الرجفان الأذيني... توجيهات فاعلة

نشر في 20-06-2014 | 22:00
آخر تحديث 20-06-2014 | 22:00
الرجفان الأذيني هو ارتعاش سريع في حجرتَي القلب العلويتين (الأذينين)، ويمكن أن يسبب الدوار وضيق التنفس والتعب. كذلك ينعكس على قدرة الأذينين على ضخ الدم إلى الحجرتين السفلتين، ما يؤدي إلى تراكم الدم في الأذينين. مع تراكم الدم، يمكن أن تتشكل الجلطات. إذا وصل ذلك التجلط إلى مجرى الدم وأعاق وعاءً دموياً متصلاً بالدماغ، قد تحصل جلطة دماغية. نتيجةً لذلك، يساهم التركيز المكثف على علاج الرجفان الأذيني في منع حدوث تلك الجلطات عبر استعمال مضادات التخثر. منذ بضع سنوات فقط، كان الوارفارين (كومادين) هو الخيار الوحيد لتجنب الجلطات.

مضادات تخثر جديدة

يقول د. كريستيان راف، طبيب قلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {أكبر تغيير في أحدث التوجيهات هو استعمال مضادات تخثر جديدة على شكل أقراص، وهي فاعلة بقدر الوارفارين لكنها أكثر أماناً منه. لا تتطلب هذه الأدوية الجديدة إجراء فحوص دم دورية لتقييم وظيفة التخثر وتعديل الجرعة كما هو مطلوب مع الوارفارين. كذلك، تتراجع التفاعلات بين الأدوية الجديدة والعقاقير والمأكولات الأخرى مقارنةً بالوارفارين. لكنها تترافق مع بعض السلبيات طبعاً: كلفتها عالية ويزول مفعولها سريعاً. في حال تفويت جرعة واحدة، يرتفع خطر التخثر فوراً. (الوارفارين طويل المفعول ولا يطرح تفويت جرعة أو جرعتين الخطر نفسه). وحين تسبب النزيف، يصعب إيقافه أكثر من النزيف الذي يسببه الوارفارين نظراً إلى غياب أي ترياق له حتى الآن.

تراجع خطر النزيف في الدماغ

بالنسبة إلى كل من تكيّف جسمه مع الوارفارين، هل من سبب وجيه لتغيير الدواء؟ يجيب د. راف بالإيجاب. مقارنةً بدواء الوارفارين، تطرح الأدوية الجديدة حوالى نصف خطر النزيف في الدماغ (أو ما يسميه الأطباء {نزيف داخل الجمجمة}). قد يعني ذلك حالات كثيرة، بدءاً من النزيف الذي يحصل تحت القشرة الخارجية القاسية للدماغ وصولاً إلى جلطة نزفية قاتلة في عمق الدماغ. يوضح د. راف: {لا يمكن عكس النزيف داخل الجمجمة وقد تكون الحالة كارثية}. مثل الوارفارين، قد تسبب مضادات التخثر الجديدة نزيفاً في الجهاز الهمضي، لكن يمكن معالجته في أغلب الأحيان.

عند الإصابة بالرجفان الأذيني، تصبح الإشارات الكهربائية في حجرتَي القلب العلويتين متسارعة وعشوائية، ما يؤدي إلى ضربات قلب سريعة وغير منتظمة.

الأسبرين لم يعد الخيار المفضل

ثمة تعديل آخر في العلاج وهو يقضي بالتخلي عن الأسبرين الذي يساعد بدوره على تجنب التخثر. في الماضي، كان الأسبرين العلاج الأكثر شيوعاً للمصابين بالرجفان الأذيني، إذا كان خطر إصابتهم بجلطة دماغية صغيراً أو معتدلاً. لكن يبدو أن خطر النزيف بسبب الأسبرين يشبه الخطر الذي يطرحه الوارفارين بحسب د. راف: {الأسبرين لم يعد الخيار المفضل، لا سيما في فئة المسنين الذين يكونون أكثر عرضة للرجفان الأذيني. إذا كنت مصاباً بهذه الحالة وأردت تجنب الجلطة الدماغية، يجب أن تأخذ مضاداً للتخثر وليس الأسبرين.

على صعيد آخر، تشمل التوجيهات نظاماً جديداً لقياس المخاطر وتوقّع نسبة المضاعفات المحتملة بسبب الرجفان الأذيني. يضيف المقياس الجديد عوامل جديدة (كأن يكون المريض امرأة مصابة بمرض يؤثر على الأوعية الدموية) لتحسين نسبة توقّع الخطر. يوضح د. راف: {نعلم الآن أن كثيرين سيستفيدون على الأرجح من مضادات التخثر}. بالتالي، يبدو الحرص على أخذ مضاد للتخثر أهم من اختيار عناصر الدواء.

الاجتثاث ليس علاجاً

تشدد التوجيهات الجديدة على عملية الاجتثاث لمعالجة الرجفان الأذيني غير الصمامي (مشاكل في الإيقاع لا تنجم عن مرض في صمام القلب). إذا كانت الأدوية التي تُستعمل لإبطاء أو تنظيم ضربات القلب غير فاعلة، قد يكون الاجتثاث خياراً مفيداً. خلال عملية الاجتثاث، يصعق الأطباء المناطق القلبية الصغيرة التي تطلق إشارات كهربائية غير طبيعية وتكون مسؤولة عن المشكلة. قد يخفف الاجتثاث الأعراض أو يتخلص منها نهائياً، لكنه ليس علاجاً بمعنى الكلمة. يحتاج معظم الناس إلى أخذ مضادات التخثر بعد عملية الاجتثاث، إلا إذا كان المريض شاباً ويتراجع لديه خطر الإصابة بجلطة دماغية.

back to top