رشدي أباظة... الرجل الأول: الرغبة والضياع (13)

نشر في 11-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 11-07-2014 | 00:02
بعد طلاق رشدي أباظة وتحية كاريوكا، حاولت سميحة توفيق أن تتوسط لإصلاح العلاقة بينهما، خصوصاً بعدما شاهدت حال صديقتها:

* دا الراجل الوحيد اللي دخل حياتي واتمنيت أنه ما يخرجش منها. عارفة كنت دايماً بعد الأسبوع الأول من جوازي من أي واحد اتجوزته... ماعنديش مانع أنه يطلقني. وبعد شوية كنت أنا اللي بطلب الطلاق. لكن لما اتجوزت رشدي اتمنيت أكمل معاه كل اللي جاي من عمري.

- عموماً اللي حصل دا خلافات بتحصل كتير مع أي اتنين متجوزين وبيرجعوا تاني لبعض.

* شوفي يا سميحة. أنا بحب رشدي... ومتأكدة مليون المية إن رشدي بيحبني زي ما بحبه وأكتر. لكن مش هاينفع نرجع لبعض تاني. أنا ورشدي نشبه بعض في حاجات كتير أهمها إن كرامتنا أعز علينا من أي شيء.

عاد رشدي من أسيوط بعدما طلبه السيد بدير للعمل في فيلم كتبه بعنوان «شم النسيم» بطلب من المخرج الإيطالي فريونتشو، الذي أعجب بفكرة هذا العيد الذي يجمع المصريين من مختلف الأديان للاحتفال بيوم واحد منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة.

كتب بدير الفيلم في شكل «اسكتشات» وقصص كوميدية، ومن خلاله نرى فتاة تخطط للإيقاع بين عروسين جديدين بعدما توهمت أنها تحب العريس، لكنهما بحبهما يتمكنان من إزاحة هذه الفتاة من طريقهما ويعيشان بالتالي مجدداً في سعادة ويستأنفان الحياة الزوجية.

إلى إيطاليا

اجتمعت الظروف على رشدي من كل من حوله، فبعد فيلم {شم النسيم} جلس في بيته بلا عمل، وبطلاق تحية أصبح بلا زوجة أو حبيبة، إضافة إلى أنه كان ممنوعاً من الاقتراب من بيت والده، وحتى من رؤية أخوته. وعندما كان يزور والدته، وبسبب حبه الشديد لها، كان لا يطيق أن يرى رجلاً آخر إلى جوارها. هكذا عاد إلى حياة الوحدة، فقد كان سأم حياة اللهو والشرب والسهر، ليست هذه الحياة التي يسعى إليها أو يتمناها، حتى الآن ورغم ما قدمه من أفلام سينمائية، ورغم أن عدداً كبيراً من العاملين في الحقل الفني، من منتجين ومخرجين وممثلين، باتوا يعرفونه بشكل جيد، فإن إحساس الضياع يسيطر عليه، فليس هذا ما يريده. حينها تذكر عشقه القديم للرياضة، وكيف أنه كان متفوقاً فيها بشكل كبير، فطرأت على ذهنه فكرة اللجوء إلى الرياضة، حيث سيجد ما يبحث عنه من لفت الأنظار إليه. الحرمان الذي عاناه في طفولته، ولا يزال وهو شاب، جعله شغوفاً بلفت الأنظار إليه، ليكون محل اهتمام كل من حوله.

اتخذ رشدي قراره بمعاودة الاهتمام بالرياضة، وبالتدريب المستمر الدؤوب، استطاع أن يحرز المركز الثاني في بطولة مصر لكمال الأجسام للعام 1953. غير أنه رغم سعادته بهذا النجاح، لم يحقق ما يطمح إليه ولم يرض غروره، فاتخذ قراراً شجعته عليه والدته:

- أيوا إيطاليا... نسيتيها ولا إيه؟

* لا مش نسيتها. بس إيطاليا تاني؟ ما أنت سافرت قبل كدا وما طقتش تقعد تلات شهور ورجعت.

- المرة دي أنا قررت أسافر أشتغل هناك.

* فكرة جميلة... وأنا هابعت للعيلة علشان يبقوا في انتظارك.

- لا لا... مع احترامي للعيلة يا ماما. أنا مش رايح اشتغل في التجارة. أنا هاشتغل في السينما.

* أيوا... بس أزاي ومع مين؟

- المخرج الإيطالي فريونتشو وعدني أني هاشتغل معاه. وهو موجود هناك وهايساعدني في الفترة الأولى.

لم يضيع رشدي وقته، اتخذ القرار ونفذه فوراً. سافر إلى إيطاليا، غير أنه لم يجد روما تستقبله بالورود والرياحين، وكان المخرج فريونتشو قد غادرها إلى فرنسا. غير أنه استطاع، بواسطة بعض الأصدقاء، أن يصل إلى أستوديوهات روما حيث كانت الصدمة الكبرى، فرغم اجتيازه اختبارات التمثيل والوقوف أمام الكاميرا والتحدث بالإيطالية بطلاقة، كان عليه أن يبدأ بالأدوار الصامتة، فرفض رفضاً قاطعاً رغم محاولة بعض الأصدقاء المصريين الذين التقى بهم وكانوا يقومون بالتجربة نفسها. وجد نفسه يواجه مأزقاً من نوع آخر... وقف حائراً أمامه.

رفض رشدي أباظة أن يبدأ من الصفر في أستوديوهات روما، والعمل في أدوار صامتة أو ثانوية، واتخذ قراراً نهائياً بعدم العمل في السينما الإيطالية، رغم أن عدداً من أصدقائه الموجودين في إيطاليا، ومن بينهم المطرب بوب عزام، حاولوا إقناعه بقبول هذه النوعية من الأدوار، كبداية في السينما الإيطالية، على أن تتبعها أدوار حقيقية كبيرة. لكنه أصر على الرفض، وأيدته في قراره مضيفة الطيران بربارا الأميركية زوجة بوب عزام، مؤكدة لرشدي أنه أكبر من أن يعمل «كومبارس» في السينما الإيطالية.  

قرر رشدي أن يستفيد من وجوده في إيطاليا بدراسة الفن في أحد أستوديوهات روما، حيث درس التمثيل والإنتاج. لكن أزمته الحقيقية كانت عندما حاولت بربارا زوجة بوب عزام التقرب منه وبدأت تلاحقه في كل مكان يذهب إليه، وانتهزت فرصة خلافاتها مع زوجها وراحت تلقي بشباكها حول رشدي.

كان جورج وديع عزام، المصري من أصل لبناني، والشهير باسم «بوب عزام» أحد أوائل الذين غنوا البوب في مصر منذ مطلع الخمسينيات، ذلك النوع من الغناء الذي جاء نتيجة مزيج من غناء الأميركيين من أصل أفريقي الـ Blues وغناء المدينة بما يحمله من صخب إيقاعات، وغناء غجر الجبال الـ Hillbilly حيث أطلق عليه النقاد آنذاك اسم {استغاثة الشعوب التي تعاني} أو Having Popular Appeal، فقد كان مزيجاً من موسيقى وأشعار وغناء فئات الشعب الفقيرة والمنبوذة، ثم تطور المسمى مع التطور الموسيقي إلى Popular Music واختصر في العام 1926 إلى Pop Music. غير أن {بوب عزام} راودته فكرة الانطلاق إلى العالمية من إيطاليا، وهو ما كان سبب الخلاف بينه وبين زوجته الأميركية بربارا، التي كانت ترى أهمية أن ينجح محلياً قبل أن يبحث عن فرصة عالمية، وهو المنطق نفسه الذي أقنعت به رشدي أباظة في رفض أي أدوار ثانوية في أفلام إيطالية، والعودة إلى مصر، ليثبت نفسه محلياً أولاً.  

لم يستطع رشدي أن يخفي إعجابه ببربارا، بل شعر بحبها يتسرب إلى قلبه، لكنه كان بالنسبة إليه حباً محرماً، فهو يكره الخيانة، فماذا لو كانت خيانة الأصدقاء؟ وعزام صديقه، فكيف يمكن أن يخونه؟ غير أن بربارا كانت تحاصره بحبها:

* أفهم من كدا أنك بترفض حبي.

- بربارا افهميني. أنا ما أقدرش اعتبر الحب دا من حقي.

* الحب مش اختيار يا رشدي. دا قدر... وإحنا قدرنا نحب بعض.

- مظبوط... لكن عزام صديقي.

* وصديقي أنا كمان.

- عزام جوزك وواقف بيني وبينك... وأنا عمري ما كان من طبعي الخيانة.

* تقصد تقول إن أنا خاينة علشان حبيتك؟

- أنت بتفكري بقلبك ومشاعرك. لكن أنا مش ممكن ألغي العقل من معادلة زي دي.

* بس أنت عارف إن أنا وعزام مختلفين... حتى من قبل ما أشوفك.

- بربارا... أنا راجل شرقي ومسلم وما أقدرش أتجاهل أنك على ذمة راجل تاني. أنا مش ممكن أقبلها على نفسي. ولا عليك أنت كمان.

* الراجل التاني دا اللي بتتكلم عنه أنا وهو تقريبا منفصلين.   

- خلاص... يبقى نستنى لما يحصل انفصال بشكل رسمي.

لم ينتظر رشدي أن يحدث الانفصال بين بربارا وعزام، ابتعد نهائياً عنها كي لا يؤثر على القرار الذي ستتخذه. وعاد إلى مصر ليقرر أن يندمج في الوسط الفني بشكل كامل، وبعين دارس للسينما، وكان أول أمر فعله حضور حفلة أضواء المدينة، التي حضرها عدد كبير من الفنانين والمطربين.

في السادس عشر من يونيو 1953 وقع مجلس قيادة الثورة قراراً بإلغاء عهد الملكية، وإعلان مصر جمهورية للمرة الأولى في تاريخها، لتصبح «جمهورية مصر العربية». وبينما كانت الإذاعة المصرية تنقل حفلة «أضواء المدينة» على الهواء مباشرة من حديقة الأندلس، ضمن احتفالات الدولة بالثورة، أرسل مجلس قيادة الثورة بياناً ليذاع على الهواء إلى شعب مصر، وتم تكليف أكبر فناني مصر، يوسف وهبي، بإذاعة الخبر، قبل أن يقدم للشعب المصري صوتاً جديداً ولد مع إعلان مصر جمهورية، المطرب عبد الحليم حافظ، في أغنية جديدة بعنوان «العهد الجديد» من كلمات الشاعر محمود عبد الحي، وألحان عبد الحميد توفيق زكي.

شعر رشدي بأنه يولد مع مولد «مصر الجديدة»، فراح يتعامل بروح جديدة ومختلفة، وبعين الدارس المحب للسينما، وكأنه للمرة الأولى يحب السينما، وراح ينظر إليها نظرة مختلفة عن نظرته إليها قبل سفره إلى إيطاليا.

لم يمر شهر على عودته من إيطاليا، حتى اكتشف أن بربارا الأميركية تبحث عنه في كل الأماكن التي يتردد عليها، حتى استطاعت أن تلتقي به في إحدى سهراته في «نادي السيارات» فكان اللقاء حاراً من جانبها، فاتراً من جانب رشدي، رغم تعلقه بها وحبه لها:

- حمدلله على السلامة.

* ياه... وليه بتقولها كدا كأنك بتتمنى أني ما كنتش أرجع؟

- إطلاقا. أنت عارفة...

* عارفة إيه. ما تقول... عارفة أنك بتحبني.

- باربي... إحنا مش هانعيده تاني.

* لا هانعيده تاني وتالت وعاشر... عارف ليه؟

- ليه؟

* لأن أنا وعزام انفصلنا خلاص.

- أنت بتقولي إيه؟

* اللي أنت سمعته يا رشدي... انفصلنا.

- أيوا. يعني انفصلتي علشان...

* ما تكملش... صدقني يا رشدي. سواء أنت ظهرت في حياتي أو ماكنتش ظهرت... كنت هانفصل أنا وعزام. الحياة بينا بقت مستحيلة... وكنت كارهة الحياة نفسها. ولما أنت ظهرت في حياتي... حسيت أنك هدية القدر ليا.

- أنت اللي هدية جميلة ربنا بعتهالي.

اتفق رشدي وبربارا على الزواج بمجرد الانتهاء من تجديد شقته وإعادة تأثيثها، غير أنه فوجئ في اليوم التالي مباشرة، بورقة صغيرة تركها أحدهم له في «نادي البلياردو» بعدما بحث عنه طويلاً، مكتوب فيها: «الأستاذ كمال الشيخ يريدك أن تذهب إليه في مكتبه في التاسعة صباحا... فنجري».

قرأ رشدي الورقة وطواها ثم ألقى بها، فكان أقصى عقاب يمكن أن يعاقب به رشدي هو الاستيقاظ مبكراً. غير أن بربارا، التي لم تتركه في سهراته كافة، كانت تقف إلى جواره، وعرفت منه محتوى الورقة. فأمسكت بيد رشدي من دون أن تنطق بكلمة، وخرجت به من نادي البلياردو، وقادت السيارة، فيما كان رشدي ينظر إليها بدهشة مما تفعله، وعبثاً حاول أن يسألها عما تفعل، وإلى أين تأخذه، ولم تجب.

فوجئ رشدي بأن بربارا قد اصطحبته إلى بيته، وطلبت منه أن يأخذ حماماً دافئاً ويدخل إلى سريره فوراً، وقالت له إنها ستمر عليه في الثامنة صباحاً لتوصله إلى مكتب المخرج كمال الشيخ.

رغم ضيق رشدي من الأوامر والالتزامات، فإنه شعر للمرة الأولى بأن ثمة من يهتم بأمره ومستقبله، ويحرص على نجاحه، فامتثل لأوامرها... سعيداً مضطراً.

في الموعد المحدد كان رشدي يجلس أمام المخرج كمال الشيخ:

* أنا عرفت أنك كنت في إيطاليا ولسه راجع... إيه عملت حاجة هناك؟

- أبداً يا أستاذ...

* ليه؟ حد يضيع فرصة زي دي.

- دي مش فرصة... وبعدين اللي يعمل دور صغير في السينما المصرية لازم يعمل بطولة في السينما الإيطالية. إحنا نزيد عنهم مش نقلّ.

* هايل... كنت عايز أسمع منك الكلام دا. أمسك دا فيلم «المؤامرة».

- على مين يا أستاذ؟

* هاهاها... عليك طبعاً. أنت هاتعمل دور رمزي... العشيق الخاين.

- تاني يا أستاذ عشيق وخاين.

* صدقني يا رشدي الدور دا كويس. غير اللي عملته في «الأسطى حسن» وأنا واثق أنك هاتعمله كويس.    

رغم أن الدور الذي اختاره له المخرج كمال الشيخ في فيلم «المؤامرة» عام 1953، لم يكن جديداً على رشدي، فإن السيناريو والحوار من كتابة علي الزرقاني، قدمه بشكل مختلف، وظهر رشدي كممثل متمكن، إلى جوار النجوم الكبار يحيى شاهين، مديحة يسري، أمينة نور الدين، وعدلي كاسب وزينب صدقي.

في الفيلم يشارك «رمزي» (رشدي أباظة) في «مؤامرة» ضد الفتاة «أمينة» (مديحة يسري). وفي التفاصيل، أن صديق والدها سراج منير يلحقها بشركته التي يديرها ابنه «مراد» (يحيى شاهين)، كسكرتيرة له، فيعجب بها وتبادله مشاعره. تطمع ابنة عم مراد سلوى (أمينة نور الدين) في زواجها منه، وعندما تفشل، توقع بين عمها وبين أمينة، فيضطر إلى فصل الأخيرة من العمل. إلا أن مراد يتمسك بها ويقرر الزواج منها، لكنها تعلم في ليلة زفافهما بعدم موافقة والده على زواجهما فتنتابها حالة نفسية سيئة تفقدها بصرها. كذلك تدبر سلوى وأمها المؤامرات لتعكير صفو حياة أمينة الزوجية. يوهمان مراد بأنها على علاقة مع الشاب رمزي، صديق العائلة الذي يتفقان معه على تمثيل دور العاشق أمام الزوج، غير أنه يقتل فجأة، وتخضع أمينة لجراحة تسترد بعدها بصرها، ويكتشف مراد الحقيقة. يتم القبض على سلوى وأمها بتهمة قتل رمزي بعد أن هددهما بإفشاء الحقيقة لمراد.

نجح رشدي في الدور الذي تضمن مساحة جيدة من الأداء رغم صغره، ما لفت الأنظار إليه كممثل، والأهم كان إحساس رشدي بنفسه، وأنه أصبح ممثلاً للمرة الأولى، وهو ما تأكد منه عندما التقطته عين خبيرة، بينما كان يجلس بصحبة بربارا في «النادي الأهلي» معقل العائلة الأباظية:

* أنت رشدي أباظة... مش كدا؟

- أيوا يا فندم هو بعينه.

* أنا...

- غني عن التعريف... حضرتك الأستاذ محمود ذو الفقار.

* كويس أوي. اختصرت الوقت... دا عنوان مكتبي... يا ريت أشوفك الأسبوع اللي جاي.

البقية في الحلقة المقبلة

لا للخيانة

شاركت رشدي في بطولة فيلم «شم النسيم برلنتي عبد الحميد، ومعهما كل من حسن فايق وعبد السلام النابلسى وشكوكو وسناء جميل ومحمد السبع وسميرة أحمد والراقصة كيتي، والوجه الجديد آنذاك قسمت شرين، التي ما إن شاهدت رشدي حتى أعجبت به، بل وبادرت إلى التقرب منه:

* ممكن آخد معاك الشاي.

- أرجوك يا فندم. دا يبقى شرف كبير ليّ.

* أنت فعلا زي ما بيقولوا.

- أوعي تصدقي أي حاجة تتقال عني.

* بالعكس... دا بيقولوا كلام حلو أوي.

- برضه أوعي تصدقي.

* هاهاها... أنت فعلا جانتي خالص. وبتعرف تعامل الستات كويس أوي.

- طب خليكي مكاني. الواحد لما يدخل جنينه ويلاقيها مليانة ورد وفل وياسمين وتمر حنة... هل ممكن يقصر مع أي زهرة من الزهور دي. أنا رأيي أنه لازم يعتني بيها كلها. لأنها زهور جميلة خلقها لنا ربنا علشان نستمتع بيها.

* وكمان بتتكلم حلو أوي...

- دا من وحي اللحظة والهانم اللي قدامي... تعرفي أني معجب أوي باسمك «قسمت» اسم جميل. وكمان جديد أول مرة أسمعه.

* مرسي. بس يا تري معجب باسمي بس؟

- لا يا فندم... الإعجاب بالاسم مقدمة للإعجاب بصاحبته. شوفي يا مدموزيل قسمت. أنا دايما...

* مدام... من فضلك.

- هايل... ويا ترى أرملة ولا مطلقة زيي؟

* لا دي ولا دي... متجوزة.

صمت رشدي قليلاً ثم نظر إليها متأثراً:

تعرفي... أنا فعلاً بعشق كل الزهور. لكن عمري ما دخلت جنينه ولقيت واحد ماسك وردة... وحاولت أقرب منها.

كانت الجملة الأخيرة بمثابة رسالة وجهها رشدي إلى الفنانة قسمت شرين، بأنه يمكن أن يحب ويعشق ويصادق ويرافق، لكنه لم يكن من طباعه الخيانة أبداً، حتى لو كان من سيخونه بعيداً عنه، لا علاقة له به، فهو كان يكره الخيانة ومن يحرض عليها، لذا انسحب بهدوء بعيداً عن قسمت، خصوصاً أن الفيلم انتهى تصويره، ولم يعد هناك مبرر للقاءاتهما.

back to top