مديحة يسري... سمراء النيل: ... ورفضت تقبيل يد الملك فاروق (12)

نشر في 10-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:02
وضع القدر الفاتنة السمراء، الفنانة القديرة مديحة يسري أمام الدنجوان الأشهر في الأربعينيات من القرن الماضي النجم السينمائي أحمد سالم، خلال تصوير فيلمها {رجل المستقبل}، الذي كان بمثابة مدخل العلاقة التي تطورت بينهما في ما بعد.
في هذه الحلقة، تتذكر النجمة القديرة، تلك الليلة التي رفضت فيها تقبيل يد الملك فاروق الذي كان لقبه الرسمي {ملك مصر والسودان وصاحب بلاد النوبة}، تتذكر كيف أن الواقعة أثارت غيرة أحمد سالم وأججت المشاعر بينهما.
يُقال لا تنحاز المصادفة إلا إلى الشخص المستعد لاستقبالها، وحتى لو كانت وفق خطة مدبرة ومحكمة لا يمكن إغفال إسهامات القدر في نسج خيوطها، باختصار كن مستعداً فلا شيء يحدث مصادفة.

فهل كان القدر يدفع السمراء الفاتنة إلى تغيير خططها، أو بالأحرى ما استقر عليه وجدانها، قبل ثوان من ظهور الدنجوان «في الكادر»، تحديداً حتمية «الهدنة» العاطفية، وضرورة الابتعاد عن كل ما ينشط المشاعر والأحاسيس، والتركيز في عملها وتثبيت مكانتها على ساحة لا تعترف إلا بالتميز؟

أم أنها قبلت وبإرادتها الحرة المستقلة تغيير خطتها وأولوياتها، وقررت عمداً لا قهراً منح «الدنجوان» تأشيرة الدخول إلى عالمها، ربما مدفوعة بإحساس أنثوي قوامه الفخر لأن «ساحر النساء» والذي تطارده الجميلات تركهن جميعاً لأجلها هي.

في اعترافات لاحقة، أكدت مديحة أن فكرة «أفعل التفضيل» كانت أول ما جذبها إلى سالم، فقد سعدت بأن تكون الرابحة وأرجعت ذلك إلى صغر سنها في تلك الفترة، وانبهارها كأي فتاة برجل وسيم تتهافت على نيل إعجابه الفتيات والنساء الجميلات. إلا أنها وبعدما أتيح لها الاقتراب منه ومعرفته عن قرب، أحبته جداً لشخصه وبعيداً عن أي عوامل أخرى.

تتابع: «كان سالم الزوج الوحيد الذي لم يجرحني بكلمة طوال زواجنا، بل كان على مستوى من الذوق والأخلاق و{الشياكة» لم أره إلا في قلة من الذين تعاملت معهم، لذا شعرت معه بالراحة النفسية وكان حبنا قوياً لولا الموت الذي غيبه عن عالمنا».

واثق الخطوة يمشي ملكاً

كان سالم يتقدم نحوها بثبات، تعلو وجهه ابتسامة صافية، كان جذاباً بما لا يدع مجالا للشك، أنيقاً، وسيماً، حياها بأدب وانحنى يقبل يدها كعادة أي «جنتلمان» في سالف العصر والأوان، فيما كانت تحاول ضبط ملامح وجهها كي لا يفلت ما يشي بإعجاب أو انبهار، أو...

استأذنها في الجلوس قائلا: أهلا مديحة... مش كنت تقولي إنك جايه إسكندرية، كنا سافرنا سوا.

مديحة: لو عارفة أنك مسافر أكيد كنت قلت لك، على الأقل مكنش حصل ليّ اللي حصل.

سالم منزعجاً: خير حصل إيه؟

مديحة ضاحكة: أبدا قابلت في القطر نشالة {تري شيك}، سرقت محفظتي بعد ما حكت لي قصة مؤثرة وما اكتشفتش السرقة إلا لما وصلت الأوتيل وملقتش معايا فلوس أدفع للتاكسي.

ابتسم وفي هدوء قال: ولا يهمك يا ستي اعتبري الحساب مدفوع، أنت ناسية إني المنتج ولا إيه؟ المهم أنك بخير.

قاطعته مديحة قائله: لا... لا... شكراً يا سالم أنا منتظرة صديقة لي جايبه لي فلوس.

سالم بحسم: أنت كده حتزعليني منك، عيب أصلا تتكلمي في الفلوس وأنا موجود.

في الأيام التالية أتيح لمديحة أن تقترب أكثر من سالم، شعرت بأنه {كتاب مفتوح يسهل قراءته} ما أسقط كونه غامضاً كما يردد البعض عنه، حكى لها عن حياته وأحلامه، وسبب فشل زيجاته وآخرها تحية كاريوكا، التي تجمعه بها علاقة ودودة رغم الانفصال.

كانا يمضيان ساعات اليوم معاً، بدءاً من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل، ورغم أنها تعشق الإسكندرية وتحفظ شوارعها وأحياءها عن ظهر قلب، فإنها اكتشفت معه {إسكندرية} أخرى لم تتعرف إليها سابقاً، بل مصر مختلفة لم تتخيل جمالها على هذا النحو وذلك عندما دعاها إلى رحلة في طائرته الخاصة.

وفي نهاية الأسبوع، كانت الصداقة ربطت بينهما بقوة، الأمر الذي أثار استغراب العاملين في فيلم {رجل المستقبل}، خصوصاً أن هذا هو التعاون الأول الذي يجمع بينهما.

المؤكد أن مديحة التي ذهبت إلى عروس البحر المتوسط كي تدفن بين أمواجها قصة حب فاشلة وتجربة زواج لم يكتب لها النجاح، عادت بإرهاصات لقصة أخرى، ضاربة عرض الحائط بكل ما عاهدت نفسها عليه، كذلك نصائح صديقاتها لها بضرورة التركيز في عملها الفني وعدم تكرار تجربة الزواج على الأقل مرحلياً، كي يكون اختيارها سليماً، ما يؤكد أن مديحة نموذج مثالي لامرأة القوس، فهي دوماً تجد صعوبة في التفريق بين الصداقة والحب، إضافة إلى أنها تقع في الحب سريعاً، ما دفع إحدى صديقاتها إلى أن تلفت نظرها قائلة:

الصديقة: مش ملاحظة أنك بتتكلمي كتير على سالم؟

مديحة باستنكار: وفيها إيه؟

ابتسمت صديقتها قائلة: إحنا مكملناش ساعة قاعدين مع بعض جبت فيهم سيرة سالم أكتر من 20 مرة.

مديحة أكثر استغراباً: مش فاهمة تقصدي إيه من كلامك ده؟

الصديقة ضاحكة: اللي بيحب حد طول الوقت بيحب يجيب سيرته.

ردت مديحة بهدوء وحسم: بحبه؟ مش شايفة أنك مكبرة الموضوع شوية؟

تابعت مديحة قائلة: إحنا كنا بنتكلم عن فيلمي معاه فطبيعي تيجي سيرته.

الصديقة: بس إحنا متكلمناش عن الفيلم، كل كلامك عن روعة بطل الفيلم، وعبقرية مخرج الفيلم، وكرم منتج الفيلم و...

ضحكت مديحة وصديقتها، غير أنها تابعت كلماتها بجدية أكبر قائلة: اسمعي يا مديحة أنا صاحبتك وأحب لك الخير، وحأفرح لو اتجوزتي، بس أنت يا حبيبتي ليسه خارجة من تجربة، ولازم يمر عليك وقت قبل ما تدخلي في تجربة جديدة، أدي نفسك فرصة، الأهم دلوقت أنك تركزي في شغلك وبس.

ما إن خلت مديحة بنفسها حتى استعادت كلمات صديقتها. لم تكن في حاجة إلى {المكابرة}، خصوصاً أن سالم لم يقدم على سلوك يحدث التباساً، فهو شديد الاحترام والود مع الجميع، مجامل إلى أقصى درجة، يهتم بكل إنسان في المسرح، من أصغر عامل إلى أكبر نجم، وعليه بدأت السمراء الفاتنة تواصل عملها بدأب، ساعدها على ذلك ترشحها لأكثر من فيلم. ورغم أنها كانت بمثابة فتاة أحلام الشباب في تلك الفترة بعدما تصدرت صورها ملصقات الأفلام وأغلفة المجلات، فإنها قررت أن تغلق أبواب قلبها إلى حين.

 مراحل

كانت مديحة تجسد في فيلم {رجل المستقبل} دور صحافية شابة تنجح في تقويم سلوك وأفكار الشاب الثري كامل، الذي جسد دوره سالم. أقنعته بأن ينفق ثروته الطائلة التي ورثها عن والده في ما يفيد المجتمع ، فبدلاً من أن يصرف أمواله على سهراته وملذاته، بات ينفقها على العمال والفقراء، وهو تغير ما كان ليحدث لولا الحب.

وبهذا الفيلم، يمكن القول إن مديحة بدأت بعده مرحلة مختلفة في مشوارها الفني، فالفيلم الذي حقق {مضموناً} بعيداً عن السائد والمتداول في تلك الفترة، لكونه منح الفقراء نصيباً من الاهتمام حتى ولو عبر شريط السينما، إلا أنه أتاح  لمديحة تجاوز مرحلة الانتشار تلك (1946-1942) والتي قدمت خلالها 27 فيلماً لا تشعر الآن بضرورة التوقف عند أي منها، لتقدم بعده أفلاماً أخرى تحمل بين طياتها رسالة ما وبعيداً عن مجرد قصة حب.

الناقد السينمائي الكبير كمال رمزي يقيم تلك المرحلة الفنية في مشوار مديحة قائلا: «بالطبع حاولت مديحة يسري أن تساير الذوق السائد في تلك المرحلة، لكنها لم تلتق بمن يدربها على الأداء المفعم بالشجن، وكان أداؤها يتميز بدرجة من الواقعية اعتبره البعض آنذاك ضعفاً في الموهبة والخبرة، وبمرور السنوات وازدياد النضج السينمائي، اقترب الأداء التمثيلي من الواقعية».

يضيف رمزي: «الحقيقة أن الذي ساعد أداء مديحة لأن يبدو على هذا النحو، أن معظم الأفلام التي قدمتها كانت من النوع الغنائي المرح،  يضاف إلى ذلك أن الأفلام في مجملها تكتب للبطل النجم أو المطرب، كذلك جسدت في أكثرها شخصية فتاة أرستقراطية أو من الطبقة المتوسطة، ما تطلب في النهاية أداءً بسيطاً سلساً».

أما مديحة فتقول: «في أفلامي الأولى كنت أشعر أنهم يختارونني لأن «شكلي حلو» فقط، لذلك كانوا يركزون الكاميرا على عيني فقط أو وجهي مكتملاً رغم محاولاتي بذل أقصى جهد لتفهم الشخصية وتجسيدها بشكل جيد».

وفي نوبة صراحة أخرى اعترفت قائلة: «فعلاً في البداية لم أكن ممثلة، وهو ما حرصت على الانتباه له لاحقاً، لذا نجحت في أن أكون أشهر «ممثلة» في تلك الفترة فيما ليلى مراد كانت نجوميتها تحسب لكونها مطربة بالأساس».

الملك هو الملك

رغم أن تقييم مديحة لبداياتها الفنية كان سلبياً، وتراه مجرد «تعارف» بينها وبين الجمهور، فإن نجوميتها كانت تزدهر عاماً بعد الآخر. وفي صباح أحد الأيام، تلقت مديحة اتصالاً من الفنان سليمان بك نجيب، وكان آنذاك مديراً للأوبرا المصرية، يخبرها فيه بدعوتها إلى حضور حفلة مع جلالة الملك لمشاهدة عرض لفريق باليه الأوبرا، فرحبت بالدعوة واستعدت لمقابلة الملك في الموعد المحدد. سليمان نجيب هو ابن الأديب مصطفى نجيب وألحقته أسرته بالمدارس الأجنبية، في القاهرة، أحب التمثيل منذ أن كان تلميذاً، وأثناء دراسته في كليه الحقوق انضم إلى جمعية أنصار التمثيل، ولاحقاً ترك المحاماة، وانضم إلى فرقة عبدالرحمن رشدي وفرقة الشيخ سلامة حجازي، ما صدم أسرته فدفعت به إلى العمل في السلك الدبلوماسي، لإبعاده عن التمثيل. وفعلاً، لم يمارسه إلا بعد وفاة والدته، وقد عمل في المسرح وفي السينما وتألق نجمه وكان بطلاً في كل الأدوار التي أداها، ولعل أبرزها دوره في فيلم «غزل البنات» أمام ليلى مراد ونجيب الريحاني، وعين رئيساً لدار الأوبرا عام 1938.

أرسل سليمان بك دعوة الحضور إلى مديحة يسري في منزلها فتسلمتها واستعدت للحفلة في القصر، بأن نزلت واشترت فستاناً جديداً يناسب الحدث، بوصفها المرة الأولى التي تدخل فيها إلى القصر الملكي.

حرصت مديحة على التحرك من منزلها مبكراً لتصل إلى قصر عابدين في الموعد المحدد. هناك، التقت بعض الفنانين الشباب، وكانت الحفلة مليئةً بشخصيات سياسية مهمة، لم تكن الفنانة قد التقت ببعضها سابقاً.

وكان من تقاليد الحفلة أن يقبل الجميع يد الملك. وفعلاً كان يجلس على كرسي، والجميع من أمامه فيلقون التحية قبل أن ينحنوا لتقبيل يده، وعندما جاء الدور على مديحة يسري اكتفت بالسلام وحيت الملك قائلة: «أهلا يا مولانا»، ما دفعه إلى سؤال سليمان بك عن اسمها وعملها، فأخبره أنها مديحة يسري الممثلة الشابة.

وعندما مرت مديحة متجهة لتناول طعام العشاء مع ضيوف الحفلة، ما كان من سليمان بك نجيب إلا أن لاحقها سريعاً وبدأ حديثه معها:

سليمان: مديحة أنت إزاي تسلمي على جلالة الملك من غير ما تبوسي إيده؟

مديحه بثقة: لو الدعوة مكتوب فيها أني لازم أبوس إيد الملك مكنتش جيت.

سليمان: لكن ده العرف وكل الناس عملت كده.

مديحة: أنا لا أقبل إلا يدي أبي وأمي فقط.

أنهى سليمان بك نجيب حديثه معها بابتسامة باهتة، لتقرر مديحة بعدها مغادرة القصر فوراً، رافضة تناول أي طعام في قصر الملك، كنوع من الاحتجاج.

في صباح اليوم التالي وقبل أن تبدأ في تصوير مشاهدها، حكت لسالم عما حدث معها في القصر، وكيف كان رد فعلها على طلب سليمان باشا، فأثنى على موقفها وطالبها ألا تتورط في حضور مثل هذه الدعوات مجدداً، وقبل أن يغادرها ليتابع تحضيرات المشهد القادم قال بحسم:

- أي دعوة ملكية ما تروحيش، ويا رب متكونيش عجبتي الملك ولو أن ده صعب.

 

كان بين الملك وأحمد سالم منافسة على قلوب الفتيات الجميلات وكانا سبق أن تنافسا على قلب فتاة جميلة اسمها كاميليا كانت نجمة صاعدة في تلك الفترة وأحبها الاثنان.

ردت مديحة بخجل: شكراً لك على المجاملة دي.

التفت إليها بهدوء وقال: دي مش مجاملة أنا بأقول الحقيقة، وأنت عارفة  كويس أنك جميلة، وفتاة أحلام الشباب.

كان يدنو منها يتابع: وعينيك تسحر أي حد.

ألقى سالم بقذيفته وتركها حائرة وسط عشرات المشاعر التي اجتاحتها والتي لا يخطئها قلب أو عين، حسم بكلماته شكوكا كثيرة كانت قد حاصرتها سلفاً، بل شجعتها على أن تلملم مشاعرها وتحسم قرارها بأن ما يربطهما ليس إلا صداقة وأن اهتمامه بها لا يختلف كثيراً عن اهتمامه بالجميع، كانت تلوي الحقيقة الواضحة وضوح الشمس.

اهتدت إلى هذا اليقين، وربما أحبت هذا ولكن المؤكد أن سالم فعلا لمس أنوثتها.

مدام تحب بتنكر ليه

في الأيام التالية، اجتهدت مديحة في السيطرة على مشاعرها تجاه سالم، كانت حريصة على الابتعاد عن أي «مساحات تورط» والتأكيد دوماً أن ما بينهما ليس أكثر من صداقة تفرضها الزمالة واحترام التعامل.

أما هو فلم يضيع فرصة لا يظهر فيها اهتمامه بها وحرصه عليها، تارة بوصفه زميلها في الفيلم وأخرى بصفته مخرجه ومؤلفه، وأخرى بصفته منتجاً، كان حريصاً ألا تلوكهما الألسنة، فإذا وجه إليها دعوة إلى تناول العشاء أو الغداء يكون وسط جمع من الأصدقاء أو العاملين معهم في الفيلم، وفي تلك الجلسات كان يحرص على ألا يجلس إلى جوارها، فيما لا تفارقها عيناه، الأمر الذي زاد من حيرتها فلم تفلح في تفسير علاقته بها ونوعية اهتمامه بها. غير أنها وفي الحالات كافة ضبطت نفسها ولأكثر من مرة كانت تشعر بالغيرة، إذا ما جامل صديقة رافقتهم أو تحدث بود إلى معجبة.

ظلت مديحة على حيرتها في تفسير حقيقة مشاعر سالم تجاهها، فيما إحساسها لم يعد مجدياً الإفلات منه، كانت مشاعرها تقيدها وسؤال في داخلها يلحّ عليها: لماذا نهرب من الصوت العميق الذي ينادينا؟

شيئاً فشيئاً كان يملك جوارحها كافة، ولكن شرقيتها منعتها من مجرد التلميح بما يدور في داخلها من مشاعر. كانت تنتظر كل لحظة أن يصرح ولا يكتفي بالتلميح، بل ويحسم العلاقة بطلبها للزواج، ورغم أنه كانت قد مرّت على انفصالها عن زوجها السابق بضعة أشهر، فإنها كانت مهيأة تماماً لقبول الفكرة، باختصار كانت متيمة...

أربكتها الحقيقة، وزاد من إرباكها أنها كانت في صدد تصوير مشهد يجمعها بسالم ويختتم بقبلة، قبل أن يعترفا فيه بطلا «رجل المستقبل» سهير وكامل بحقيقة مشاعرهما والتي لا جدوى من إخفائها.

في الفيلم تحرر بطلاه من مشاعر كثيراً ما حاصرتهما، ولكنهما في النهاية استسلما لسلطة الحب من دون قيد أو شرط، فيما البطلان في الواقع كانا ما زالا في مرحلة الإشارات ومن ثم لم تحدث التحولات.

ومجدداً طلبت مديحة من سالم أن يخلو موقع التصوير من أكبر قدر من  العاملين في الفيلم من فنانين وفنيين، قبل تصوير مشهد القبلة التي كانت ستجمعها به بعد ثوان قليلة، ومن جانبه كان حريصاً على تلبية رغبتها فلم يبق إلا على المصور ومساعده.

راح سالم يشرح لها طبيعة المشهد، وكيفية التعبير عنه، مؤكداً لها أن «زاوية التصوير» ستوحي للمشاهد بأن ثمة قبلة، فيما الحقيقة أن شفاهما ستتلامس فحسب.

وافقت مديحة ودارت الكاميرا وحدث ما حدث...

back to top