«قرقيعان»

نشر في 11-07-2014
آخر تحديث 11-07-2014 | 00:01
 د. محمد لطفـي الحجم الدعائي الكبير والمبالغة الإعلامية المصاحبة لتبرع الرئيس ورجال السلطة لصندوق "تحيا مصر" أعاد إلى الأذهان تبرع جمال مبارك ورجال الحزب الوطني "من أجل مصر"؛ مما أثار الكثير من المواطنين وألقى ظلالا من الشك حول حقيقة هذه التبرعات وجدواها الاقتصادية الحقيقية، فهل لمثل هذه التبرعات قيمة اقتصادية فعلية؟ وهل تتناسب هذه القيمة مع حجم الدعاية المبالغ فيها؟ أم أن للدعاية هدفاً آخر؟

***

قرارات رفع الأسعار الأخيرة جاءت مخيبة لآمال قطاع عريض من المواطنين (خاصة بعد التصريح السابق للرئيس بعدم المساس بالدعم الآن)، فقد شكلت صدمة للفقراء، ولم يفهم الكثيرون كيف يتم رفع سلعة لا يستخدمها سوى الأثرياء وأصحاب السيارات الفارهة (بنزين 95) بنسبة 7% فقط، بينما يتم رفع سلعة يعتمد عليها الفقراء اعتمادا مباشراً وغير مباشر 175%!! وما أثار الغضب أكثر ادعاء وسائل الإعلام أن هذه الزيادة لا تستهدف الفقراء! وأن الحكومة ستضبط الأسعار وتمنع زيادتها في حين واقع الحال يؤكد أن الحكومة غير قادرة على السيطرة على التجار، كما أن القرارات غير عادلة في توزيع الأعباء الاقتصادية.

***

يدّعي حملة المباخر وضاربو الدفوف أن نسبة الزيادة تتناسب مع حجم الدعم المقدم، فبنزين 95 كانت زيادته 7% فقط لأن الدعم المخصص له قليل في حين كانت زيادة بنزين 80 كبيرة لأن دعمه كبير، وتناسى هؤلاء أن الدعم أصلاً للفقراء فمن الطبيعي أن يكون دعم 80 أكبر من 95، ولكن أن تكون نسبة الرفع تبعا لقيمة الدعم فهذا معناه أنك تعامل الغني كالفقير، وهذا يهدم مبدأ العدالة الاجتماعية الذي يتغنى به حملة المباخر.

***

إصرار القوات المسلحة على القيام بالمهام المدنية (نقل ركاب، منافذ بيع، محطات وقود... إلخ) قد يعتبره البعض عملا وطنيا، لكن الحقيقة أنه ضياع للدور الأساسي للجيش ومهامه العسكرية، كما أنه تداخل في الاختصاصات المدنية للحكومة، فتبدو القوات المسلحة كحكومة داخل الحكومة، وتعيد تجربة القوات المسلحة في الستينيات وسيطرتها على جميع مرافق الدولة (بما في ذلك اتحاد الكرة الذي ترأسه المشير عامر) وكيف انتهت هذه التجربة المريرة بنكسة 67 التي كان من أسبابها كما قال المؤرخون (بالإضافة طبعا لأمور أخرى) انشغال الجيش وقياداته بالأعمال المدنية. فيا ليت الجيش يظل فاعلاً أساسياً في مهامه العسكرية ويبتعد عن الأعمال المدنية التي هي من صميم عمل الحكومة، وكي لا يثبت مقولة أن الحكم عسكري حتى النخاع.

***

يتبنى الإعلام وخبراؤه مقولة أن أعداد المعارضين ورافضي الانقلاب والنظام في تناقص مستمر، وأن أعدادهم في التظاهرات قلّت إلى العشرات بدلا من الآلاف، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا الخوف والقلق؟ ولماذا إغلاق الشوارع والميادين؟ ولماذا منع الصلاة في بعض المساجد؟ ولماذا لا تفتحون الطرق وتسمحون بالصلاة؟ ولماذا تطلقون قنابل الغاز على عشرات فقط؟ إننا نريد معرفة العدد الحقيقي فرجاء افتحوا الطرق والميادين لنعرف جميعا حقيقة أعداد المعارضين.

***

إلى الآن ما زالت محطتا مترو التحرير والجيزة مغلقتين بأوامر "الداخلية"، فإذا كانت "الداخلية" غير قادرة على تأمين توقف المترو في محطاته، وتغلق الشوارع والميادين وتمنع الصلاة، فعن أي استقرار أمني يتحدثون؟!

* "قرقيعان" احتفال سنوي رمضاني يتغنى فيه الأطفال ويتبادلون فيه أنواعاً مختلفة من الحلوى داخل كيس واحد.

back to top