صباح الناصر

نشر في 11-07-2014
آخر تحديث 11-07-2014 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي نقل المظاهرات إلى المناطق السكنية تصرّف غير مقبول يعبّر عن عدم النضج السياسي، ولا أظنه سوى فزعة أو فرصة للتنفيس عن بعض المراهقين، ويعتبر هذا النوع من النشاط تفريغا للطاقة ليس إلا، كما أن الاستمرار في استخدامه قد يأتي بنتائج تضر بالحراك على المدى البعيد.

 الحراك الشعبي لن يقف ولن يتخذ نمطاً معيناً، بل ستتغير حسب الظروف والمؤثرات على الرغم من حالة الفتور والتخبط التي مر بها وانحرافه عن أصل فكرة الإصلاح ومكافحة الفساد، حيث امتهن بعض أعضاء الأغلبية نهج الإقصاء واللغة الطائفية متأثراً بأحداث الربيع العربي التي رمت بظلالها وأثرت في إيقاع الحراك ونوع المطالبات.

نعم هناك فساد إداري ومالي يستحق المساءلة والوقفة الجادة من مؤسسات المجتمع المدني، إلا أن الخطأ في الطريقة التي اختارتها كتلة الأغلبية في المواجهة عبر جرّ الشارع إلى الميدان قبل معرفته بتفاصيل الصراع أو حجم الفساد وشخوصه، لأن ما يُتناوَل حول هذه القضية ليس بجديد على الساحة السياسية، كما أن كشف رؤوس الفساد عمل يحتاج إلى الكثير من الأدلة القطعية لإثباته بدل الاعتماد على الظن.

ومن الثوابت المهمة التي أفقدت الحراك مصداقيته ازدواجية القيم التي رفعتها المعارضة كما حدث في أحداث البحرين وسورية، وأيضاً تبدل موقفها وقناعتها فيما يخص الكونفدرالية والوحدة الخليجية التي تهاوت وتغيرت عند توقيع الحكومة على الاتفاقية الأمنية. وحساب "كرامة وطن" مثير للكثير من الجدل والشكوك، خصوصاً من وجهة نظر الأطراف التي تشارك المعارضة في فكرة الإصلاح، ولكنها تختلف معها في آلية الطرح لأن من يتحكم في أغلبية المسيرات حساب يظل مجهول الهوية لا يُعرَف من وراءه أو الأهداف التي يتحرك من أجلها. ونقل المظاهرات إلى المناطق السكنية تصرّف غير مقبول يعبّر عن عدم النضج السياسي، ولا أظنه سوى فزعة أو فرصة للتنفيس عن بعض المراهقين، ويعتبر هذا النوع من النشاط تفريغا للطاقة ليس إلا، كما أن الاستمرار في استخدامه قد يأتي بنتائج تضر بالحراك على المدى البعيد.

فما زال الشارع يترقب تداعيات "بلاغ الكويت" كما سماه الشيخ أحمد الفهد من طرف، ومن طرف آخر يحاول إيجاد فهم قانوني لكل ما قاله النائب السابق مسلم البراك لفك طلاسم تلك الأحجية؛ لمعرفة من يتآمر على الكويت ومن معها.

والأيام القادمة ستحمل معها الكثير من المفاجآت ليس فقط فيما يخص البلاغ، ولكن لدخول أطراف النزاع الميدان بكل ثقلهم بعد أن تكشفت الأسماء ووضحت التحالفات، ولم يعد الأمر في إطار سياسة كسر العظم والاحتواء.

المصالحة والإصلاح اللذان ينتظرهما الشعب يأتيان ضمن المطالبة بالمحاسبة دون النظر إلى قوة أو حجم المفسدين، وأيضا إلى إنجاز يتعدى حدود الورق إلى فضاء الواقع، وحتى ذلك الوقت ستجد الشعب يصفق ويمشي خلف من يجرؤ على كشف الحقيقة ولا عزاء للتنمية أو العدل.

نقطة في غاية الأهمية في زمن الغرائب:

إحدى الأخوات من حملة شهادة الدكتوراه وصاحبة اختصاص في الاستشارات البيئية تشتكي من الظلم الواقع عليها منذ مدة من الزمن، فهل تجد من ينصفها أو حتى من يبرر لها هذا التهميش؟

ودمتم سالمين.

back to top