سمو الشعر!

نشر في 24-04-2014
آخر تحديث 24-04-2014 | 00:01
 مسفر الدوسري عذراً على المقاطعة يا سمو الشعر... دعني فقط، أكمل ما – لن - أُنهيه، توقفت فقط لألتقط أنفاسي، واغفر لي قلة «أدبي» أمام روعة «أدبك»... كنت أقول الشعر ضرورة حياتية، وأكمل أسبابها:

الشعر... لنستطعم السكر، الشعر... ليتجاوز الملح شاطئ البحر، ولتبقى النوارس بشارة الأشرعة المسافرة، وليبقى المحار محتفظا بلآلئه، وليبقى شتاء الصحراء موحيا ملهما بدفء الجمر، ولتبقى النسمات التي تمر عجلى في صيفها أغنية نتمنى اعادة سماعها كلما انتهت، ولتبقى الواحات أكثر ظلا ونبلا، الشعر... لنثبت أن ليس هناك جهات أصلية وأخرى فرعية، بل هناك «جهات» واحدة، الشعر... لنبدأ بعدّ أصابعنا ولا نتوقف عند الرقم «عشره»، ولا نستغرب حين لا نتوقف أبدا... ولنبرهن لـ غير المكتمل فينا، أن الأدب والفن قادران على أن يوصلانا لما نظنه الكمال.

الشعر... لنطمئن على أن هناك حارسا أمينا سيرعى أطفالنا، كما رعانا، لأن يدي هذا الحارس ستبقى فوق رؤوسنا إلى أن يشاء الله.

الشعر... ليبقى هناك فضاء نقي/ تقي نلجأ إليه لنستعيد عافية الرئة الفاسدة فينا أو التي تكاد، الشعر... لنستدّل على عظمة الخالق من خلال روعة  المخلوق، الشعر... لنخترع رسائل عشق لحبيبات لم يولدن بعد.

ولنجعل قهوة الصباح خمرة للقلب نسقي ما يفيض منها للفناجين، ولنكحل أهداب السهر في المساء لنضفي على العتمة بعض سحر، الشعر... لنكشف الحجاب عمّا لا نراه بأعيننا بعد أن خذلنا العرافون كثيراً، وقارئات الودع، والبصارات، وضحكوا على ذقوننا!

أيها الشعر لدي مليون سبب وسبب يجعلني لا أرى سواك، يحضرني منها الآن بعض آلاف فقط !

وهذه الأسباب هي ذاتها الأسباب التي تجعل محبيك يشهقون باسمك، ويتهافتون لرشف قطرة من زلالك... ثقافات مختلفة، أعمار مختلفة، مشارب مختلفة، مذاهب، طوائف، وشرائح اجتماعية مختلفة، اختلفوا في أشياء أكثر من أن تحصى، واتفقوا جميعا على محبتك إنسانا ومبدعا.

شكرا لم ولن تكفي... لوجودك في حياتنا، بل شكرا لأنك حياتنا التي نتوق ونتمنى لو اقتصرت عليك!

back to top