مديحة يسري... سمراء النيل: وعدت من شهر العسل ممثلة معتزلة (26)

نشر في 24-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-07-2014 | 00:02
مجدداً أشعلها القبطان كصخب البحر، أزال كل ما علق في جروحها من آلام، أذاب الزمان والمكان، فاستسلمت له بإرادتها الكاملة، قبلت بوعي ويقين أن تمنحه مفتاح قلبها، لم تتوقف الفنانة القديرة مديحة يسري طويلا لتسأل نفسها: هل الحب يداعب قلبها وروحها مجدداً، أم وهم الحب؟ هل أوقعها كيوبيد في شباكه مرة أخرى، أم أنها كانت تحاول أن تبرهن لنفسها أنها ما زالت مرغوبة، خصوصاً بعدما جرحها فوزي وطعن أنوثتها؟
المؤكد أن مديحة يسري كانت سعيدة وهي تدير قرص الهاتف، وتتصل بالقبطان لتخبره بموافقتها على الزواج واعتزالها التمثيل، ولكن فور انتهائها من الأفلام التي تعاقدت عليها...

اتفقت مديحة مع القبطان على اللقاء للتحدث في تفاصيل الزواج.

مديحة: أنا لسه عندي فيلمين يا مصطفى.

والي: طيب تمام بسيطة نتجوز دلوقتي ونأجل الفرح وإعلان الزواج لحد ما تخلصي الفيلمين.

مديحة: يعني نتزوج في السر يا مصطفى.

والي: مش في السر ولكن هنأجل الإعلان لأني بصراحة مش حاقدر استنى لما تخلصي.

مديحة: بس...

قاطعها والي قائلا: يا مديحة مفيهاش حاجة ده جواز على سنة الله ورسوله.

مديحة: ماشي يا مصطفى.

والي: وإن شاء الله أول ما تخلصي نعمل شهر عسل في أوروبا.

اتفق الزوجان على إتمام الزيجة التي لم يعلم بها سواهما وبعض أقاربهما، فيما اتصلت مديحة بالمخرج حسن الإمام وسألته عن الفترة المتبقية للتصوير، فأخبرها أن أمامها ستة أشهر، فيما أخبرت مخرج فيلمها «وفاء إلى الأبد» (من إنتاجها) أحمد  ضياء الدين بضرورة الانتهاء من التصوير في الفترة نفسها تقريباً ليكون آخر أفلامها إنتاجاً وتمثيلاً، واتفقت مع مصطفى والي على أن يكون إعلان الزواج بداية عام 1962، رغم إتمام الزواج رسميا في مارس 1961.

حرصت مديحة خلال تحضيرها فيلم «الخطايا» على الجلوس طويلاً مع كل من عبد الحليم حافظ وحسن يوسف اللذين كانت تتعاون معهما للمرة الأولى، لذا مدَّت حبل التواصل معهما لتذيب أي جفاء وتوثق الصلة حتى تتمكن من تجسيد دور أمهما على الشاشة بشكل جيد.

تتذكر مديحة الفيلم قائلة: «رغم أن مشهد ضرب العندليب لم يكن يخصني، فإنني بعدما توثقت علاقتي بالعندليب كنت متوترة جداً من المشهد، ما دفعني إلى أن أذهب إلى عماد حمدي قبل التصوير في غرفته لأطلب منه أن يضربه «بالراحة» لو كان فعلاً ينوي ذلك، ولكنه طمأنني مؤكداً أنه زي ابنه، وكنت أشعر أيضاً بذلك رغم أنه كان أكبر من عمرو ابني كثيراً».

خلال التصوير، كان المخرج حسن الإمام قد اتفق مع عماد حمدي على أن يضرب عبد الحليم بطريقة هادئة، وأنه لن يظهر ذلك على الشاشة، لكن العندليب الأسمر تمسك بأن يكون الضرب حقيقياً وبقوة، وشرح وجهة نظره لفريق العمل بينما حاولت مديحة إثناءه عن هذه الخطوة.

عبد الحليم : يا أساتذة أنا اللي هنضرب والله وموافق أنتم بس قلقانين ليه. قلم يفوت ولا حد يموت. أنا نفسي مش قلقان.

حسن: يا حليم عارفين أنك مش قلقان لكن ليه تنضرب وإحنا ممكن نتصرف.

حليم: يا أستاذ حسن أنت عارف قد إيه المشهد ده مهم، ولو الناس مصدقتش إني اتضربت بجد هيبوظ الفيلم.

مديحة: صحتك يا حليم أهم من الفيلم.

ضحك حليم قائلا: متخافيش يا ماما مديحة بقى، إحنا لازم نكون واقعيين، أنت نسيتي المشاهد الصعبة اللي كنت بتعمليها في أفلامك؟

صمتت مديحة، وبدأ المخرج حسن الإمام في التجهيز للمشهد الذي تم تصويره داخل ديكور الفيلا، وفي كل مرة كان عبد الحليم يطلب من عماد حمدي أن يضربه بقوة، ما اضطرهم إلى إعادة التصوير أربع مرات حتى يستطيع عماد حمدي أن ينجزه بشكل جيد ليكون المشهد أحد أكثر المشاهد الدرامية الصادقة في تاريخ السينما المصرية.

فور انتهاء المشهد، انهارت مديحة وراحت تبكي، فيما بدأ الجميع يهدئ من روعها بمن فيهم العندليب، بينما كانت تضرب على كتف عماد قائلة له: «كنت بتضربه بغل حرام عليك"، وراح الجميع يضحك بما فيهم العندليب الذي أخذها في حضنه وظل يهدئ من روعها، وهو يقول لها: «أنا حاسس أنك فعلا زي ماما».

منذ هذا الموقف توثقت الصلة بين مديحة وبين العندليب، لدرجة أن الأخير ظل يسأل عليها ويتبادل معها الزيارات حتى وفاته.

في أحد الأيام وبينما كان الفنانون منهمكين في التصوير، طلبت مديحة من المخرج حسن الإمام الاستئذان لمدة ساعتين لمشاركة ابنها عمرو الاحتفال بعيد ميلاده مع أصدقائه في النادي، فوافق المخرج واستغل الوقت في الراحة اليومية لفريق العمل وتصوير مشاهد لا تظهر فيها مديحة.

 سمع عبد الحليم حديث مديحة، فلحق بها. خرج في سيارته متجهاً إلى النادي، حيث كان عمرو يحتفل مع أصدقائه، قاد بسرعة لدرجة أنه وصل قبل مديحة رغم توقفه لشراء هدية صغيرة لتقديمها إلى عمرو، وحينما وصل النادي وقف يغني مع الأطفال بانتظار وصول مديحة التي لم تتأخر كثيراً.

فوجئت مديحة يسري بعبدالحليم الذي عاتبها لاحقاً لأنها لم تدعه إلى حفلة عيد ميلاد ابنها الذي بالطبع كان أسعد إنسان لأن العندليب احتفل بعيد ميلاده.

حقق الفيلم نجاحاً واستمر في دور العرض المصرية لما يقرب من  14 أسبوعاً، وهو كان رقماً كبيراً جداً آنذاك، كذلك حقق إيرادات في الخارج أذهلت المنتجين الذين اتفقوا على توزيعه.

عن هذه الفترة من حياتها، تقول مديحة يسري: «عندما أشتاق إلى عماد حمدي وعبد الحليم حافظ أعود لمشاهدة فيلم {الخطايا} وأتذكر الكواليس التي جمعتنا وحالة الود والصداقة التي تكونت بين جميع فريق العمل، فقد خرجت بفيلم ناجح اعتبره أحد الأعمال المميزة في مشواري الفني وكنت وسأظل أعتز به كثيراً».

تواصل: «كان عبد الحليم أحد الفنانين المقربين إلى قلبي وعلاقة الصداقة التي جمعتنا لم يوقفها إلا رحيله، وخلال رحلات علاجه الخارجية كنت أحرص على الاطمئنان عليه، وفي آخر رحلة له التقيته قبل سفره مصادفة، كنت أستعد للتوجه إلى فرنسا وهو كان مسافراً إلى لندن لاستكمال العلاج. تبادلنا الحديث حول الذكريات التي عشناها سوياً وكانت بمثابة لحظات وداع غير معلنة بيننا، وكأن كل منا كان يعرف أنها ستكون المرة الأخيرة التي نلتقي فيها معاً، فبعدها بأسابيع قليلة سمعت خبر وفاته».

عسل مع إيقاف التنفيذ

خرجت مديحة بعد الفيلمين في قمة تألقها، وقررت أن توفي بالتزامها تجاه زوجها، فأنهت الفيلمين وسافرت برفقته في رحلة عربية- أوروبية بدأت من الإسكندرية. لكن للأسف، توقفت في بيروت بعد زيارة سورية، حيث أصيبت مديحة بالتهاب اللوزتين، وأصيب العريس بـ{المصران الأعور»، وكان صديق العريس الذي يرافقهم على المركب قد تعرض لأزمة قلبية بالإضافة إلى مشاكل عدة، ما اضطر الزوجين إلى قطع الإجازة في بيروت.

مديحة: أنا بافكر نكتفي بكده ونرجع مصر يا مصطفى الأيام اللي فاتت في الرحلة مكانتش حلوة خالص.

مصطفى: وشهر العسل يا ديحة؟

مديحة: نبقى نعمله وقت تاني يا مصطفى، أنا اتشأمت من الرحلة دي.

مصطفى: خلاص يا مديحة ارجعي مصر أنت علشان عمرو، وأنا هستنى هنا في بيروت كام يوم وأحصلك أكون خلصت شوية أوراق.

عادت مديحة يسري إلى مصر وهي ممثلة معتزلة، لكن المخرج حلمي رفلة لم يكن يعترف بأنها ستظل معتزلة إلى الأبد، فقد كان مؤمناً بطاقاتها التمثيلية، ويعرف جيداً عشقها للفن، فتوجه إلى منزلها فور علمه بعودتها ليحدد موعداً معها.

حلمي: أزيك يا مديحة.

مديحة: أهلا يا حلمي.

حلمي: يا رب تكوني اتبسطي في شهر العسل؟

مديحة بأسى: لا والله يا حلمي دي كانت فترة صعبة جداً الحمدلله أنها عدت على خير.

حلمي منزعجاً: ليه بس كده أيه اللي حصل؟

مديحة في استسلام: خير الحمدلله.

حلمي: طيب أنا جايبلك فيلم جديد بقى وعاوز موافقتك عليه.

مديحة بحدة: أنت مش عارف أني اعتزلت قبل ما أسافر يا حلمي.

حلمي: تعتزلي إيه يا مديحة، ده أنت في عز مجدك الفني ومشوارك لسه طويل، كمان الجمهور عاوز يشوفك وأنت الفن في دمك، والفيلم مع عماد حمدي وأنت عارفة بقى الدويتو بينك وبينه ناجح إزاي مع الجمهور ومعاكم كمان محرم فؤاد.

مديحة: بس أنا أديت كلمة لجوزي.

قاطعها حلمي قائلاً: أنا معايا فيلم اسمه «سلاسل من حرير» وأنت هتبقي البطلة، السيناريو أهوه قدامك وعاوز توقيعك بقى على العقد، وكمان مش أنا المخرج أصلاً أنا منتج بس في الفيلم ده والمخرج هيبقى هنري بركات.

فجأة وجدت مديحة نفسها توقع على العقد وكأن قرار اعتزالها هذا لا وجود له، فقط شعرت بسعادة كبيرة وهي توقع على العقد رغم أنها لم تقرأ السيناريو، كانت ترغب في العودة إلى مهنتها التي تحبها، فنسيت شروط زوجها ورغبته في ألا تنشغل زوجته بغير منزلها.

غادر رفلة منزل مديحة لتفيق من غفلتها، وما هي إلا دقائق حتى عقدت العزم على أن ترسل تلغراف إلى زوجها في لبنان، تخبره بتعاقدها على فيلم سينمائي جديد وتشرح له أسباب موافقتها على العودة لدرجة أن هذا التلغراف كلفها عشرة جنيهات، وهو كان مبلغاً كبيراً جداً آنذاك، نظراً إلى كثرة عدد الكلمات التي كتبتها لتشرح موقفها.

تفهم والي على مضض موقف مديحة برغبتها في التمثيل، لكن سرعان ما دبت الخلافات بينهما بعد عودته من لبنان لانشغالها بالتصوير.

والي: يا مديحة أنت طول الوقت في التصوير وإحنا مكناش متفقين على كده.

مديحة: ما أنت عارف يا مصطفى ظروف شغلي.

والي: الكلام ده مينفعش وإحنا مكناش متفقين على كده.

مديحة: مش فاهمة تقصد إيه؟

 والي: أقصد أنه صعب جداً حياتنا تمشي بالطريقة دي أنا عاوزك متفرغة لي.

مديحة: يعني إيه؟

والي: يعني تعتزلي الفن.

صمتت مديحة ثم قالت: حاضر يا مصطفى ربنا يسهل.

كانت الخلافات بين الزوجين تتصاعد يوماً تلو الآخر بسبب عملها حتى اتفقا على الانفصال في هدوء ومن دون مشاكل، فخرجت مديحة من زيجتها الرابعة متخذة قراراً بأن تكتفي برعاية ابنها إلى جوار عملها الفني. قررت أن تركز في السينما التي عشقتها، وفعلاً بدأت مرحلة جديدة من حياتها اعتمدت فيها على تجسيد دور الأم وانتقاء أدوار ظهرت فيها كبطلة أيضاً إلى جوار النجوم الشباب في تلك الفترة.

طوت مديحة صفحة الكابتن مصطفى والي سريعاً، وأعلنت انفصالها عنه رسمياً وعودتها إلى التمثيل، لكن هذه المرة لم تعد كنجمة سينمائية تقوم ببطولة الأفلام ولكن كمنتجة قوية استطاعت أن تقدم أعمالاً كثيرة ناجحة تتناسب مع مرحلتها العمرية الجديدة.

بداية جديدة

اعتباراً من عام 1963 وحتى اعتزال مديحة الموقت في نهاية السبعينيات، قدمت خمسة أفلام خلال تسع سنوات، كانت شخصية الأم فيها هي الأبرز، ولكنها كانت حريصة مع كل عمل أن تقدم نموذجاً جديداً للأم، يكون مختلفاً عما قدمته فنانات سبقنها إلى هذا الدور. تعاونت في بداية تلك الفترة مع المخرج نيازي مصطفى في فيلمي «الساحرة الصغيرة» و»العريس يصل غدا» قبل أن تتولى مسؤولية الإنتاج السينمائي في أفلام القطاع العام، وتنتج ستة أفلام مهمة خلال سبع سنوات، أبرزها «صغيرة على الحب» و»الحلوة عزيزة».

إنتاج وتمثيل مجدداً

اتخذت مديحة قرارها بالتركيز في الإنتاج من خلال المؤسسة العامة للسينما بعدما وجدت أن البطولة في معظم السيناريوهات لفتاة صغيرة، خصوصاً أن أحد شروط العمل في الإنتاج عبر المؤسسة أن الفنان الذي يباشر الإنتاج لا يشارك في الأعمال.

تقول مديحة عن تلك الفترة: «الإنتاج والتمثيل مجالان ممتعان. كمنتجة كنت أشعر بالسعادة عندما أحول كلاماً على الورق إلى نبض ومشاعر وأحاسيس،  ديكورات وتصوير، لذا كنت أحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة في الإنتاج حتى يخرج العمل بشكل جيد. أما كممثلة فكنت أحفظ دوري وأؤديه بشكل جيد أمام الكاميرا».

كان المخرجان صلاح أبو سيف وحلمي رفلة قد توليا مسؤولية إدارة مؤسسة السينما في منتصف الستينيات. أنشئت المؤسسة بعد تأميم الدولة لصناعة السينما عام 1962، عندما نشأ تيار واعٍ في السينما المصرية، مع تركز الإنتاج السينمائي في يد الدولة بعد تأميم بنك مصر وشركاته، كذلك عدد من شركات الإنتاج السينمائي، وبعض الأستوديوهات الكبرى مثل «مصر» و{الأهرام» و{جلال»، وتركزت الأعمال التي أنتجتها المؤسسة على مواضيع إعلاء قيمة العمل وإدانة الانتهازية ومشاركة الشعب السياسية وإدانة السلبي، حتى تمت تصفيتها عام 1971، ومن  ضمن أبرز الأفلام التي أنتجتها  «ميرامار، صغيرة على الحب، اللص والكلاب، جفت الأمطار»، وغيرها من كلاسيكيات السينما، وخلال قراءتهما فيلم «الاعتراف» رشحا مديحة يسري لدور والدة فاتن حمامة، فاتصلا بها وأخبراها بمشروعهما السينمائي الجديد ورغبتهما في لقائها.

جلست مديحة في مقر المؤسسة حيث عرضا عليها الفيلم لكنها لم تكن متحمسة.

مديحة: يا أستاذ حلمي الدور اللي أنت مرشحني ليه مش مناسب ليا خالص.

حلمي: ليه يا مديحة بس، مش كل الأدوار اللي بنعملها قدام الكاميرا هي شخصيتنا الحقيقية وبعدين شخصية الأم الخائنة دي جديدة عليكِ وهتعجبك.

تدخل صلاح أبو سيف قائلا: أيوه يا مديحة ده دور جديد ومختلف عليكِ تماماً ولازم توافقي عاوزين نبدأ التصوير بقى، المخرج سعد عرفة خلص اختيار فريق العمل وباقي موافقتك أنت بس.

مديحة: طيب خلاص أنا هوافق علشان خاطركما بس ليا شرط.

حلمي: خير يا ديحة.

مديحة: في مشاهد أنا مش هعرف أعملها لازم تتعدل أو تتلغي أنا ما أقدرش ألبس ملابس مثيرة أمام الكاميرا.

صلاح: خلاص بسيطة نقعد مع المخرج ونتفق على كل حاجة.

أخبرتهما موافقتها على الفيلم، ولكن على مضض بسبب إلحاحهما الشديد عليها وتمسكهما بها، خصوصاً بعدما تكررت اللقاءات والجلسات و الإلحاح منهما على وجودها.

 جسدت مديحة في الفيلم شخصية الأم اللعوب التي تهرب وتترك ابنتها فاتن حمامة لتصبح فتاة ليل، فيما وافق المخرج على المشاهد التي تريد حذفها.

تقول مديحة عن الفيلم: «وافقت على الفيلم بسبب إلحاحهما الشديد عليَّ وتمسكهما بي، إلا أنني بعدما انتهيت من تصويره شعرت بالاشمئزاز من نفسي، والحمدلله أن الفيلم لا يعرض إلا نادراً على الفضائيات، فلا أستطيع أن أرى هذا الفيلم. لا أحب ارتداء الملابس القصيرة أو تقديم المشاهد المثيرة، وعندما شاهدت الفيلم في العرض الخاص قررت ألا أشاهده مجدداً».

back to top