ورشة عمل لمؤسسة الفكر العربي و«بحوث» في دبي

استكمالاً لجهودها في تطوير مبادرة «خارطة الطريق لاستحداث 80 مليون فرصة عمل»، عقدت مؤسسة الفكر العربي ورشة عمل ثانية في مدينة دبي، بالشراكة مع مركز «بحوث» الشريك المعرفي لمؤتمر «فكر» السنوي، وذلك من أجل تطوير المقترحات وتحديد آليات العمل المتعلّقة بالمبادرة، ووضع تصورات وخطط عملية لتحقيق الأهداف.

واستمرت ورشة العمل التي يستضيفها مركز «بحوث» على مدى يوم كامل، وتوزّع خلالها البحث على عدّة محاور، وشملت نبذة عن الأهداف، ومراجعة للاجتماع السابق الذي انعقد في عمّان، الأردن الشهر الماضي، وتم اعتماد نموذج خطة العمل والاتفاق على الرؤية والقيم. بعد ذلك تمّ تقسيم المشاركين إلى أربعة فرق عمل: الأول بحث في مجال التكامل والنموّ الاقتصادي، والثاني بحث في تطوير نظام التعليم، والثالث بحث في الشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، والرابع بحث في موضوع الثقافة المجتمعية، ثم جرى تلخيص لتوّجهات الفرق ومقترحات البحث.

وتهدف المبادرة إلى وضع «وثيقة إطار استراتيجي عربي لاقتصاد محفز لاستحداث فرص العمل في الوطن العربي»، وذلك بالتعاون مع عدد من الخبراء والمفكرين، وبدعم من المؤسسات العربية المختصّة، بهدف توفير قاعدة للعمل العربي المشترك، لجهة وضع الحلول المبتكرة لتهديد البطالة، الذي قد يكون أحد أكبر المهددات للاستقرار في المجتمعات العربية.

فرص عمل للشباب

كما تهدف المبادرة إلى تطوير طرح متكامل لتوفير فرص عمل الشباب في المستقبل، وربط ذلك بآفاق النموّ الاقتصادي في الوطن العربي، وتطوير التعليم، وتعزيز الثقافة المجتمعية التي تؤكد أخلاقيات العمل، وتؤسّس لقيم تدعم تنافسية القوى البشرية على المستويين العربي والدولي.

من جهته ذكر الأمين العام المساعد في مؤسسة الفكر العربي حمد بن عبدالله العماري، أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للمبادرة التي أطلقتها المؤسّسة خلال مؤتمر «فكر12»، من أجل إبقاء موضوع المؤتمر السابق تحت الأضواء، نظراً لأهمية الموضوع وحيويته.

وأكد العماري أن سياسة المؤسّسة تلامس هموم المواطن العربي، ومن المهم أن يبقى هذا الموضوع في دائرة البحث والدراسة، و»نحن نسعى للشراكة مع مؤسّسات العمل العربي، لمواجهة هذا التحدي الخطير من جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والأمنية كافة.

قضايا تنموية

وبدوره قال نائب رئيس مركز «بحوث» محمد باهارون، أن المبادرة التي أطلقتها مؤسسة الفكر العربي بالشراكة مع مركز «بحوث»، تركّز على القضايا التنموية المحورية التي كانت في قلب حالة عدم الاستقرار العربي وتم تجاهلها، والتركيز على مظاهرها السياسية، مشدداً على دور المؤسّسة في إثارة تلك القضية في مؤتمرها الأخير الذي انعقد في دبي في ديسمبر الماضي، واحتضان المبادرة ودعمها، بهدف وضع أسس للعمل العربي المشترك، في وقت تضاءل فيه الإيمان بجدواه. واعتبر أن هذه المبادرة تمثّل جسراً ما بين المفكّرين وصنّاع السياسات في الوطن العربي، وهي خطوة تستحقّ كل الاحترام.

وأدار اللقاء ياسر المقبل من مركز «بحوث»، وشارك فيه فريق من الخبراء والاقتصاديين ومنسقي المبادرة، وهم: مدير إدارة الدراسات الاقتصادية في مركز «بحوث» د. إبراهيم كرسني (السودان)، كبير الاقتصاديين في دائرة التنمية الاقتصادية في «دبيال» د. محمد لحول (تونس)، المستشار الدولي د. نادر مريان (الأردن)، الباحثة د. هيفاء المعشي (اليمن)، المستشار محمد العبيدلي (البحرين)، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية د.علي بن سباع المري (الإمارات العربية المتحدة)، الأكاديمي د. سليم الصايغ (لبنان)، الباحثة لانا عبدالحميد (الإمارات العربية المتحدة)، الإعلامية ومديرة الاتصالات التسويقية في تمكين هالة سليمان (البحرين)، المستشار في مكتب المدير العام بمجلس أبوظبي للتعليم شادي مجاعص (لبنان)، مستشار الاستراتيجية والتنمية في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية عمر شروف.

خارطة طريق

وكانت المؤسسة عقدت لقاء في الأردن الشهر الماضي، بمشاركة وحضور الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس الإدارة عضو مجلس الأمناء ونخبة من الخبراء والاقتصاديين المعنيين بالمبادرة، جرى خلاله استعراض الأهداف، وآلية العمل التي ستعتمدها اللجان، والمخرجات المتوقّعة، وتمّ اختيار رؤساء فرق العمل الذين سيعملون على دراسة المحاور.

تجدر الإشارة إلى أن مؤسّسة الفكر العربي، كانت أطلقت في ختام أعمال مؤتمر «فكر12» السنوي الذي انعقد في دبي بين 4 و5 ديسمبر الماضي، مبادرتين من بينهما «خارطة الطريق لخطة 80 مليون فرصة عمل»، وسوف تقّدم الدراسة خلال مؤتمر «فكر 13» الذي سيُعقد في مدينة مراكش، المملكة المغربية.