جونا هيل وتشانينغ تاتوم شرطيَّان متناقضان في 22 Jump Street

نشر في 17-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-06-2014 | 00:02
{ثمة أمر واحد أخطر من إغضابهما: جعلهما شريكين...}! الوضع هو على النحو الآتي: أنت في برنامج حزازير. فئة الأسئلة هي {الأفلام البوليسية عن شراكة رجال الشرطة المتناقضين}. للفوز بـ350 مليون دولار، كل ما يجب أن تفعله هو أن تعرف الفيلم (والثنائي الخالد) الذي يعبّر عن الشعار الآنف ذكره. المهمة ليست سهلة. في النهاية، يبقى هذا النوع من الأفلام البوليسية من الأعمال الأميركية الأكثر شهرة ومرونة. والأمر تكرر في فيلم 22 Jump Street.
باتت لائحة الشخصيات والأفلام المبنية على الثنائيات الغريبة والعلاقات غير المتجانسة بين المسؤولين عن إنفاذ القانون تعكس وباءً فعلياً. استُعملت هذه التركيبة بمختلف التعديلات التي يمكن تصورها (شرطيان أبيضان أو أسودان، شرطي أبيض والآخر أسود، شرطي أبيض والآخر آسيوي، شرطي أسود والآخر آسيوي، شرطي معاصر والآخر رجعي، شرطيان معاصران، شرطي بشري وآخر من الفضاء، شرطي بشري والآخر متوحش، وفي حالة واحدة كانت الشراكة بين امرأتين في فيلم The Heat). إنها ظاهرة ثقافية وتتكرر في فيلم 22 Jump Street.

كان مسلسل 21 Jump Street الأصلي قد عُرض على قناة {فوكس} بين عامي 1987 و1991 وقد شارك فيه جوني ديب. لكنه لم يصبح فيلماً بوليسياً إلا في عام 2012، حين اجتمع جونا هيل مع تشانينغ تاتوم، في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه، بدور تحريَّين فاشلين، شميت وجنكو، فيتم إرسالهما إلى المدرسة الثانوية للعب دور مراهقين مزيفَين بهدف فضح حلقة من تجار المخدرات.

لكن في فيلم 22 Jump Street يقصدان الجامعة، بعد أن تراجعت معايير قبول الطلاب، ويجسدان مجدداً دور طالبين للقضاء على عصابة جديدة من تجار المخدرات ولمنح المخرجَين فيل لورد وكريستوفر ميلر مبرراً لإضافة عطلة الربيع والمشاهد الفاضخة والحفلات وملابس السباحة إلى الفيلم.

لكن الجواب عن السؤال المطروح أعلاه ليس فيلم 22 Jump Street. ما هو إذاً؟

ثمة احتمال آخر: داني غلوفر وميل غيبسون من سلسلة Lethal Weapon في عام 1987. كان ذلك الفيلم يشمل على الأرجح عدداً كبيراً من الأولاد، لكنه شكّل لحظة مفصلية نظراً إلى اختيار بطلين من عرقين مختلفين، فضلاً عن دمج الكوميديا مع دراما جدية عن الجرائم.

أو ربما نتكلم عن الثنائي كيرت راسل وسيلفستر ستالون بدوري {تانغو} و}كاش} (Tango and Cash) في عام 1989، وكانت المشاعر المتبادلة بين البطلين تشبه مشاعر المشاهدين تجاه الفيلم.

ثمة احتمال كبير بأن يكون العمل الذي نبحث عنه من بطولة نيك نولتي وإيدي ميرفي في فيلم 48 Hrs (1982). صحيح أن {ريغي هاموند} الذي أدى دوره ميرفي لم يكن شرطياً (كان سجيناً استعان به نولتي لإيجاد الأشرار)، لكن يتعلق العامل الجاذب في الفيلم بتحول ريغي من مجرم إلى شخص يتمتع بصفات رجال الشرطة، فيحب تجسيد دور شرطي وسرعان ما يكره الأشرار. إذا استثنى التاريخ أعمالاً تلفزيونية قديمة مثل Dragnet و I SpyوCar 54 Where Are You?، فيمكن اعتبار أن فيلم 48 Hrs هو الذي أطلق هذا النوع من الأعمال.

ثمة احتمال رابع: بروس ويليس وريغينالد فيلجونسون اللذان جسدا على التوالي دور رجل الحركة والرجل الذي يحب الدونات، فمنعا الاستيلاء على مبنى ناكاتومي عشية عيد الميلاد، وساهما في جعل فيلمDie Hard أحد أنجح الأفلام لعام 1998.

أفلام مهمة

تشمل أعمال الثمانينيات احتمالات جيدة، لا سيما عام 1988. لكنّ الجواب الذي نبحث عنه هو فيلمRed Heat حيث يجتمع تحري روسي (أرنولد شوارزنغر) مع شرطي من شيكاغو (جيم بيلوشي). حاول المخرج والتر هيل تجديد تركيبته الخاصة في فيلم 48 Hrs خلال سنة شهدت إصدار عدد من الأفلام البوليسية الكلاسيكية. نذكر منها: Dead Heat حيث جسد كل من تريت ويليامز وجو بيسكوبو شخصيتي تحريين من كائنات الزومبي؛ وفيلم Shakedown حيث أدى سام إليوت دور شرطي منشق وكان بيتر ويلر المحامي العام. ليس من نوع الأفلام البوليسية التقليدية ولم تكن تلك السنة مثمرة أصلاً من الناحية الإبداعية.

لكن رغم وجود أفلام مثل Shanghai Noon و Rush HourوThe Last Boy Scout، صدر بعض الأعمال المهمة ضمن هذه الفئة من الشراكات التمثيلية (في هذه الخانة يمكن أن نذكر Men in Black وHot Fuzz مثلاً). لكن لم تكن جميع الأعمال الجيدة من نوع الكوميديا.

قد لا نصف العلاقة بين براد بيت ومورغان فريمان في فيلم (Seven 1995) بالصداقة الحقيقية، لكنهما قدما إحدى أبرز الشراكات بين رجال الشرطة، وهو الفيلم الذي كرّس نجاح المخرج ديفيد فينشر. كانت هذه القصة المشوقة تتماشى مع المعايير التقليدية لاختيار الممثلين في هذا النوع من الأفلام (أسود-أبيض، أصغر-أكبر، خبير- مبتدئ). لكنّه كان عملاً صادقاً.

كذلك، جمع فيلم Training Day (2001) دنزل واشنطن (فاز عنه بجائزة أوسكار كأفضل ممثل) مع إيثان هوك في حكاية مؤثرة عن الفساد. على مستويات معينة، كان ذلك الفيلم يعكس جوانب من Colors (من عام 1988 أيضاً!)، حيث شاهدنا شراكة بين روبرت دوفال وشون بن، وتولى دينيس هوبر إخراج الفيلم الذي تناول أعمال العنف التي ترتكبها العصابات في لوس أنجلوس. ركز الفيلم على شرطي من لوس أنجليس وشريكه الشاب والمتهور، وقد حصد الإشادة والنقد معاً بسبب رصده جرائم العصابات ونقله جوانب حساسة من أحداث الشارع.

شارك دون شيدل (في شبابه) في فيلم Colors، لكنه ظهر في عام 2011 في عمل بوليسي كوميدي يُعتبر من بين أفضل الأعمال في العقود الأخيرة: The Guard. الفيلم هو من إخراج جون مايكل ماكدونا ومن بطولة براندن غليسون بدور غيري بويل، عضو جامح من سلك الشرطة الإيرلندية، وقد اجتمع موقتاً مع العميل الصارم وندل إيفيرت (شيدل) من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي.

سرعان ما يواجه وندل (وهو نقيض {غيري} تماماً) الإهانات وسوء المعاملة من الشرطة الإيرلندية. يقول غيري لوندل حين كانا في طريقهما لخوض مواجهة صعبة: {أعلم الآن بماذا تفكر. أنت تفكر بأن هؤلاء الرجال مسلحون وخطيرون. وبما أنك عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي، فأنت معتاد على إطلاق النار على النساء والأطفال العزل...}.

كان رد وندل فظاً لدرجة لا يمكن تكراره هنا. ينطبق هذا الأمر على معظم الحوارات. لكنها حوارات مضحكة جداً وغير مألوفة في الوقت نفسه، ما يشير إلى أن تكرار هذا النوع من الأفلام واجتراره إلى حد الابتذال وتجريده من أي محتوى قيّم لا يمنع إعادة تأهيله... أو حتى إنقاذه!

back to top