انتخابات الجزائر: بوتفليقة يظهر... ومنطقة القبائل تشتعل

نشر في 18-04-2014 | 00:12
آخر تحديث 18-04-2014 | 00:12
• «الرئيس» يدلي بصوته على كرسي متحرك  • حرق صناديق وغلق لجان  • إصابة 100 بينهم 30 شرطياً

وسط توتر غير مسبوق، شهدت على إثره منطقة القبائل والشرق الجزائري مواجهات عنيفة وحرق لجان، أدلى الجزائريون أمس بأصواتهم في خامس انتخابات رئاسية نتائجها شبه محسومة للرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة، رغم ندرة ظهوره العام منذ إصابته بجلطة في 2013.

توافد الجزائريون أمس على مكاتب الاقتراع لاختيار ثامن رئيس للبلاد في خامس انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في أوائل ستينيات القرن الماضي، في عملية شابتها أعمال عنف ومواجهات كان أعنفها في منطقة القبائل.

وأدلى الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة بصوته أمس وهو على كرسي متحرك في الانتخابات التي يبقى الأوفر حظا للفوز بها رغم متاعبه الصحية.

ويقف حزب جبهة التحرير الوطني وحركات ونقابات حليفة وراء بوتفليقة (77 عاماً) مما يشيع اعتقادا بأن فوزه بخمس سنوات أخرى في الرئاسة شبه مؤكد بعد 15 عاماً قضاها في السلطة.

وبث التلفزيون الحكومي صور بوتفليقة وهو يدخل مكتب التصويت في الأبيار بأعالي العاصمة الجزائرية وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين ويرافقه عدد من أفراد عائلته هم: اخوه ناصر مع ابنه وأخوه الاصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية.

وحيا بوتفليقة، الذي لم يظهر أمام الجزائريين منذ سنتين، المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم بإصبع يده اليسرى في سجل الناخبين دون ان يدلي باي تصريح.

بن فليس والأزمة

وغير بعيد عن حي الأبيار، صوت منافسه الأكبر علي بن فليس في حيدرة حيث ذكّر بتحذيره من التزوير، قائلاً: «إما أن العملية الانتخابية تكون نظيفة نقية غير مشوبة بالتزوير وتذهب الجزائر إلى المستقبل والأمان وإن كان عكس ذلك فإن الأزمة ستتعمق». وأضاف بن فليس: «أعلموني أن التزوير بدأ في بعض الأماكن وسأعلق على ذلك عندما تصلني كل المعلومات».

ويتنافس في الانتخابات بالإضافة إلى بوتفليقة وخصمه الأول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون ورئيس حزب جبهة المستقبل عبدالعزيز بلعيد ورئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية.

ويعمل على تأمين الانتخابات، التي من المتوقع إعلان نتائجها الأولية اليوم، أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للإدلاء بأصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت.

وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني تجنيد 186 الف شرطي لتأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية امس «في 27582 مكتب اقتراع تابع لقطاع الاختصاص».

من جهتها، جندت قوات الدرك الوطني المكلفة بالأمن في المناطق الريفية أكثر من 78 ألف دركي بالاضافة الى الضباط المشرفين عليهم.

حرق مقرات

ورغم عملية التجييش لكل هذه الأعداد، أقدم المعارضون لإجراء انتخابات الرئاسة صباح أمس على حرق صناديق اقتراع، كما دخل بعضهم في صدامات مع الأجهزة الامنية مما تسبب في إصابة أكثر من 100 شخص بينهم 30 رجل أمن.

واندلعت المواجهات بين عشرات المتظاهرين ورجال الامن بمنطقة رافور في بلدة امشدالة بولاية البويرة بمنطقة القبائل (95 كيلومترا شرق الجزائر العاصمة) مما تسبب في غلق الطريق الوطني رقم 26 في وجه حركة السير.

وأوضحت مصادر محلية أنه جرى مهاجمة مركز انتخاب وحرق جميع صناديق الاقتراع التي يحويها. وأشارت صحيفة «الوطن»، على موقعها الالكتروني، إلى حرق صناديق الاقتراع بالمركز الانتخابي «خابر محمد» بمنطقة سهاريج بولاية البويرة، مشيرة الى جو متوتر بمناطق اغبالو، فيما أشار الموقع الإخباري الالكتروني «كل شيء عن الجزائر» الى تخريب مركز انتخاب بوسط بلدة امشدالة.

وفي بلدة آيت رزين بأقبو بولاية بجاية شرق الجزائر، أحرق مجهولون مكتب اقتراع، بينما هدأت الأوضاع في ولاية غرداية التي تشهد منذ 10 أيام مواجهات مذهبية وعرقية، وتوجه الناخبون إلى مكاتب التصويت استجابة لنداء وجهه أعيان المدينة.

توتر واحتقان

وعشية انطلاق السباق الرئاسي، فرقت الشرطة الجزائرية احتجاجاً مناهضاً للحكومة بعد محاولة من مجموعات حركة بركات «كفى» تنظيم اعتصام بوسط العاصمة قبل أن يحيط بها رجال الشرطة ويجرون أفرادها بعيدا.

وقال محتج يدعى ماسي: «نحن ننفذ هذا الاعتصام للتنديد بهذه المسرحية الانتخابية. نحن نتظاهر سلميا ولا ندعو إلى ثورة أو نحاول إثارة المتاعب».

وفرقت الشرطة عدة مجموعات صغيرة من المحتجين بعضهم كان يلوح بالعلم الجزائري بلونيه الأبيض والأخضر. وقوبلت بعض المجموعات بأنصار للرئيس بوتفليقة يهتفون تأييدا له.

والمظاهرات في الجزائر محظورة منذ سقط عدد من الأشخاص قتلى في اشتباكات خلال احتجاج عام 2001.

ترشح ومقاطعة

ويترشح بوتفليقة لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية التي اعقبت اصابته بجلطة دماغية العام الماضي استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة اشهر للعلاج في باريس. ومازال يخضع لإعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق.

وقاطع التصويت أمس تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور، مجددين الدعوة لـ»مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 أبريل».

وشكلت نسبة المشاركة في الانتخابات تحديا دائماً بالنسبة للسلطة، المتهمة بتزويرها تماماً كما تزور نتائج التصويت، بحسب المعارضة.

وتنبأ رئيس حركة مجتمع السلم أكبر حزب اسلامي بأن «الانتخابات ستكون مزورة وسيعلن رئيس الجمهورية رئيساً للولاية الرابعة».

ودعا بوتفليقة، الذي غاب عن تنشيط الحملة الانتخابية، الجزائريين الى التصويت وعدم الاستجابة لنداء المقاطعة. وبالنسبة الى بوتفليقة الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية بسبب مرضه فإن «الامتناع عن التصويت إن كان من باعث نزعة عبثية، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الامة وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها».

(الجزائر- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

حكام الجزائر بعد الاستقلال

منذ استقلال الجزائر في 1962 حكمها سبعة رؤساء لم يغادر واحد منهم منصبه بالانتخاب، فأحمد بن بلة (1962-1965) أزيح من منصبه بانقلاب وزير دفاعه العقيد هواري بومدين، الذي بقي في السلطة 13 سنة قبل أن يغيبه الموت في 1978.

وخلف بومدين العقيد الشاذلي بن جديد باعتباره الأقدم في أعلى رتبة في الجيش، ولم يترك منصبه إلا في 1992 باستقالة تحت ضغط من الجيش، ليتم تشكيل رئاسة جماعية (المجلس الاعلى للدولة) يقودها محمد بوضياف الذي اغتيل في السنة نفسها.

وخلف بوضياف علي كافي، الذي خرج من السلطة بعد نهاية ولاية المجلس الأعلى للدولة في 1994 ليتولى الرئاسة الجنرال اليمين زروال الذي قرر الاستقالة في 1998 وتنظيم انتخابات مبكرة فاز بها بوتفليقة في 1999 ليحكم البلاد لثلاث ولايات متتالية.

وفي انتخابات عام 2009 فاز بوتفليقة الذي شارك في حرب استقلال الجزائر بنحو 90 في المئة من الأصوات. وفي 2004 خسر بن فليس أمام بوتفليقة في انتخابات قال إنها شابها التزوير.

back to top