مديحة يسري... سمراء النيل: حب في الباخرة (25)

نشر في 23-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 23-07-2014 | 00:02
بعد انفصال مديحة يسري عن المطرب والممثل محمد فوزي، حرصت على أن تبدو متماسكة أمام الجميع، اجتهدت لأن تخفي جرحها ودموعها وتحافظ على كبريائها وكرامتها، إلا أنها بينها وبين أوراقها كانت تفرغ ما في داخلها من حزن وألم.
المؤكد أن مديحة يسري فقدت الأمل بالحب وإن لم تمل الدفاع عنه كقيمة إنسانية، لذا قررت التفرغ لرعاية ابنها كبستاني صبور، والانتقال إلى منزل جديد تبدأ منه صفحة جديدة وحياة أخرى، وفعلاً اشترت شقة الفنانة صباح التي بقيت فيها حتى هذه اللحظة...

لم تغير مديحة في نظام الغرف، حتى غرفة النوم القديمة الخاصة بصباح ظلت كما هي، كذلك غرفة هويدا ومربيتها باتت غرفة عمرو ومربيته. كل شيء أبقت عليه في ما عدا تعديلات بسيطة وضعت من خلالها ذوقها الخاص، وزينت الجدران بلوحاتها الخاصة التي تحكي كل واحدة منها قصة في حياتها.

كان عمرو لم يتجاوز الخامسة من عمره، لذا قررت أن تشغله في ممارسة الرياضة انطلاقاً من أن العقل السليم في الجسم السليم، وحتى يرتبط بالرياضة فتجنبه الكثير من المشاكل في سنوات الصبا والمراهقة، وفعلاً اشتركت مديحة في نادي الجزيرة (أحد أعرق الأندية المصرية)، وبدأ عمرو ممارسة رياضة الكاراتيه والسباحة والخيل.

وفي أحد الأيام تلقت مديحة اتصالا هاتفيا من أحد المسؤولين في إدارة التلفزيون اللبناني يطلب استضافتها على شاشته في برنامج على الهواء مباشرة، فترددت قليلاً بسبب ابنها عمرو والمكان الذي ستتركه فيه خلال فترة سفرها، فلم تكن بالطبع ترتاح لتركه مع مربيته بمفردهما، لذا قررت اصطحابه معها في رحلتها، خصوصاً أن موعد البرنامج جاء مع عطلته الصيفية في المدرسة، ومن ثم رأتها فرصة كي يسافر معها للتعرف إلى بلد لم يزره سابقاً، وعقدت العزم على أن تفاجئه بهذا الخبر بعد عودته من تمرين الكاراتيه.

مديحة: ليك عندي مفاجأة حلوة يا عمرو.

عمرو: خير يا ماما.

مديحة: كل خير يا روح ماما أنا، عندي برنامج في بيروت وهاخدك معايا نروح سوا.

عمرو: بجد يا ماما.

مديحة: آه يا حبيبي هنروح بالمركب من إسكندرية وهنقعد هناك حوالى ثلاثة أيام.

حظيت الرحلة بالطبع بموافقة الابن وسعادته أيضاً، فهذه المرة الأولى التي سيرافق فيها والدته في رحلة خارجية، والأهم أنها بالباخرة.

سفينة الحب

 كانت الرحلة تستغرق يومين في الذهاب ومثلهما في العودة، بالإضافة إلى ثلاثة أيام تمضيها في بيروت لتنهي تسجيل الحلقة، إذ إن البرامج المباشرة لم تكن قد عرفت طريقها إلى التلفزيون عموماً وليس اللبناني فحسب.

حزمت مديحة حقائبها واستقلت القطار متجهة إلى الإسكندرية مع عمرو ومربيته، وصعدت على متن الباخرة التي أعلن قبطانها مصطفى والي الانطلاق إلى بيروت واستقرار الأجواء البحرية بما يجعل الركاب يشعرون بالأمان في كبائنهم، بينما توجهت مديحة إلى مقصورتها بالدرجة الأولى ووضعت حقائبها فيها، ثم اطمأنت على غرفة ابنها ومربيته وظلت معه حتى موعد الغداء.

وبالطبع حرص قبطان المركب على توجيه التحية إلى النجمة الكبيرة بمجرد أن التقط اسمها ضمن ركاب الباخرة.

الكابتن: أهلاً يا مدام مديحة أنا مصطفى والي قبطان المركب.

مديحة: أهلا يا كابتن.

الكابتن: أتمنى تكوني مبسوطة معانا في الرحلة.

مديحة: الحمدلله، أحب أعرفك ابني عمرو.

الكابتن: إزيك يا عمرو.

عمرو: أهلا يا عمو.

الكابتن: يالا مش ح اعطلكوا عن الغداء بس حبيت أرحب بيك وأقولك إن النهاردة العشاء على شرفك.

اندهشت مديحة قائلة: على شرفي؟ مالوش لزوم يا كابتن.

فرد الكابتن: ده أقل واجب يا فندم، حضرتك نجمة كبيرة وأول مرة تشرفينا.

تناولت مديحة الغداء مع عمرو ثم اصطحبته في جولة على سطح الباخرة، إلا أن دوار البحر أصاب الصغير، لذا رافقته المربية إلى حجرته كي يخلد إلى النوم، فيما ظلت هي على ظهر المركب لتشاهد منظر الغروب.

وبينما كانت تتأمل منظر البحر والشمس تعانقه لحظة الغروب في أحد أروع المشاهد التي تعشقها، لمحت مرة أخرى القبطان وهو يمر لتفقد الأحوال، مرة أخرى حياها الكابتن مصطفى ثم توجه إليها بالحديث قائلا:

الكابتن: هو حضرتك جاية مع عمرو لوحدكم من غير الأستاذ محمد.

مديحة: أنت متعرفش يا كابتن إننا انفصلنا من كام شهر.

الكابتن: أنا آسف مكنتش أعرف لأني على طول في البحر ونادرا لما بشوف الجرائد والمجلات.

مديحة: ولا يهمك يا كابتن محصلش حاجة.

الكابتن: حضرتك بتسافري على طول لبنان.

مديحة: أه من وقت للتاني، دائما وإن شاء الله راجعة مصر على نفس المركب يوم الخميس.

الكابتن: والله!! إن شاء الله هكون كابتن الرحلة برضه.

مديحة بضحكة بسيطة: فرصة سعيدة جداً يا كابتن أني هشوفك تاني.

الكابتن: وأنا كمان استأذنك دلوقتي علشان لازم أروح القيادة ونتقابل بالليل على العشاء.

مديحة: إن شاء الله.

ظلت مديحة تنظر إلى منظر السماء والبحر وتتأمل الطبيعة في رحلاتها، بينما توجهت إلى كبينتها لإيقاظ ابنها عمرو من النوم كي يتناولا العشاء سويا، لكنه لم يرغب في الاستيقاظ بسبب الإرهاق الذي تعرض له في السفر ودوار البحر، فصعدت إلى المطعم وطلبت منهم إعداد سندويتشات خاصة به وبمربيته ليتناولها بعد استيقاظه، فيما جلست بانتظار الكابتن مصطفى والي ليتناولا العشاء سوياً.

كانت أجواء العشاء رومانسية وكأن القدر قد هيأ لهما، وعلى أنغام الموسيقى الهادئة وافقت مديحة على مراقصة الكابتن ليفتتحا الرقص، ثم جلسا يتجاذبان أطراف الحديث ويتناولان العشاء.

طوال الرحلة تكررت اللقاءات بين مديحة والقبطان الذي ظل يروي لها ذكريات عن رحلاته حول العالم، فيما تحدثت عن فنها وأفلامها، حدثها عن أجمل أدوارها التي ما زالت عالقة بذاكرته، و... حكايات كثيرة كانا يتبادلانها كلما سنحت الفرصة والتقيا.

في بيروت، توجهت مديحة إلى التلفزيون اللبناني وسجلت الحلقة، وتحدثت فيها عن أعمالها الفنية، واختياراتها وكيف وصلت إلى قمة المجد، وحينما سألتها المذيعة عن فكرة الاعتزال وهل يمكن أن تراودها رفضتها تماماً تحت أي ظروف، وقد شاهد الكابتن مصطفى الحلقة بعدما أخبرته بموعد بثها في المساء.

فوجئت مديحة في صباح اليوم التالي لوجودها بلبنان باتصال هاتفي من القبطان مصطفى يدعوها هي وابنها للتنزه في أشهر وأجمل الأماكن بلبنان، وأمام دعوته الكريمة وافقت مديحة، وبالفعل طافت أرجاء لبنان من جباله إلى شوارعه وتناولا طعام الغداء في أحد أشهر المطاعم على البحر...

قبل أن تغادر لبنان، تلقت مديحة عرضاً من التلفزيون اللبناني لتقديم تمثيلية تلفزيونية تذاع مرة في الشهر مدتها 30 دقيقة لمدة عام، على أن يكون نصف الحلقات إعادة لشخصيات درامية ورومانسية سبق أن قدمتها في أعمالها وفي النصف الآخر تشارك ممثلين لبنانيين حلقات ممثلة تبث على الهواء مباشرة، لعدم وجود إمكانية التسجيل في تلك الفترة، كان هذا العرض يتطلب من مديحة أن تقضي ما يقرب من 5 أيام شهريا في بيروت، للتدريب على الأداء الذي ستظهر به أمام الكاميرا.

طلبت مديحة فرصة لدراسة العرض جيداً قبل الموافقة عليه، فيما حزمت حقائبها عائدة برفقة ابنها عمرو إلى القاهرة في الرحلة التي يقودها الكابتن مصطفى، وكان يتشوق للقائها. كانت علاقتهما تتوطد يوما بعد الأخر، بينما كان رفضها الاعتزال خلال ظهورها بالبرنامج نقطة أثارت نقاشاً بينهما في رحلة العودة على متن الباخرة.

القبطان: على فكرة كنت منورة الشاشة امبارح.

مديحة تبتسم بدلال: ربنا يخليك يا كابتن أشكرك.

الكابتن: بس أنا استغربت أن عمرك ما هتفكري في الاعتزال لأي سبب.

ردت مديحة بحسم: أنا باعتبر التمثيل هو حياتي يا كابتن، علشان كده دائماً بحاول أوفق بينه وبين بيتي وعائلتي.

الكابتن: بس مش برضه ابنك له حق كبير عليك ومحتاج تفرغك.

قالها الكابتن وهو ينظر لعمرو، بينما الأخير كان يتابع رواد الباخرة الذين قاموا للرقص.

استغل الكابتن انشغال عمرو وتابع أسئلته.

- حتى لو حبيتي الشخص المناسب وطلب منك الاعتزال؟

ابتسمت مديحة وردت بحسم: أنا خلاص يا كابتن جربت حظي في الجواز والآن أنا مركزة في تربية ابني عمرو وشغلي وبس.

صمت الكابتن، فصمتت مديحة وأدارت وجهها ناحية حلبة الرقص، وكانت بين الحين والآخر تتابع عمرو وهو يتناول طعامه، أدركت مديحة أن صمت الكابتن هو صمت الحبيب الذي يخشى أن تصدمه حبيبته بالرفض، أبعدت الفكرة عن ذهنها وراحت تذكّر نفسها أنها الآن متفرغة لابنها وشغلها وفقط.

وطوال الليل بعدما اختلت بنفسها ظل كلام القبطان ونظراته واهتمامه بها تحاصرها وتفرض نفسها على تفكيرها، إلا أنها أبعدت الفكرة عن ذهنها، ورغم ذلك ظلت تفكر في الحديث الذي دار بينهما وتسأل نفسها: هل يمكن أن تتنازل عن حبها للفن مقابل الاستقرار في المنزل والزواج من رجل آخر.

أدرك القبطان أهمية عمرو في حياة مديحة، فبدأ يتقرّب منه ويقدّم الهدايا له بعد عودتهم إلى القاهرة، حتى أنه كان يتردد خلال وجوده في القاهرة على نادي الجزيرة، حيث يمارس عمرو رياضة الكاراتيه، ويقدم له الهدايا من البلاد التي يزورها.

وافقت مديحة على عرض التلفزيون اللبناني، فتكرر سفرها إلى بيروت مرة شهرياً على الأقل للتحضير للحلقات، ساعدها على ذلك رغبتها في خوض تجارب فنية جديدة، ولم يعرض عليها سينمائيا ما يحمسها على قبوله.

عن هذه الفترة تقول مديحة: «كان المسلسل يستغرق نصف ساعة، ولكن التحضير له كان يستغرق أياماً عدة على الأقل لإجادته، لأنه كان يذاع على الهواء مباشرة، وأتذكر أنني تعرضت لمأزق، إذ جسدت في إحدى الحلقات شخصية الزوجة، وكان يفترض أن يكون خروجي من الصورة لمدة 30 ثانية فقط لتغيير ملابسي وارتداء الروب في الكواليس، ومن ضيق الوقت لم أتمكن من ذلك، لذا اضطررت إلى ارتداء الروب فوق ملابسي وكانت ظاهرة ولم أستطع إخفاءها، وكان موقفاً لا أنساه في حياتي، مع أنني نجحت في احتواء المشهد، وبعد الانتهاء من الحلقة أشاد المخرج بتصرفي الحكيم في تجنب الوقوع بمطبات على الهواء».

تتابع: «كنت أقدم على الهواء ستة مشاهد من أفلام مختلفة لي، وأروي ذكريات كل مشهد وما حدث فيه، وكان اختيار المشاهد يراعي التنوع بين الكوميديا والدراما وأحيانا الرومانسية، ونصور الحلقات بحضور الجمهور، وفي نهاية التمثيل أختم بعبارة ما زلت أتذكرها حتى الآن وأقول فيها: «يسعدني أن أراكم لأعرف أي أدواري تفضلون؟ أدوار الدراما أم الكوميديا»، وكان يحدث انقسام في الرأي بين الجمهور الموجود، لكن غالبية المشاهدين الموجودين بالأستوديو كانوا يفضلون أدواري العاطفية».

التزمت مديحة بمواعيد تصوير الحلقات، فكانت متفرغة للمسلسل الأسبوعي، بينما استغلت العطلة الدراسية لابنها عمرو في تواصل الإقامة في بيروت لمدة شهر، ما أسهم في توطيد علاقتها مع الكابتن مصطفى.

الخطايا

عادت مديحة من بيروت إلى الإسكندرية، بناء على رغبة عمرو في تمضية بقية إجازته فيها، وخلال إقامتها بها فوجئت باتصال من المخرج حسن الإمام الذي أخبرها أنه سيكون عندها في اليوم التالي برفقة المصور وحيد فريد للحديث معها عن فيلم جديد، فانتظرت مديحة وصولهم في اليوم التالي وجلسوا في بهو الفندق يتحدثون عن الفيلم.

حسن: إيه يا ديحة موحشتكيش السينما.

مديحة: وحشتني طبعاً، حتى في فيلم جديد مع أحمد ضياء كلمني عنه ولما أنزل مصر هشوفه.

حسن: لا يا ستي إحنا عاوزينك معانا.

مديحة: وأنا تحت أمرك يا أستاذ.

وحيد: السيناريو أهوه (أخرجه من الحقيبة التي كانت بحوزته).

حسن: الفيلم ده يا مديحة رائع وأنا حاسس أنك أكثر واحدة ممكن تعمل دور الأم، وكمان معانا صديقك يا ستي عماد حمدي، وكمان عبد الحليم حافظ.

مديحة: ياه... إيه المجموعة الحلوة دي.

حسن: أنا واثق أن الفيلم هيعجبك، المهم إحنا قاعدين النهاردة في إسكندرية وحاجزين معاك في نفس الأوتيل وقبل ما نرجع مستني رأيك، لأن الوقت ضيق وأنا عاوز أبدأ بسرعة.

مديحة: بسرعة كده... حاضر يا أستاذ أنا مقدرش أرفض لك طلب لأني واثقة أنك مش ممكن ترشحني في حاجة مش حلوة.

استأذنت مديحة في الانصراف، وصعدت إلى غرفتها لتقرأ سيناريو الفيلم، فانبهرت بكتابة السيناريو والحوار الذي شارك فيه الثنائي محمد عثمان ومحمد مصطفى، فاتصلت بغرفة حسن الإمام لتحدثه عبر التليفون.

- أيوة يا أستاذ حسن إيه الفيلم العظيم ده.

حسن: إيه ده أنت لحقت تخلصي السيناريو يا مديحة ده أنت واخداه من ساعة ونص بس.

مديحة: ده أنا محستش بالورق وأنا بقرأه علشان كده قولت أكلمك أول ما خلصت.

حسن: طيب إيه رأيك تنزلي مصر من بكره علشان نبدأ نحضر للفيلم ونصور أول الأسبوع الجاي.

مديحة: وأنا جاهزة للتصوير يا أستاذ بس اديني يومين أرتب حالي علشان عمرو ميضايقش أني قطعت له الإجازة.

حينما عادت مديحة من الإسكندرية وجدت رسالة لها في المنزل من القبطان مصطفى يخبرها بمكان إقامته بالقاهرة وبرغبته في لقائها، فاتصلت مديحة بالفندق الذي يقيم فيه واتفقا على تناول الغداء سوياً، وفي الموعد المحدد وجدته بانتظارها.

مديحة: أزيك يا كابتن.

والي: وحشتيني يا مديحة كل الفترة دي ما أشوفكيش.

مديحة: ما أنت عارف الشغل وبعدين كنت في إسكندرية كمان ولسه واصلة القاهرة إمبارح بالليل.

والي: فاكرة لما كنا على المركب وقولتلك بس.

مديحة: أه فاكرة طبعاً وإحنا راجعين من بيروت أول مرة.

والي: أنا ساعتها كنت عاوز أقولك إني ...

مديحة: إنك إيه يا كابتن.

صمت الكابتن لثوانٍ قبل أن يكمل حديثه قائلا: إني بحبك وعاوز أتجوزك.

كانت مديحة مهيئة للمفاجأة، أدركت بحسها الأنثوي حب الكابتن لها، فصمتت، فيما تابع حديثه قائلا:

متهيألي أنت حاسة بمشاعري من قبل ما أقولك، أنا كان مانعني بس من الكلام هو خوفي إنك ترفضي، كمان بعد ما سمعتك رافضة موضوع الاعتزال.

تابعت مديحة صمتها، فقال: أنت عارفة طبيعة شغلي وأنا بسافر كتير، فمش معقول أنزل إجازة ألاقي مراتي هي كمان مشغولة أو مسافرة.

نظرت مديحة إليه وردّت: بس أنا بحب التمثيل وأتجوزت قبل كده وكنت قادرة أوفق بينه وبين بيتي وجوزي.

القبطان: ما أعتقدش لأننا حنكون تقريباً دايما مسافرين.

صمتت مديحة فتابع القبطان: بالنسبة إلى عمرو حأعامله زي ابني وأعتقد أنك لاحظت ده، (ضاحكاً) وهو كمان بيحبني.

تابع القبطان هجومه عليها: قولي إنك موافقة وإحنا حنلاقي حل لكل مشكلة.

مديحة: أعتقد أن الموضوع محتاج تفكير.

الكابتن: طيب أتمنى أنك متفكريش مدة طويلة لأني مسافر بيروت بعد يومين وعاوز أعرف رأيك قبلها.

وعدت مديحة الكابتن مصطفى بأن ترد عليه قبل سفره وغادرته لتلحق بموعدها مع المخرج حسن الإمام، الذي لاحظ تغيير ملامح وجهها وعدم تركيزها في جلسة العمل التي جمعتها مع عماد حمدي وعبد الحليم حافظ وحسن يوسف لتغادر الجلسة معتذرة لصداع أصابها.

حسن: مالك يا مديحة في حاجة؟

مديحة باندهاش: أبداً يا أستاذ مفيش حاجة.

حسن: أصلك مش مركزة معانا.

انتبهت مديحة إلى أنها بالفعل كانت شاردة وتذكرت أن حسن رغم انه مخرج عظيم وتدين له بالكثير، لكنه من المخرجين الذين تخشاهم لأنه كان «بيجرح» الممثل إذا أخطأ - مهما كان هذا الممثل - لذلك كانت تتحاشى الخطأ.

فكرت مديحة واستغلت عطلة الجمعة في اليوم التالي لتدرس عرض والي بالزواج قبل أن تتوجه إلى التليفون وتتصل به لتخبره ردها..

هذا ما سوف نعرفه في الحلقة المقبلة

back to top