آمال: هذا الماركيز

نشر في 24-04-2014
آخر تحديث 24-04-2014 | 00:01
 محمد الوشيحي كنت إلى فترة قريبة أحسب أن سيد الرواية غابرييل غارسيا ماركيز مكسيكي. فتبين أنه "طرثوث" في نظر بعض المكسيكيين (الطرثوث نبات يظهر فجأة، واستُخدمت الكلمة في الكويت قبل سنوات قليلة للتشكيك في مواطنة بعض الكويتيين)، عاش في المكسيك لكنها ليست موطنه الأصلي. لاحقاً عرفت أن منبته وجذوره وجنسيته من كولومبيا!

كولومبيا؟ لم تجد يا ماركيز بلداً تولد فيه إلا كولومبيا؟ لم تجد بلداً تنتمي إليه إلا كولومبيا؟ بلد العصابات، والمخدرات، والاغتيالات، وغسل الأموال وتزوير العملات، والشوارع غير الآمنة وغير المرصوفة، وطبقة فاحشي الثراء وفاحشي الجوع.

لم أقرأ الكثير لماركيز، لكنني كلما تتبعت عظيماً، إلا ما ندر، وجدته أتى من الشوارع الخلفية، من المدن الخلفية، من الدول الخلفية. ليس بدءاً بعباس العقاد، ابن حواري أسوان المصرية، ولا انتهاءً بغابرييل ماركيز، ابن القرية الكولومبية المنبوذة الموبوءة... هكذا أظن، أو هكذا أود أن أقول.

ويتمتم صديق: "كبّرتم شأن هذا الماركيز، فلم أجد في روايته التي قرأت جزءاً منها ما يُذهب العقل"، قلت: "من الخطأ القفز مباشرة إلى قراءة روايات هذا الماركيز، كما تسميه. ولو أنك (محترف) قراءة، لأسكرتك رواياته، وأذهلك سبكها، ولحلقت معه في فضاءات لم يطمثها إنس قبله ولا جان"، وأضفت: "أنت في الروايات مثلي في لوحات الرسامين، لا أميز عظيمها من هزيلها، فلا تستعجل الحكم".

هذا "الماركيز" العظيم صار جليسي منذ أن توفي. جمعت الكثير من كتبه، وبدأت مجالسته، ومصاحبته في أزقة "دول الموز" وحاراتها وحاناتها. ومثله يُشترى مجلسه.

back to top