سلاح الأمل في معركة الاستقرار

نشر في 19-07-2014
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:01
 عبداللطيف المناوي في خطابه إلى الشعب المصري، والذي أعلن فيه ترشحه للرئاسة، تحدث المشير عبدالفتاح السيسي- وزير الدفاع وقتها- في آخر مرة ارتدى فيها زيه العسكري عن ثلاثة محاور رأى أنها ستكون محددات أساسية، وشعاراً لحملته الانتخابية كمرشح، وهدفاً له يحققه كرئيس بعد انتخابه، هذه المحاور وذلك الشعار هو "الأمن والاستقرار والأمل".

العمل الجاد يخلق الاستقرار والأمن، لكن قبل ذلك يجب أن يكون هناك أمل، الأمل بتعريف السيسي في خطابه ذلك "هو نتاج العمل الجاد. الأمل هو الأمان والاستقرار، الأمل هو الحلم بأن نقود مصر لتكونَ في مقدمة الدول، وتعود لعهدها قويةً وقادرةً ومؤثرةً تُعلِّم العالم كما عَلّمَته من قبل".

والحديث عن الأمل الآن، لا يقل أهمية عن الحديث عن أهمية العمل والاستقرار، فبالعمل وحده لا يمكننا أن نفعل ذلك، ولكن بالأمل يمكن أن نفكر في المستقبل ونحلم به، ونفكر كيف نبني وطناً أفضل لأبنائنا.

عدو مصر الحقيقي الآن، هو اليأس، تلك الحالة التي أصبح لها دعاة، هم قاتلو الأمل في نفوس الناس، هم الذين لا يفكرون في المستقبل، وإنما طوال الوقت يجروننا إلى الماضي، هم الذين لا يريدوننا أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام، وإنما يدفعوننا دوماً إلى الخلف، هم الذين لا يهتمون بما يمكننا أن نفعل من أجل هذا الوطن، بل يجروننا إلى مشاكل وهمية، حول ماضٍ تجاوزته مصر في 30 يونيو.

دعاة اليأس لن يصمتوا، سيواصلون النفخ في رماد اليأس، حتى لا يقوم هذا البلد من غفوته، فكلما طال الرقاد طال وجودهم، وهؤلاء لا يمكن محاربتهم إلا بالأمل، الأمل الذي ستحيا به وله ومن أجله هذه الأمة التي عانت طويلاً.

الأمل يعني أن نعتمد على العلم في كل خطواتنا، على أهل الخبرة في قيادة أمور هذا الوطن ومقدراته، الأمل في خلق كيانات سياسية حقيقية قادرة على جمع المصريين حولها، من أجل البناء، لا من أجل الهدم، من أجل أن تكون هناك مشاركة سياسية حقيقية لا من أجل مجرد الوجود في الصورة.

الأمل هو أن نفكر في لحمة وطنية حقيقية تُنهي عصر الانقسامات والفتن الطائفية، وأن تكون هناك قوى سياسية، حتى لو اختلفت توجهاتها وأيديولوجياتها، لكنها تعمل جنباً إلى جنب من أجل هذا الوطن، تضع "الطوبة" بجوار "الطوبة"، لنقيم جداراً واحداً قوياً نستظل جميعاً بظله.

الأمل هو أن نفكر في أن نطور جميع منظوماتنا التعليمية، فإذا كان الأمل هو المستقبل، فإن هذا المستقبل في الأجيال التي تتعلم الآن في مدارس تحتاج إلى كثير من الجهد لتقدم ما هو مطلوب منها، فإذا أردنا أن نرى الأمل في عيون الأبناء والطلاب فلابد أن نقدم لهم ما يستحقونه، ما يحفزهم على أن يقدموا لوطنهم مثل ما قدم لهم من تعليم حقيقي.

لا حديث عن مستقبل حقيقي لهذا الوطن بدون الحديث عن الأمل، لا حديث عن استقرار وأمن وأمان دون حديث عن الأمل، لا حديث عن اقتصاد حقيقي، وعودة مصر إلى دورها الحقيقي دون الحديث عن الأمل. الأمل هو مستقبل مصر الحقيقي، المهم أن نملك القدرة والرغبة في أن نحلم ونأمل ونحقق ما نأمله ونحلم به.

الذي يمتلك أن يفتح طاقة الأمل أمام المصريين هو ذلك الرجل الذي انتخبوه رئيساً، هو وعدهم به وعليه أن يحققه لهم، لذلك فكل ما يصدر عنه يجب أن يحمل في طياته عنصر أمل حتى لو كان ما يصدر عنه قرارات صعبة. الناس على استعداد لتحملها بشرط أن يمتلكوا "الأمل".

back to top