«جلسة المخاطر» في برلمان العراق: بماذا يفكر المالكي؟

نشر في 23-07-2014 | 00:07
آخر تحديث 23-07-2014 | 00:07
No Image Caption
معارك حزام بغداد تشتد... و«مؤتمر عمان» يشقّ الجميع
يبدو أن مجلس النواب العراقي سيواجه اليوم، الأربعاء، واحداً من أغرب السيناريوهات في تاريخه، وهو ليس اختباراً قاسياً للتوافقات الهشة فحسب، بل يدل على كلفة الانقسام داخل الكتلة الواحدة.

فلأول مرة منذ سقوط صدام حسين، يفشل الأكراد في الاتفاق على مرشحهم للمناصب السيادية العليا (رئاسة الجمهورية في هذه الدورة) مع غياب شخصية تحسم الجدل، نتيجة غياب رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني، الممنوع دستورياً من الترشح لدورة ثالثة، إلى جانب عدم تعافيه من السكتة الدماغية التي تعرّض لها قبل 18 شهراً، رغم عودته إلى البلاد مطلع الأسبوع الجاري. وبثت لقطات فيديو قصيرة له، وهو ينصت لحديث ضيوفه ويقهقه، خلال اجتماع شهده مقره في السليمانية، مع أعضاء المكتب السياسي لحزبه.

الحضور الباهت للسياسي المخضرم لم يحسم، كما يبدو، أمر الحزب، وبالتالي قدم إلى كتلة التحالف الكردستاني مرشحين اثنين لعرضهما على البرلمان، وهما فؤاد معصوم، رئيس البرلمان الانتقالي في 2005، والذي يميل إليه رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، كما يشاع، وبرهم صالح الذي شغل منصب نائب المالكي حتى 2009، وظل منتقداً لسياساته ومقرباً من معارضي رئيس الحكومة.

ومن هنا، فإن طرح اسميهما للترشح في جلسة البرلمان اليوم، الأربعاء، سيكون أول مواجهة نيابية من نوعها، بين كتلة المالكي (95 مقعداً) وحلفائه (نحو 20 مقعداً) ومعارضيه الذين قد يصل عددهم إلى 140 نائباً في أقل تقدير، مع الغيابات المتوقعة.

وسيكون لهذه المواجهة دور أساسي في تحديد مسار التفاوض الشيعي الداخلي المنقسم حول بقاء المالكي مرشحاً، أو سحب ترشحه نهائياً، إذ قد يؤدي فوز معصوم إلى تشجيع المالكي على إعلان كتلة نيابية منفردة خارج إجماع الشيعة، والتنسيق مع رئيس الجمهورية الجديد (الذي سيكون ضعيفاً أمام المالكي لاعتبارات كثيرة) ليكلفه تشكيل الحكومة، ناسفاً بذلك جهوداً مكثفة للإطاحة به، ما يعني أن كل خصوم رئيس الوزراء سيحشدون قواهم لمحاولة إنجاح برهم صالح وتتويجه رئيساً للجمهورية.

ميدانياً، يؤثر القتال كذلك في مسار التفاوض السياسي، وطاولته الممتدة من طهران حتى النجف، صعوداً إلى أربيل، وغرباً إلى العاصمة الأردنية التي شهدت مؤتمراً للمسلحين العراقيين لايزال يثير الجدل في بغداد.

فالمسؤولون يتحدثون عن ساعات القتال الطويل حول "أسوار بغداد"، التي تنهك الجيش والمتطوعين الشيعة، فقد أبلغ عضو في الحكومة المحلية لبابل، وسائل الإعلام، بأن القتال جنوبي العاصمة يستمر 18 ساعة يومياً دون تحقيق تقدم واضح، نظراً لكثافة بساتين النخيل ووجود الأنهار الكثيرة في تلك المنطقة، وامتلاك المسلحين أسلحة مضادة للطائرات.

ويبدو أن هذا الواقع الميداني أضعف صوت معتدلي السنّة المنادين بالحل السياسي، والذين تلقوا ضربة قوية من مؤتمر المسلحين "الثوار" في العاصمة الأردنية، الذي رفض بقوة تشكيل إقليم سني، كحل فدرالي وسياسي، ورفض حضور أي سني مشارك في العملية السياسية الراهنة.

ولم يكن الأمر مجرد انقسام إضافي سني، بل أدى أيضاً إلى تقسيم بقية القوى العراقية، بشأن ممكنات الحوار مع المسلحين، إذ إن خطاب مؤتمر عمّان بما انطوى عليه من حدة، وبنوعية المشاركين فيه، المعروفين بعدائهم للنظام السياسي، جعل كثيراً من المنادين بالحوار يشعرون بالحرج السياسي، رغم أن كتلة "متحدون" السنية اعتبرت المواقف التي شهدها هذا اللقاء أمراً طبيعياً في ظل أزمة رهيبة ونزاع عسكري مكلف.

وأعربت الكتلة عن اعتقادها بأن الفرصة لاتزال قائمة لتتقدم بغداد بمبادرة سياسية كبيرة هدفها إقناع السنة بتوجيه بنادقهم نحو الدولة الإسلامية "تنظيم داعش"، والتعاون مع الحكومة وفق ضمانات دولية لحصول تسوية تصحح الأوضاع في البلاد.

back to top