ألم الظّهر... الأطباء يبالغون

نشر في 23-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2014 | 00:01
قد يكون ما اتّفق الأطباء على تسميته {ألم الظهر الروتيني} مؤلماً جداً، لكنّ المفاجأة هي أنّ أفضل علاجٍ يبقى تقليدياً بامتياز، متخطّياً بذلك مفعول المسكّنات.
ترتكز أفضل وصفة لعلاج ألم الظهر على استخدام مكعبات الثلج وكمادات ساخنة إضافة إلى ممارسة تمارين رياضية. رغم هذه الحقيقة، يعمد أطباء كثر إلى طلب فحوصات غير ضرورية ووصف مهدّئات أو العودة إلى الجراحة في بعض الحالات.

يقول د. بروس لاندون، بروفسور في كلية الطب في جامعة هارفارد، إنّ آلام الظهر الروتينية تزول تدريجياً، خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، مع العلاج التقليدي، ويضيف: «الأهمّ من ذلك أنّ الحُقن أو التصوير أو الجراحة لا تؤدي دوراً إيجابيّاً على صعيد النتائج بل تزيد الأمور سوءاً».

تشير دراسة حديثة أعدّها لاندون وزملاؤه إلى أنّ المبالغة في التشخيص والعلاج بدأت تتفاقم. فقد حلل القيّمون على هذه الدراسة بيانات رسمية (بين 1999 و2010) لحوالي 24 ألف مريض يعانون ألماً حادًا في أسفل الظهر، سواء كان طارئاً أو مزمناً، بهدف التحقق من أنّ هؤلاء المرضى عولجوا وفقاً للإرشادات التي أقرّتها السلطات الأميركية والخبراء الدوليون، وتنصّ على ما يلي:

●  العودة إلى العلاج بمضادات التهاب غير ستيرويدية كالايبوبروفين والنابروكسين أو بوصف الأسيتامينوفين المعروف بالبراسيتامول.

● العودة إلى المعالجة الفيزيائية في حال تبيّن أنّ ذلك ضروريّ.

● عدم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعّة المقطعية إلا في الحالات النادرة التي تظهر فيها {علامات حمراء} تنبئ باحتمال الإصابة بأمراض أخرى.

عدم وصف منوّمات أو مهدّئات

عدم إحالة المريض مباشرة إلى أطباء آخرين للحصول على حقن أو إجراء جراحات.

يشرح د. جون مافي، مدير مركز ديكونيس الطبي في بوسطن التابع لجامعة هارفارد والمشرف على هذه الدراسة، صعوبة إقناع المرضى الذين يطلبون علاجات خارجة عن نطاق الإرشادات السابقة، بأنّ الطريقة التقليدية هي الأفضل لحالتهم. يضيف أنّ الأطبّاء لا يملكون الوقت لشرح هذه النقطة لمرضاهم أو محاولة إقناعهم، فيرضخون لطلب المريض ولا يلتزمون بالإرشادات.

يتابع: «مع أن مناقشة مرضى يعانون آلاماً مبرحة مهمّة صعبة، إلا أنني أصر على اتباع الطريق الصحيح والصادق. أقول لمن يعانون ألماً في أسفل الظّهر إنّ المهدّئات لن تساعدهم، بل تعرّضهم للخطر في أحيانٍ كثيرة. في المقابل، أنصحهم بتناول الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين والحصول على قسط من الراحة مع استخدام مكعبات الثلج. في معظم الحالات، يتحسّن المرضى تلقائيّاً».

«عملية التفسير للمرضى تستغرق عشر دقائق فيما تستغرق كتابة وصفة أو طلب اختبار عشر ثوانٍ لا أكثر»، يشرح د. لاندون الذي يوافق د. مافي نظريته، ويضيف: «نظام الرعاية الصحية القائم اليوم يصعّب علينا اتباع خطوات صحيحة فجرّاحو العظام والأعصاب لا يتقاضون أجرهم لإعطاء المشورة بل لتنفيذ إجراءات عملية».

 طرق علاج

في ما يلي نصائح د. جيفري كاتز، بروفسور في جراحة العظم في كلية الطب في جامعة هارفارد، حسب ما وردت في تقرير صحي استثنائي حول «الألم في أسفل الظهر» صادر عن الكلية:

مع بداية شعوركم بالألم، استعملوا مكعبات أو كمادات الثلج. بعد انقضاء 48 ساعة، استبدلوا الثلج بالماء الساخن.

احصلوا على قسطٍ من الراحة. إذا كنتم تعانون ألماً عند الوقوف أو الجلوس، إلجأوا إلى النوم الذي يساعدكم على التخلّص من الألم، شرط ألا تتخطّى فترة النوم الواحدة ساعتين على الأكثر.

★ مارسوا بعض التمارين الرياضيّة التي تسرّع عملية الشفاء وتحدّ من خطر عودة الألم لاحقاً. أمّا إذا كنتم تعانون ألماً مزمناً في أسفل الظّهر فلا بدّ من استشارة الطّبيب أو المعالج الفيزيائي لوضع برنامج يلائم حالتكم.

★ يمكنكم اللجوء إلى أدوية مسكنّة لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيّة كالأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالأسبيرين والإيبوبروفين والنابروكسين، وهي غالباً ما تساعد على تخفيف الألم بشكلٍ ملحوظ، خصوصاً إذا تمّ تناولها وفقاً لجدولٍ دقيق وليس عند الشعور بالألم.

★ في حال لم تفلح هذه الإرشادات، استشيروا طبيبكم للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول حالتكم وكيفية معالجتها.

back to top