أمسيات القاهرة الرمضانية... شعر صوفي ومعرض «ازدواجية» للفنانين الشباب

نشر في 25-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-07-2014 | 00:01
تظاهرتان ثقافيتان حفلت بهما الساحة الثقافية في القاهرة جمعتا بين تقاليد الماضي وحداثة الحاضر من خلال أمسيات موسيقية وشعرية صوفية ومعرض {ازدواجية} للفنانين الشباب.
برعاية وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور، وبالتعاون بين قطاع الفنون التشكيلية المصرية برئاسة الدكتور صلاح المليجي، وصندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس محمد أبوسعدة، أقيمت أمسيات {الروحانية بين الشعر والموسيقى} بمتحفي أحمد شوقي وأم كلثوم خلال شهر رمضان الجاري.

لفت أحمد فكري (مدير متحف أحمد شوقي) إلى أن هذه الاحتفالية تأتي في إطار التعاون بين متحفي أمير الشعراء وأم كلثوم، وهو الأول الذي يبرز دور متاحف الرموز الثقافية المصرية في إثراء الحراك الثقافي وتنمية الوعي المجتمعي.

بدورها أكدت د. نهلة مطر (مديرة متحف أم كلثوم) أن هذه التجربة تعدّ خطوة أولى ستتبعها خطوات، وتأمل في تقديم نموذج يحتذى به لعلاقات بناءة وإيجابية بين المواقع الثقافية والفنية في مصر.

تضمنت الأمسية الأولى في متحف شوقي {كرمة بن هانئ}، إلقاء مجموعة من أشعار رائد الشعر الصوفي الإسباني سان خوان لاكروث بمشاركة د. فاطمة مكي (أستاذ الأدب الإسباني في كلية الآداب جامعة القاهرة) ود. روكسانا نونيث من سفارة دولة بيرو في القاهرة.

كذلك تضمنت الأمسية عرض فيلم عن حياة جلال الدين الرومي، وألقاء مجموعة من روائع أشعاره وأشعار أحمد شوقي بصوت الشاعر سيد حسن.

أقيمت الأمسية الثانية في متحف أم كلثوم، وتحدث فيها لويس سوارث (المستشار الثقافي لدولة بيرو) عن الصوفية في أميركا اللاتينية، وأنشد الشيخ محمد العطواني مقتطفات من بُردة البوصيري، وقدمت د. علا صلاح قراءة في الموسيقى الروحانية في قارة آسيا.

جسدت الأمسيتان تمازج الحضارات، والتقارب الثقافي بين المجتمعات الإنسانية، ودور الشعر والموسيقى والفنون في التأثير الوجداني للملتقي، وتشكيل الوعي المجابه للتطرف الفكري والصراعات المذهبية، وتعميق فكرة التسامح والتآخي بين البشر.

 

ازدواجية تشكيلية

بحضور حشد من النقاد والجمهور، افتتح الدكتور أحمد نوار، رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة المصرية، معرض الطلائع {ازدواجية} في دورته الرابعة والخمسين، وتنافس فيها 88 فناناً شاباً في مجالات مختلفة، جسدت أعمالهم لحظات فارقة من تاريخنا العربي.

تكونت لجنة التحكيم من: الفنان تامر عاصم (قوميسير المعرض)، د. أشرف رضا (رئيس مؤسسة {أراك} للفنون والثقافة)، د. أحمد عبد العزيز (أستاذ النحت)، د. سلوى رشدي (أستاذ الخزف)،

د. ماجدة سعد الدين (أستاذ النقد).

أوضح القوميسير تامر عاصم أن {ازدواجية} يعبر عن لحظات فارقة وحاسمة، ليقف كل منا مع ذاته عبر مراجعة موضوعية وبناءة، ومجابهة ازدواج المعايير، والبحث ملياً في آفاق معرفتنا وثقافتنا، وإدراك تلك النقاط المتفاوتة في درجاتها من شخص إلى آخر.

عبر الفنانون الشباب بحرية عن رؤيتهم البصرية الخاصة بأشكال الازدواجية، وبدت الأعمال متقاربة المستوى، وتتمتع بحاسة فنية متوهجة، وتناغم بين المضمون وجماليات التشكيل.

صرح الفنان رضا عبد الرحمن بأن المسابقة، منذ انطلاقها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومؤسسها د. بدر الدين أبوغازي، تهدف إلى عرض إبداعات الشباب حتى سن الثلاثين، ورعاية المواهب الفارقة في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.

تميزت هذه الدورة بمشاركة أجيال كثيرة من الفنانين المتفردين، من بينهم: د. أحمد نوار (رئيس الجمعية الحالي)، فرغلي عبد الحفيظ، جاذبية سري، مصطفى الرزاز، عبد الهادي الوشاحي وغيرهم.

تنوعت مسابقة هذا العام بين تيارات فنية متعددة، واتسمت بإطلالة متوهجة في التجريب، والميل إلى المغامرة التشكيلية، وارتياد فضاءات ملونة بإشراقة الأمل، والتحريض على مجابهة تناقضات السلوك وسلبيات حياتنا الاجتماعية.

أسفرت نتائج المسابقة عن فوز الفنانين: أميرة سعد وحكيم أبوكيلة (مناصفة) بالجائزة الكبرى، محمد عيد عن عمله {وسائط متعددة}، لينا أسامة (تصوير)، إيمان بركات وسمر مجدي أحمد مجدي ووائل كارم (نحت).

 كذلك فاز الفنانون: أحمد الحسيني ومحمد سمير (خزف)، أحمد القط أحمد صابر، محمد جمال، مي هاني (تصوير)، أنس محمد السيد {تصوير ضوئي} بجائزة بدر الدين أبوغازي.

back to top