. لكن مثل الأدوية التقليدية، قد تتفاعل مكملات الثوم مع مجموعة من الأدوية المختلفة، بما في ذلك الأنواع التي يأخذها المصابون بأمراض القلب مثل الوارفارين (كومادين). لكن لا يمكن أن نشاهد هذه المعلومة على غلاف المكملات طبعاً.

كذلك، اعتُبرت مكملات أرز الخميرة الحمراء {فاعلة على الأرجح} لتخفيض الكولسترول: هذا الأمر غير مفاجئ بما أن بعض المنتجات المماثلة يحتوي على مواد كيماوية كتلك الموجودة في الستاتين، أي الأدوية المستعملة لتخفيض معدل الكولسترول. لكن تشير الدراسات إلى أن كمية المقادير الناشطة في منتجات مختلفة تتفاوت بشدة، فهي تتراوح بين نسبة منخفضة جداً ونسبة مرتفعة جداً. كذلك، أثبتت إحدى الدراسات أن ثلث المنتجات ملوث بِسُمّ كلوي اسمه السيترينين.

هذا التلوث ليس نادراً. في وقت سابق من هذه السنة، ذكر الدكتور كوهين في مجلة {نيو إنغلاند} الطبية أن إدارة الغذاء والدواء استنتجت أن أكثر من 500 مكمّل غذائي مصنّف ضمن المنتجات الصيدلانية أو المركبات ذات الصلة. تشمل المواد المسيئة منشطات، ومواد ستيرويدية تبني العضلات، ومضادات الاكتئاب، وأدوية فقدان الوزن، ومكملات تهدف إلى معالجة ضعف الانتصاب. هذه الأنواع كلها قد تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها وقد تحمل مخاطر بارزة عند أخذها مع أدوية القلب أو أدوية أخرى يصفها الطبيب.

على سبيل المثال، يجب ألا يأخذ الرجل الذي يستعمل النترات لمعالجة ألم في صدره دواءً لضعف الانتصاب مثل الفياغرا لأن هذا الخيار قد يسبب تراجعاً خطيراً في ضغط الدم. يقول الدكتور كوهين: {يظن البعض أنهم يأخذون مكملات عشبية {طبيعية}. لكنهم يأخذون في الحقيقة دواء الفياغرا الذي منعهم الطبيب عنه}. بحسب قوله، يحتوي عدد كبير من هذه المنتجات على مركبات كتلك الموجودة في الفياغرا، وتكون الجرعات أحياناً أكبر من الدواء.

نظراً إلى المخاطر المحتملة والمنافع غير الواضحة لهذه المكملات العشبية، يوصي معظم الأطباء بتجنبها. لكن غالباً ما ينصح الأطباء مرضاهم بأخذ مكملات الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والفيتامين D لتجنب هشاشة العظام، والحديد لمن يعانون نقصاً فيه.

لكن في معظم الحالات، لا حاجة إلى أي مكملات بحسب رأي كوهين إذا كانت الحمية متوازنة وغنية بالمأكولات الطبيعية مثل الفاكهة والخضروات والسمك وزيت الزيتون والمكسرات.

نصائح

 إذا أردت أخذ أي نوع من المكملات، التزم بهذه النصائح:

• أخذ المكملات التي تحتوي على عنصر واحد: في المكملات المتعددة العناصر، يستحيل تحديد العنصر الذي يعطي الأثر الجيد أو السيئ. كذلك، قد يحتوي بعض المنتجات المختلطة على أدوية ممنوعة.

• التحدث مع الطبيب: أخبر الطبيب عن أي مكمل تأخذه كي يتحقق من العنصر الذي يتفاعل مع أي أدوية أخرى تواظب على أخذها.

• البحث عن ختم الجهات الطبية الموثوقة التي تُعنى باختبار المكملات الغذائية: تتولى هذه الجهات التأكد من هوية ونوعية وقوة ونقاء المكملات، فضلاً عن التأكد من احتواء المنتج على المقادير الواردة على الغلاف. ابحث عن الختم على الغلاف، لكن تذكر أنه لا يشير إلى نسبة فاعلية المنتج.

back to top