نعم... تاجر دورات!

نشر في 24-04-2014
آخر تحديث 24-04-2014 | 00:01
 د. ساجد العبدلي منذ أيام وضعت استبياناً على "تويتر" و"إنستغرام"، بقصد أن أعرف وجهات نظر متابعيّ حول أنشطتي التدريبية المختلفة، من دورات وورش عمل ومحاضرات أقوم بتقديمها بين فترة وأخرى، وتلقيت ولله الحمد الكثير من الردود الإيجابية المشجعة، والتعليقات والنصائح المفيدة، وحين أقول "مفيدة" فلست أشير حصراً إلى تلك التعليقات التي أشادت بهذه الأنشطة بل حتى لتلك التي أشارت إلى مواطن قصور وأوجه خلل ومواضع بحاجة إلى التطوير والتحسين.

أؤمن كثيراً أن التعليق الذي يشير إلى موضع جدير بالتعديل والتحسين والتطوير أنفع وأكثر قيمة لمتلقي النقد من تعليق حسبه أن قال بأن كل الأمور على أحسن ما يرام.

وبطبيعة الحال لم تكن جميع التعليقات على هذه الشاكلة، فمنها ما كان بعيداً عن المراد الذي جعلت لأجله الاستبيان، ومنها ما كان خالصاً بقصد التهجم والتجريح والإساءة، وهو أمر اعتدت عليه منذ أن انخرطت في العمل العام منذ سنوات بعيدة، بعدما صرت أذكر نفسي دائماً بتلك المقولة الخالدة لابن حزم الأندلسي: "من تصدر لخدمة العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لا محالة مشتوم، حتى إن واصل الليل بالنهار".

من ضمن التعليقات استوقفني تعليق لافت، قاله صاحبه الذي لم ولن أعرفه لطبيعة الاستبيان الذي لم تكن فيه وسيلة للتعرف على الكاتب، بأني "تاجر دورات"، مكتفياً بهذا التعليق حول هذه الجزئية، وبعيداً عن حدّة التعليق الظاهرة، يظل تعليقاً مكرراً بحق كل من يدخل إلى عالم التدريب. وشخصياً لا يسوؤني أن أقول إني تاجر دورات فعلا، إن نحن التزمنا المعنى الحرفي للمصطلح، فأنا أقدم دورات تدريبية مقابل أجر مالي معلوم. نعم أنا تاجر دورات، وليس في الأمر ما يدعو للخجل، فلست بتاجر خمور أو مخدرات أو بشر أو لحوم فاسدة والعياذ بالله.

أنا مدرب متخصص فيما أقوم بتقديمه من دورات، درست وتعلمت مادتها وتدربت عليها لسنوات طويلة، ومارستها واكتسبت خبرة عملية كبيرة حولها وفي أدق تفاصيلها، وجئت بعد ذلك لأنقلها لمن يرغب من الجمهور. أحرص كثيراً على جودة المادة التي أقدمها، فأبذل قصارى جهدي في مراجعتها مرارا وتكرارا للتأكد من صحتها وقيمتها، لتلامس متطلبات وتوقعات من جاء سعياً إلى تحصيلها من خلالي، وألتزم بأن أقدمها مقابل أجر موضوعي في متناول جميع الشرائح المستهدفة، أجر جعلت فكرته الأساسية أن يوازي الجهد المبذول في تحضير المادة التدريبية وتقديمها ويليق بمستواها وفائدتها، ويضمن استمراري ومن معي في تقديم هذه الخدمة للجمهور.

يقول البعض إن أغلب هذه المواد التدريبية متاح بالمجان على شبكة الإنترنت وفي قنوات اليوتيوب، وكذلك في الكتب التنموية، وأقول إن هذا صحيح إلى حد ما، ويمكن لذلك لمن أراد أن يتجه إلى هذه المصادر، ولكن يمكن أن يتجه الراغب أيضا للدورات التدريبية لأخذ المعرفة والاستزادة من المعلمين والمدربين بشكل مباشر، وهي دورات قد يكون بعضها تطوعياً ومجانياً، وبعضها بأجر.

خلاصة القول أنه ليس من الخطأ أبداً أن تقدم مثل هذه البرامج والأنشطة التدريبية في مقابل أجر مالي، لأن الموضوع في نهاية المطاف عرض وطلب، وليس فيه أي إجبار على أي مستوى لأي أحد من الناس، لكن المهم أن تكون هذه المواد على مستوى جيد وذات قيمة وفائدة لمن يتلقاها.

back to top