أوهايو تتشدد في شروط التنقيب عن النفط لعلاقته بزلازلها الأخيرة

نشر في 19-04-2014 | 00:04
آخر تحديث 19-04-2014 | 00:04
No Image Caption
أظهرت تحقيقات في خمس هزات أرضية، وقعت الشهر الماضي بمنطقة يونغزتاون عند سفوح الأبالاش، أن عملية حقن الرمال والمياه التي ترافق التكسير الهيدروليكي في صخور «يوتيكا» ربما زادت الضغط على صدع أرضي صغير غير معروف.
ربطت دراسة رسمية نشرت في ولاية أوهايو، ولأول مرة، بين الزلازل التي شهدتها تلك الولاية الأميركية في الآونة الأخيرة وعمليات التكسير الهيدروليكي، بعيداً عن مجرد تصريف مياه. وربط علماء الجيولوجيا هناك بين الهزات الأرضية التي وقعت داخل تشكيلات جيولوجية عميقة تحت مناطق الأبالاش وعمليات التكسير المشار إليها، ما دفع سلطات الولاية أخيرا إلى وضع شروط ترخيص جديدة هي الأشد من نوعها في الولايات المتحدة.

وأظهرت تحقيقات في خمس هزات أرضية وقعت في الشهر الماضي في منطقة يونغزتاون عند سفوح الأبالاش ان عملية حقن الرمال والمياه التي ترافق التكسير الهيدروليكي في صخور «يوتيكا» ربما زادت الضغط على صدع أرضي صغير غير معروف، حسبما صرح به رئيس شركة النفط والغاز الرسمية ريك سيمرز لوكالة الأسوشيتد برس، والذي وصف الصلة بأنها «محتملة».

وتشتمل عملية التكسير على ضخ كميات كبيرة من الماء والرمال والمواد الكيماوية في باطن الأرض بغية تفتيت الصخور والسماح بتدفق النفط والغاز. وقد سمح تحسين التقنية لشركات الطاقة بالوصول إلى مكامن ضخمة من الغاز الطبيعي، لكن ذلك أثار مخاوف واسعة من أن يفضي ذلك إلى تلوث في باطن الأرض والى حدوث هزات أيضاً.

ويقول سيمرز: «بينما ربطت دراسات سابقة بين الهزات الأرضية في المنطقة ذاتها وآبار الحقن العميق التي تستخدم لتصريف مياه التكسير القذرة فقد كانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها ربط الهزات في المنطقة بصورة مباشرة بعمليات التكسير». ولم يشعر الناس بالزلازل التي وقعت في الشهر الماضي ما عدا أول هزة وكانت بقوة 3 درجات.

وبموجب شروط التراخيص الجديدة التي صدرت عن إدارة أوهايو للموارد الطبيعية فإن كل مواقع الحفر الجديدة الواقعة ضمن نطاق 3 أميال من أماكن صدع معروفة أو أنشطة زلزالية بقوة درجتين أو أكثر ستخضع لشروط تقضي بتركيب معدات رصد حساسة للزلازل. ويقول سيمرز إن النتائج ستكون متاحة مباشرة للجهات التنظيمية، بحيث لا تعتمد الولاية على شركات الحفر من أجل توفير المعلومات بصورة طوعية.

تشكيلات صخرية

واذا تبين حدوث نشاط زلزالي بقوة درجة واحدة أو أكثر سيتم وقف الحفر بغية إجراء تقييم، وإذا تأكد وجود صلة فإن العملية ستتوقف.

تستهدف طفرة حفر النفط والغاز على نطاق واسع التشكيلات الصخرية المختلفة في شتى أنحاء الولايات المتحدة، ولذلك فإن نتائج أعمال أوهايو لن تنسحب بقدر كبير على مناطق أخرى باستثناء التأثير ربما على مفهوم العامة حول سلامة عمليات التكسير، كما أن أنواع الهزات المرتبطة بهذه الصناعة تكون صغيرة بصورة عامة ولا يشعر الناس بها بسهولة، لكن فكرة تسبب أنشطة بشرية في هزة أرضية ليست مريحة في غالب الأحيان.

وتقول الولاية إن الشركة التي تسببت في هزات أوهايو كانت تتقيد بالقواعد وتستخدم ممارسات شائعة، لكنها، في رأي سيمرز، لم تكن محظوظة.

وقال جيري بيكر المدير التنفيذي المساعد في لجنة النفط والغاز إن المنظمين الرسميين في شتى أنحاء البلاد سيدرسون حالة أوهايو لمعرفة أي مضاعفات تتعلق بصناعة الحفر، وقد بدأ كونسورتيوم من الولايات مناقشات حول هذه المسألة.

يذكر ان مشاعر القلق إزاء الأنشطة الزلزالية برزت في أوهايو في سنة 2011 عندما أعقب انفجار مفاجئ من هزات صغيرة بداية عمليات حفر مكثفة في صخور «يوتيكا». وتم حفر أكثر من 800 بئر في أجزاء اوهايو من صخور «يوتيكا» ومارسيلس –اثنان من مكامن الغاز الكبرى اللذان ساعدا على تحويل سوق الطاقة في الولايات المتحدة– والتي كانت في الماضي دولة مستوردة بصورة منتظمة للنفط من الخارج، وغدت مهيأة لتصديره لأول مرة الى بلدان العالم المختلفة.

وافاد تقرير مولته الحكومة الأميركية ونشر في سنة 2012 بأن هزتين على مستوى العالم يمكن أن تنسبا إلى عمليات الاستخراج الفعلية للغاز والنفط – واحدة بقوة 2.8 في أوكلاهوما وأخرى بقوة 2.3 في انجلترا، وقد وقعتا في سنة 2011.

تأثير ضئيل

وعزت الحكومة الكندية في وقت لاحق حدوث هزات أرضية في حوض هورن ريفر في كولومبيا البريطانية في الفترة بين 2009 و2011 الى عمليات التكسير. وقد أفضى ذلك الى أنظمة أكثر تشددا أشارت تقارير صحافية الى أن تأثيرها كان ضئيلاً على وتيرة أو حجم أعمال الحفر.

لكنها كانت المرة الأولى بالنسبة الى المنطقة المحيطة بأوهايو –بنسلفانيا ووست فيرجينيا– حيث قامت شركات الطاقة بحفر الآلاف من آبار الغاز غير التقليدية خلال السنوات الأخيرة. وتقع صخور «يوتيكا» تحت صخور مارسيلس المعروفة، والتي يسهل بلوغها وتعتبر واحدة من أغنى احتياطيات العالم بالغاز.

وأكدت غليندا بيسانا – اوستمان، وهي اختصاصية علوم زلازل سابقة في إدارة أوهايو للموارد الطبيعية، ان الحصيلة هي الأولى في المنطقة التي تشير إلى وجود صلة بين الهزات والتكسير، كما تبين أن أحد آبار المياه القذرة في المنطقة ذاتها من أوهايو هو السبب المحتمل وراء سلسلة من الهزات الأرضية التي وقعت في سنة 2012.

وأشار جيمس زيهرينغر، وهو مدير إدارة الموارد الطبيعية في أوهايو، «بينما لا يمكننا التأكد بنسبة 100 في المئة من أن أنشطة الحفر ترتبط بالزلازل فإن الحذر يقتضي أن نتخذ هذه الخطوات الجديدة لحماية صحة البشر والسلامة والبيئة».

وقد فرضت أوهايو أيضا قرارا بتعليق أنشطة الحفر لفترة غير محددة في موقع هزات شهر مارس، وتسمح الولاية باستمرار عمليات استخراج النفط والغاز في خمسة آبار حالية في ذلك الموقع.

وحسب المتحدث باسم مجموعة هذه الصناعة «إنرجي إن دبث» شون بينت فإن مثل تلك الحوادث «نادرة جدا»، وهو يصف القوانين الجديدة بأنها وقائية وستمنع حدوث هزات مستقبلية مماثلة في اوهايو.

(تقرير خاص - الجزيرة أميركا)

back to top