كارلا بطرس: أقدّم أدواراً نافرة بطريقة لائقة

نشر في 10-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:02
No Image Caption
بعد «روبي» و{نكدب لو قلنا مابنحبش» تقدّم الممثلة اللبنانية كارلا بطرس دورها الثالث عربياً في مسلسل «الإخوة» من خلال شخصية «رحاب» الأم الفذّة.
بدأت مسيرتها منذ 26 عاماً مقدّمة التراجيديا والكوميديا في أدوار مركبّة وصعبة، وهي تثبت مجدداً أن قدراتها التمثيلية لا تقف عند حدود مقومّاتها الجمالية.عن تجربتها الدرامية العربية وأعمالها، تحدثت إلى «الجريدة».
كيف تصفين مرحلة تصوير «الإخوة»؟

صوّرنا المسلسل في خلال ستة أشهر، وهي مدّة منطقية لتصوير 100 حلقة تلفزيونية مع نجوم من دول عربية، لذا اعتبره أحد أسرع المسلسلات وأكثرها ضغطاً وتعباً.

ما دام تصويره يتزامن مع عرضه، هل جرى تعديل وفق ردود فعل الجمهور مع الأحداث والشخصيات؟

هذه قرارات تعود إلى الجهة الإنتاجية، إنما من الطبيعي أن تؤثر في مكان ما، ويحصل تعديل لإرضاء ذوق الجمهور.

كيف تفاعل الجمهور مع {رحاب} في المسلسل؟

لم أتوقع أن يتجاوب بهذه الطريقة، وأن يحبّ الشخصية إلى هذه الدرجة، لأنها فذّة، لا تكفّ عن الصراخ. عندما اختار المنتج الممثلين راهن على خبرتهم لصقل أدوارهم وترجمتها من الورق إلى الحقيقة بطريقة لافتة، من هنا أضفت بعض النهفات في مشاهدها القاسية التي تصرخ فيها نكهة كوميدية إليها، فأحبّ القيمون هذا الأمر الذي خفف من حدّة الشخصية وجعل الدور مركبّاً لا عادياً.

يضم المسلسل ممثلين من لبنان وسورية ومصر، كيف تقيّمين هذه التجربة التي تميّزت بضخامة الإنتاج وفريق العمل؟

رائعة، مع أننا تعبنا بسبب حضورنا فترات طويلة خارج بلدنا، فضلا عن أننا اكتسبنا خبرة عالية، لأن المسلسل جسّد صناعة درامية مهمّة، ما يجذبنا فعلا كممثلين للمشاركة في الإنتاجات الضخمة.

هل ينعكس التآلف بين الممثلين في الكواليس على أدائهم أمام الكاميرا؟

ربما غربتنا عن وطننا الأم كممثلين متّنت العلاقة بين بعضنا البعض وجعلتنا عائلة واحدة ، لذا من الطبيعي أن ينعكس هذا الأمر على أدائنا أمام الكاميرا.

هل تختلف كواليس العمل اللبناني عن العمل العربي على الصعيد الإنتاجي؟

من الطبيعي أن يشعر الممثلون اللبنانيون بالراحة أكثر في وطنهم، لكن في مشاركتنا العربية نتعرّف إلى أناس جدد، خصوصاً أنّ كل من يحيط بنا غريب عنّا، بدءاً من المنتج مروراً بالفنيين وصولا إلى الممثلين. أما على صعيد الإنتاج، فنشعر أكثر بهذا الاختلاف، إذ تُرصد للعمل العربي أموال أكثر من المحلي، ولا مجال للمقارنة في هذا الإطار. نطمح كممثلين محترفين إلى أن يصبح لبنان بلداً مصنّعاً للدراما لأنه لا ينقصنا شيء لتحقيق ذلك.

هل الإنتاج الضعيف يُربك الممثل المحترف؟

الإنتاج الضعيف يُتعب الممثل، بدلا من أن يجد كل شيء جاهزاً عندما يصل الى موقع التصوير فيتفرّغ لأدائه فحسب، يضطر إلى متابعة أمور أخرى.

 

كيف وجدت الثنائية مع الممثل رفيق علي أحمد؟

رائعة، هو إنسان مميّز وفنان مميّز، كان رفيق دربي في المسلسل. قمت بمجهود إضافي، طبعاً، لأكون عند المستوى المطلوب للوقوف أمامه، لأن خبرته المسرحية صقلت عفويّته في الأداء ما اضطرني إلى مجاراته، أيضاً، في هذه العفوية، فصدّق الجمهور أداءنا.

ما ردة فعل {رحاب} عندما تكتشف خيانة زوجها؟

طبيعية وواقعية وإنسانية كردّة فعل أي امرأة عربية تكتشف خيانة زوجها. ليست {رحاب} قاسية أو امرأة سيئة ومؤذية، بل تسعى، كأي أم، إلى تأمين الأفضل لبناتها، أي تزويجهنّ من شباب وسيمين وأغنياء.

لا تنقصك مقومات جمالية لتقديم شخصية لافتة أو مثيرة، لكنك لم تفعلي ذلك.

لا أسعى إلى عرض مفاتني في التمثيل، بل إقناع المشاهد بإحساسي وتقديم المهمة المسندة اليّ بأداء دور ما. فإذا تطلّب إظهار ناحية جميلة في شكلي، أقوم بذلك خدمة للدور. فضلا عن أنني استخدم خبرتي في مجال عرض الأزياء لرسم شكل الشخصية وطريقة لباسها، مثل ارتداء {رحاب} (امرأة لبنانية تسكن في الإمارات منذ عشرين عاماً) العباءة في منزلها على غرار أي امرأة إماراتية، فأقرّب الشخصية إلى جوّ المجتمع الذي تعيش فيه.

هل يؤدي الحظّ دوراً في مسيرة الفنان؟

طبعاً. ثمة من يؤدي الحظّ دوراً في مسيرته وثمة من يتسلّق على أكتاف الآخرين ويدوسهم للوصول. شخصياً، كنت محظوظة في مسيرتي وفي ما حققته حتى الآن.

لماذا لم نرك في ثنائية بطولية، وتقتصر أدوارك على بطولات مشتركة؟

لا أعرف، أجيّر هذا السؤال إلى المنتجين والكتّاب. شخصياً، لست مضطرة إلى إرضاء الآخرين للوصول، أدائي معروف وكذلك اسمي، ومن يريد التعاون معي فأهلا وسهلا. هذه قناعتي في الحياة.

تنوّعت أدوارك بين الصعب والمرّكب والتراجيديا والكوميديا، فإلام تعزين هذا التنوع؟

المنتج الذكي أو الكاتب الذكي الذي تابع مسيرتي منذ 26 عاماً في التمثيل، يعرف قدرتي على أداء أي دور كما يجب، من هنا أهمية الخبرة والمعارف والأداء والحظّ.

هل أنت مستعدة لخوض تجربة مسرحية جديدة بعد {شمس وقمر}؟

أتمنى ذلك، إنما يحتاج المسرح الاستعراضي إلى تحضير وتفرّغ، وأنا أفضّله على المسرح الكلاسيكي، لأنني أحب الغناء والرقص والاستعراض ولا عروض كثيرة في هذا الإطار.

ماذا عن الغناء؟

أحب تقديم عمل استعراضي غنائي مسرحي.

ماذا تحضرين بعد مسلسل {الإخوة}؟

أحضّر عملين لبنانيين عربيين، فيلم سينمائي أبدأ تصويره بعد شهرين، ومسلسل أبدأ تصويره في أكتوبر أو نوفمبر. أتحفظ عن الإفصاح عن أي تفاصيل راهناً.

{الإخوة} عملك العربي المشترك الثالث بعد {روبي} و{نكدب لو قلنا مابنحبش}، ما أهمية هذا النوع في مسيرة الممثل اللبناني؟

مهمّ جداً لأنه يُعرّف الوطن العربي إليه. في المقابل، يتعرّف هو إلى أشخاص مهمّين ويختلط بالنجوم، ويطلع على بلدان جديدة، وطريقة عمل مغايرة.

 

يشكّل اللبنانيون ركيزة أساسية في التأليف والإخراج والتمثيل في الأعمال العربية، ما الذي مهّد لهذه النقلة النوعية؟

كان اللبنانيون سبّاقين في الصناعة الدرامية، فالأعمال المصرية سواء من بطولة صباح أو فنانين آخرين صوّرت في لبنان، فضلا عن مسلسلات عربية بيعت من لبنان إلى الخارج. اليوم، أظنّ بأن المنتجين العرب الأذكياء تابعوا أعمالنا المحلية غير المنتشرة في الوطن العربي، فوجدوا أننا نملك الشكل والإحساس والخبرة والأداء، فسعوا إلى التعاون معنا.

بعدما أصبح الممثل اللبناني مطلوباً في العالم العربي، هل سترضيه المشاركة في الأعمال المحلية؟

من الطبيعي أن نحلم بإنتاجات محلية كبيرة، إنما نحن أبناء هذا البلد أولا وأخيراً، ولا يمكن للإنسان أن يخرج عن موطنه، لذا تقديم أعمال عربية لا يعني أن ننسى أبناء وطننا.

ثمة أعمال عربية لا تشبه مجتمعنا لكنها تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة عبر شاشاتنا المحلية، كيف تفسّرين ذلك؟

في البداية، لا أرى أي عمل عربي بعيداً عن مجتمعنا، ومن ثم يهمّ الناس الإحساس الجيّد في الأداء، الصورة الجميلة، الممثلين الصادقين، وهذه المقومات تجعلهم يتعلقون بأي عمل، من هنا ليس بالضرورة أن تكون الأدوار والشخصيات شبيهة بأشخاص حقيقيين يعيشون حولنا في المجتمع، بل أن نقدّم أموراً لا يراها الجمهور عادة من حوله، لئلا يملّ منها، لذا يجب لفت النظر بالشكل والأداء والمواضيع.

ماذا عنكِ شخصياً؟

أرفض الأدوار المسطحة وأفتشّ عن الأدوار المركبة النافرة التي لا نراها عادة من حولنا، فأقدمها بطريقة لائقة لا تخدش عين المشاهد.

ما رأيك بالمستوى الفني في العالم العربي، هل هو انعكاس للمستوى الثقافي؟

أتمنى أن يكون المستوى أفضل مما هو عليه، إنما في الحياة، لسوء الحظّ، لا يُقّدر الناس الذين يتمتعون بمستوى لائق، لذا نرى أن عدد الفنانين المثقفين يقتصر على أصابع اليد، وأحمّل هذه المسؤولية إلى الوسائل الإعلامية التي تروّج للمستوى الهابط. لطالما كان اللبنانيون روّاداً في الشكل والأداء والأخلاق والثقافة، إنما نرى راهناً أشخاصاً دون المستوى الأخلاقي في البرامج التلفزيونية بهدف ملء الهواء. وعندما أعبّر عن رأيي أمام مديري البرامج، يقولون إن هؤلاء مصدر للإعلانات، وهذا معيب، لأن الإعلانات لا تطوّر مستوى الحياة. برأيي يجب أن يؤدي الإعلاميون دوراً في رفع المستوى الثقافي لدى الجمهور، لا جرّه الى المستوى الرخيص.

هل تقدّم الأعمال العربية لك أدواراً أهم من الأدوار اللبنانية؟

أبداً، فالأدوار المحلية التي قدمتها جميلة، وأنا راضية عنها، سواء في {أجيال} أو {مدام كارمن} أو {د. هلا} أو {اسمها لا}.

هل تعتبرين أي دور عربي يُعرض عليك فرصة يجب اقتناصها؟

فرصة جميلة إنما يجب عدم التعلّق بها، في حال لم يكن الدور مناسباً، لمجرّد السعي إلى الإطلالة عربياً. بعض الممثلين يقبل أي دور عربي، بغض النظر عن ماهيته، إنما شخصياً أحاول، قدر الإمكان اختيار خطوات صحيحة من النواحي كافة، خصوصاً أن تناسب عائلتي، لأنني لا أقبل أي عرض من دون استشارتها وموافقتها.

back to top