الأسد يزور معلولا وقواته تنقل أسلحة نوعية لـ «حزب الله»

نشر في 21-04-2014 | 00:06
آخر تحديث 21-04-2014 | 00:06
No Image Caption
• هولاند: النظام استخدم «الكيماوي» مجدداً   • المعارضة تتحول من الهجوم إلى الدفاع في الساحل

تجاهل الرئيس السوري بشار الأسد أصداء حرب تترد في كل مكان في سورية وتحتدم على مشارف دمشق، وقام بزيارة لبلدة معلولا المسيحية ظاهرها عيد الفصح وباطنها شحذ همم قواته، التي أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استخدامها السلاح الكيماوي ضد المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية.

وسط أنباء عن اعتزام قواته فتح طريق عسكري لتأمين نقل أسلحة نوعية إلى معاقل حزب الله اللبناني، زار الرئيس السوري بشار الأسد أمس بلدة معلولا المسيحية في شمال دمشق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل أسبوع، وذلك لمناسبة عيد الفصح المسيحي.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي، في خبر أسفل شاشته، «في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الأسد يتمنى فصحاً مباركاً لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سورية كافة».

وقال التلفزيون، الذي لم يبث مشاهد عن الزيارة: «الرئيس تفقد دير مار سركيس وباخوس واطلع على آثار تخريب الإرهابيين وتدميرهم للدير»، الذي شيد في نهاية القرن الخامس، وهو أحد أقدم المعالم في الشرق الأوسط.

محو التاريخ

وقال الأسد، بحسب التلفزيون الرسمي، «لا يمكن لأحد مهما بلغ إرهابه أن يمحو تاريخنا الإنساني والحضاري»، مضيفاً: «ستبقى معلولا مع غيرها من المعالم الانسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن».

ونشرت على صفحة الرئاسة السورية على موقع فيسبوك صورة للأسد الى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه أيقونة للسيد المسيح والعذراء مريم أصيبت بأضرار.

والاثنين، تمكن الجيش النظامي ومقاتلو حزب الله من استعادة معلولا من «جبهة النصرة»، الفرع  الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سورية، والتي سيطرت عليها في بداية ديسمبر الماضي وخطفوا 13 راهبة تم الافراج عنهن في مارس في إطار عملية تبادل مع مقاتلين معارضين معتقلين لدى النظام.

وفي مارس 2012، تفقد الأسد حي بابا عمرو أحد معاقل مقاتلي المعارضة في مدينة حمص (وسط) بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية. وفي أغسطس الفائت زار الاسد بلدة داريا في ريف دمشق.

«حزب الله» وحمص

إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي في القلمون بأن قوات الأسد وبعد استكمالها السيطرة على خط يبرود-رنكوس تحاول فتح طريق عسكري من مستودعات دنحا باتجاه بلدة النبي شيت اللبنانية.

وتهدف هذه الخطوة إلى تأمين الأسلحة النوعية الموجودة داخل تلك المستودعات باتجاه معقل حزب الله اللبناني عبر حرف وادي الهوى الموجود على أطراف قرية طفيل اللبنانية.

في غضون ذلك، لقي ما لا يقل عن 6 أشخاص مصرعهم في مدينة حمص أمس وأصيب 40، إثر سقوط قذائف هاون على أحياء يسيطر عليها الجيش السوري في المدينة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية.

وتحدثت تقارير عن إحراز القوات الحكومية، في حملتها، التي دخلت أسبوعها الثاني، تقدماً في حي باب هود بحمص.

حلب واللاذقية

وفي حلب، كثف الطيران الحربي غاراته الجوية على المدينة وريفها، خصوصاً تلك الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل 5 أشخاص في قصف جوي على حي بستان القصر، بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن 3 مدنيين قتلوا، إثر سقوط قذائف هاون على حيي الحمدانية والأشرفية اللذين يسيطر عليهما الجيش شمال غربي حلب.

وفي اللاذقية، أكدت مصادر في المعارضة السورية، تحول الفصائل المشاركة في المعارك الدائرة بريف المدينة الساحلية، من «حالة هجوم إلى الدفاع»، بعدما استقدم النظام أعدادا كبيرة من قواته من مختلف المحافظات السورية إلى المنطقة، إضافة إلى إشراك مجموعات إضافية مما يُعرف بجيش الدفاع الوطني.

قذائف دمشق

وفي العاصمة دمشق، سقطت عدة قذائف هاون مستهدفة عدداً من المناطق وسط العاصمة. ففي ساحة عرنوس وسط دمشق، سقطت قذيفتا هاون، دون أن يذكر ما إذا أسفرتا عن سقوط ضحايا، وسقطت قذيفة هاون في سوق الصالحية وأخرى في محيط فندق «بلو تاور» في شارع الحمرا.

وعلى الجانب التركي، أصيب مدنيان بجروح أمس بسقوط قذيفة مصدرها الاراضي السورية. وأفادت وكالة دوغان بأن الحادث وقع في منطقة ريفية بمدينة يايلاداغي الصغيرة التي تقع على مسافة قريبة من الحدود السورية، موضحة أن القذيفة سقطت قرب جرار زراعي وادت الى اصابة اثنين من السكان.

أدلة فرنسية

في المقابل، أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أمس، في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، امتلاك فرنسا «بعض العناصر» التي تفيد باستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية.

وردا على سؤال صحافي عما اذا كان صحيحاً ان نظام الاسد لايزال يستخدم اسلحة كيميائية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر حول هذا الأمر، ولكنني لا أملك الأدلة ما يعني إنه لا يمكنني تقديمها»، مضيفاً: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه اي انتقال سياسي».

وشدد هولاند، في المقابلة، على أن «فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سورية الحرية والديمقراطية. ونحن أردنا تدمير الاسلحة الكيميائية ونبذل كل ما هو ممكن للسماح بمفاوضات لإفساح المجال أمام انتقال سياسي».

هجمات وتقارير

وأوضح وزير الخارجية لوران فابيوس تلقي بلاده «مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية مؤخراً»، مبيناً أن هذه الهجمات «أقل أهمية من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر لكنها هجمات فتاكة جدا وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان».

وقال مصدر فرنسي، قريب من الملف لوكالة فرانس برس، إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية».

وفي إطار اتفاق روسي أميركي في سبتمبر 2013، أتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية اميركية لسورية، التزمت دمشق تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو المقبل.

تدمير الترسانة

في هذه الأثناء، أكدت رئيسة البعثة الدولية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية سيغريد كاغ أمس الأول أن سورية سلمت أو دمرت ما يقرب من 80% من مواد الأسلحة الكيميائية التي أعلنتها.

وأضافت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنه إذا استمر العمل بهذه الوتيرة فإن سورية ستتمكن من تسليم جميع المواد الكيميائية المعلنة بحلول الموعد النهائي لتسليمها في 27 أبريل.

(دمشق، نيويورك، أ ف ب، رويترز، د ب أ، العربية نت)

الجوع يقتل 30 في «اليرموك»

جددت الأمم المتحدة، في أحدث تقرير لها، تحذيراتها من كارثة إنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق، في حين تواترت الأنباء عن وفاة 30 شخصاً جوعاً داخل المخيم.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، إن أكثر من 20 ألف مدني يواجهون خطر الموت جوعاً، داخل المخيم.

وتأتي هذه التطورات بسبب انهيار اتفاق هش بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة، بشأن السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم.

فمنذ 10 أيام، لم تدخل أي إمدادات غذائية إلى المخيم، الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصارا منذ سبتمبر الماضي.

تقارير عدة أشارت قبل ذلك إلى حجم المأساة، ووثقت حالات وفاة بسبب الجوع، وأمهات يطعمن أبناءهن حشائش تم التقاطها من الطريق.

وحسب مسؤولين في «الأونروا»، فإن الوضع في اليرموك كان بائساً بالفعل، لكنه الآن أصبح أكثر بؤساً.

ووفقاً لنشطاء المعارضة فقد تجاوز عدد ضحايا الجوع في المخيم 100 حالة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

(أبوظبي - سكاي نيوز)

back to top