النجوم الشباب {يسيطرون} على موسم الصيف السينمائي

نشر في 21-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-04-2014 | 00:02
تتميز الأفلام المطروحة في دور العرض حالياً، وتلك التي من المقرر طرحها قريباً، بقواسم مشتركة أبرزها الاستعانة بجيل جديد من النجوم في السينما، ما يطرح علامات استفهام حول سبب تحوّل فناني الصف الثاني إلى نجوم الموسم السينمائي الراهن، وهل ترجع الاستعانة بهم إلى أسباب إنتاجية أم لانخفاض أجورهم، أم ساهم غياب نجوم الشباك في انتشارهم وسبب هذا الغياب.
يعزو البعض هذه الظاهرة إلى اختفاء نجوم شباك التذاكر بشكل متعمد من بينهم: هند صبري، منى زكي، أحمد السقا، أحمد عز، وانخفاض أجور نجوم الصف الثاني.

من أبرز الأفلام التي تعرض في موسم الصيف: {جيران السعد} تشارك في بطولته ميرنا المهندس، {حلاوة روح} لمحمد لطفي وباسم سمرة، {سالم أبو أخته} الذي تشارك في بطولته آيتن عامر وحورية فرغلي، {بنت من دار السلام} بطولة راندا البحيري ورحاب الجمل، {فتاة المصنع} بطولة ياسمين رئيس وهاني عادل.

عناصر محركة

 

يقول المنتج هاني وليم إن أجور النجوم وموازنة  الأعمال التي يؤدون بطولتها، أهم العناصر المحركة للمنتجين وصنّاع السينما في اختيارهم لأبطال أفلامهم.

 يضيف: {عندما يتفق المنتج مع نجم كبير على تقديم فيلم، يشترط الأخير ألا تقلّ موازنته عن 20 مليون جنيه، وهي بالطبع خسارة وفقاً لأحوال السوق. شخصياً لا أدفع أجراً لنجم لن يعود إليّ، وإن كان أعقل هؤلاء غادة عبد الرازق، لأنها معتدلة في أجرها، إلا أنها صعبة في التنفيذ والتصوير، وقد تسافر فجأة أو تلتزم بمواعيد أخرى ما  يعطّل التصوير، ولا يعد  ذلك عملا احترافياً}.

يوضح أنه، بالنظر إلى بعض هؤلاء الفنانين، يتضح أن بعض الأبطال ما زالوا صغاراً في السن،  أمثال ميرنا المهندس التي تجسد دور البطولة في فيلم {جيران السعد} أمام سامح حسين. {يتبين بالبحث أن ميرنا نالت أجراً لا يزيد عن 300 ألف جنيه، وبالطبع إذا دخل الجمهور لمتابعته فسيكون لأجل سامح، ما يؤكد أن المتحكم في هذه الخيارات عملية إنتاجية بحتة}.

يتابع أن أهم الدواعي المتحكمة بهذه الظاهرة، عودة أفلام المقاولات التي يتم تصويرها في أسبوعين، بالاستعانة بنجوم شباب، ما يؤدي إلى تقييم الفيلم المصري عند بيعه بأنه دون المستوى، ورغم نبرات التحذير منها ومن محتواها، إلا أنها تحقق إيرادات هائلة مثل {حلاوة روح}.

بدوره يرى المنتج محمد حفظي أن الأفلام الضخمة تتطلب نجوماً كباراً وتستدعي أجوراً وموازنة  كبيرة، ما يعتبره الصنّاع مجازفة غير مستعدين لها، ويقول: {قرر نجوم الصف الأول أو شباك التذاكر، من تلقاء نفسهم، التخلي عن تقديم أعمال سينمائية قد لا تمنحهم أجورهم التي اعتادوا عليها، والتوجه إلى الدراما التلفزيونية، ما أفسح  في المجال أمام جيل جديد من النجوم في السينما ليقدموا أفلاماً ذات كلفة إنتاجية أقل، إلى جانب أجورهم القليلة}.

يضيف أنه نادراً ما تحقق هذه الأفلام إيرادات مرتفعة، لأن ذلك يعتمد على الموضوعات التي تناقش فيها، وهو ما حدث مع فيلمه الأخير {لامؤاخذة} الذي اعتمد على الطفل أحمد داش كبطل له، في ظل ظهور هاني عادل وكندة علوش كضيوف شرف.

حظ ونصيب

يعتبر الناقد رامي عبد الرازق هؤلاء النجوم بأنهم الجيل الجديد في السينما المصرية، {ومن الطبيعي أن يكون لهم حظ أو نصيب في الأفلام}، لافتاً إلى أن الجيل الأقدم من النجوم توقف عن العمل لأن عمله كان من أجل المال فحسب، وليس لأجل السينما أو الفن، بدليل أنه، بعد إصابة السينما المصرية بانتكاسة، تحولوا إلى التلفزيون الذي يدفع لهم  أجورهم}.

يضيف: {هذا التحول نابع من رغبتهم في استغلال قاعدتهم الجماهيرية ليس أكثر، ويتحججون بعدم توافر قصص جيدة، إذا أرادوا سيناريو جيداً، سيجدونه بالطبع في ظل كثرة المؤلفين الموهوبين والمخرجين العظماء، أمثال محمد خان، لكنهم في حقيقة الأمر لا يريدون العمل، ما يفسر الغياب على أنه اختياري وليس إجبارياً، ومسألة مادية بحتة، ولأن السينما صناعة تجارية لا تتوقف، تُكتب موضوعات وتُصاغ مشاريع على قدر نجوم الجيل الجديد}.

من جهتها تشير الناقدة خيرية البشلاوي إلى أن ثمة فنانين لم يكن متوقع لهم أن يصبحوا نجوم شباك تذاكر، ومع ذلك خالفوا التوقعات من بينهم: محمد رمضان الذي أصبح نجم كل موسم يُعرض له فيه فيلم، لافتة إلى أن المشكلة ليست في كون النجم صفاً أولا أو ثانياً، إنما في الموضوع الذي يستعرضه، والتوليفة المقدمة به، ومن يستطيع أن يقدمها.

تضيف: {ثمة وجهة نظر خاصة ألا يلتهم نجم كبير موازنة إنتاج الفيلم، بينما يمكن لنجم متوسط متواضع أو أقل طموحاً أداء الدور نفسه، ويعطي النتيجة نفسها، بمقابل مادي أقل، مثال على ذلك محمد لطفي الذي نال الدور المناسب له في فيلم {حلاوة روح}؛ إذ سبق أن قدمه في أعمال فنية، وكانت له تجليات تمثيلية عظيمة فيه، وهو البلطجي الشهواني الذي يقع في غرام جسد امرأة، لذا لا مانع من الاستعانة بنجم مثله في هذا الدور لأنه يتطلب تمرسا فنياً، وهو ما يتوافر لدى لطفي في ما يتعلق  بهذه النوعية من الأدوار}.

تضيف أن باسم سمرة أصبح نجماً بعد أدائه في مسلسل {ذات}، وهو مناسب لدوره أيضاً، {تكمن القضية كلها في الممثل المناسب في الدور المناسب والظروف المناسبة، والظروف المقصودة هنا هي ظروف الإنتاج السينمائي، إذ لا يريد المنتج إنفاق أموال في عمل قد لا يحقق نجاحاً، في ظل اضطراب سوق السينما، وبالتالي يصبح الفيلم المتوسط القيمة والتكلفة هو المطلوب في هذه المرحلة، كذلك الترفيه، إذ بناء عليه يدفع المشاهد 20 جنيها لمتابعة قصة هيفاء وهبي، أو ملهى ليلي}.

ترجع البشلاوي ذلك إلى أن جمهور السينما حالياً هو أقل وعياً وتعليماً، ويعتبر الفيلم بديل كباريه وملهى ليلي أو منزل دعارة، فيما الفيلم، كسلعة ثقافية تشغل التفكير، غير وارد سوى  ضمن الأعمال التي يطلق عليها سينما مستقلة.

back to top