تعريف الوزير

نشر في 20-04-2014
آخر تحديث 20-04-2014 | 00:01
 مظفّر عبدالله نهج التوزير في الكويت دمر مؤسساتها، فاليوم نحن عاجزون عن تطبيق أسهل القوانين كربط حزام الأمان، أو النظافة العامة للمناطق، أو توسيع نطاق التعاملات الإلكترونية بسبب وجود وزراء رديئين يعملون في أجواء مؤقتة.

أول العمود:

 ما معنى أن تغلق صحيفة ورقية في فضاء إلكتروني؟ لا شيء.

***

ماذا يعني أن تكون وزيراً في حكومة كويتية؟

هناك معالم تشكلت في الوزارة الكويتية عبر عقود من الممارسات العملية، حولت تعريف الوزير إلى معنى متدنٍ جداً ليصل إلى مرتبة "موظف كبير"! لو قرأنا المادة 130 من الدستور لوجدنا أنها تعرف الوزير بأنه راسم لاتجاهات وزارته، ويشرف على تنفيذها ضمن السياسة العامة للحكومة.

فكيف دمرت الممارسات هذا التعريف؟ وما أسباب انحدار درجة الوزير إلى مجرد موظف؟ في ظني أن الخلل يكمن في مجلس الوزراء، ويبدأ بفقدانه للرؤية والتخطيط للتنمية وقبلها للإصلاح. مجلس الوزراء تخلى عن أهم واجباته وهي الاستمرار في بناء مفهوم مدنية الدولة والذود عن الدستور وتطبيق القوانين وتطويرها اعتمادا على الثروة النفطية.

ماذا يفعل الوزراء اليوم في وزاراتهم؟ إنهم يعجزون عن قيامهم بواجباتهم دع عنك الحديث عن التطوير، فوزراء الداخلية عجزوا منذ الثمانينيات عن تقديم حل ناجع لمشكلة البدون، ووزراء العمل يقفون مكتوفي الأيدي تجاه تجارة الإقامات، ووزراء التخطيط لا قيمة تذكر لدورهم، ووزراء الصحة لم يستطيعوا أن يبنوا مستشفى منذ تدشين مستشفى مبارك قبل 3 عقود! ووزراء التربية سهلوا مهمة تدمير التعليم عبر تسليمه لأنصاف التربويين، وجهاز البلدية تحول إلى وكر للفساد سهل ظهور علامات سيئة في حياة الناس كالنظافة العامة وفساد الأغذية.

بالطبع يتحمل رئيس الفريق الحكومي (رؤساء الوزارة) وزر الحط من قدر منصب الوزير لغياب التخطيط، وهو ما جعل منصب الوزير طارداً لكل جاد في أن يكون وزيراً، ولذلك نرى المتردية والنطيحة من بين من يتم توزيرهم لحمل المشقة، ولا همّ لهم سوى الحصول على لقب وزير سابق، بل إن بعضهم "فهم اللعبة"، وأصبح يبرمج وقته في وزارته من أجل تسيير مصالحه الشخصية والسياسية والاجتماعية لعلمه بقصر عمره الوزاري.

نهج التوزير في الكويت دمر مؤسساتها، فاليوم نحن عاجزون عن تطبيق أسهل قانون كربط حزام الأمان، أو نظافة المناطق، أو توسيع نطاق التعاملات الإلكترونية بسبب وجود وزراء تخلفوا عن هذا التوجه في تسيير العمل الحكومي.

هذا النهج اللا مسؤول في العمل الوزاري هو السبب الرئيسي لخلق أزمات سياسية داخل مجلس الأمة.

back to top