«احتمالات مستبعدة» لأثير... فيزياء واقع متخيل

نشر في 24-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-07-2014 | 00:02
دعت غاليري «أيام» في لندن إلى افتتاح معرض «احتمالات مستبعدة» للفنان البريطاني العراقي أثير من 18 سبتمبر إلى 31 أكتوبر. تتميز الأعمال باستنادها إلى أشكال الفيزياء النظرية. ويتميز المعرض بمجموعة رسومات جديدة تطرح تفسيرات بصرية ذات أبعاد متوازية المظهر تصل في نهايتها إلى نقطة دخول تستكشف دلالات الواقع المتخيل واحتمالاته.
استلهم الفنان البريطاني العراقي أثير أعماله الأخيرة من قراءات نظرية حول «الأوتار» بدايةً، ثم ابتكر ثلاثة أجسام بارزة لكنها مرتبطة ومتداخلة في ما بينها، ليصل العمل إلى مرحلة من التحقيق الجمالي المستند إلى سلسلة ظواهر تتمثل بالدفع والسحب والقص والتوازن المتواصل.

في معرض «احتمالات مستبعدة»، وعند عرض الرسومات إلى جانب بعضها البعض، فإنها تصل بالمتفرج إلى نقطة انطلاق بدءاً من تلك الممرات الواسعة، نحو تصورات حلولية حول الحاضر والمستقبل والمجهول.

بدأ أثير رحلته الفنية برسومات تهيمن عليها عناصر هندسية وأشكال أنبوبية سائلة، وابتكر على هذه الواجهات المتقاطعة نقاط دخول وخروج هي أقرب إلى شكل الثقوب الملولبة وصفها الفنان بقوله: «إنها محاولة لتخيل اللامتخيل وتحويله إلى طاقة صرفة منتقلة من مكان إلى آخر». وتدعم المستويات المتداخلة التحول المنقطع للطاقة ليصبح التركيب موقعاً لقوات طليقة.

كذلك تصوِّر حالة القص في لوحة أثير الحركة الحية المتدافعة خارج إطارات التداخلات، فهي مفككة وملتفة في ما بينها ضمن أبعاد مختلفة لتشكل تضارباً أشبه بالانهيار المحتوم، لكن عند الاقتراب من مرحلة النهاية لهذه العملية تبدأ معالم إعادة التشكل بالظهور، ما يؤدي إلى الشعور بالجوهرية الكاملة. ويتحقق عند هذه اللحظة التوازن الخالد، وتسقط الفوضى والتحفظ والأشكال في فراغها، وتظهر الكتل الهائمة راسية بسبب انسحابها من المصادر المركزية الداعمة لحيوية الحركة في تلك المرحلة.

أدوات رئيسة

يؤكد الفنان على أن من الممكن العثور على مفهوم التوازن ضمن أدوات الكون الرئيسة، ولو على المستوى الذري، ثم ينعكس صدى الكون نحو نطاق واسع حيث تجتمع الأوقات المتضاربة. ورغم أن أعمال أثير تستخرج وتستند إلى نظرية عملية، فإنه يسعى من خلالها إلى اقتراح استدلالات فلسفية جليلة منبثقة من العالم الحالي، وهذا ما يدفع المشاهدين إلى التفكير في احتمالات جديدة.

أسهمت أعمال أثير في الآونة الأخيرة في التركيز على طرح تساؤلات حول إجابات مطلقة، فقد حاول الفنان تشكيل سرد بصري في الحالة المتشكلة جراء ذلك. عمل الفنان منذ تخرجه في لندن عام 2007 على طرح مواضيع لها ارتباط ببلده الأم، العراق ابتداء من علاقة الشتات المتشكلة مع وطنه، وانتهاء بفكرة حنين العودة وكيفية ابتكار آلية تذكر مؤلمة حول الماضي وحتى الحاضر والمستقبل.

تقود الاستجابة الأولية لتراكيب أعمال أثير الفنية، خصوصاً من خلال الحجم واللون المستخدمين، مباشرة نحو تكويناته، كذلك تستحوذ أعماله انتباه المشاهد من خلال المسافة بينه وبين العمل الفني، لتحقق في نهاية المطاف تفاعلاً تفاهمياً.

 

back to top