ملك إسبانيا يختتم زيارة الكويت برعاية منتدى اقتصادي

نشر في 17-04-2014 | 00:05
آخر تحديث 17-04-2014 | 00:05
الغانم: المملكة في المرتبة 16 بين الدول المصدرة للكويت والـ 23 بين المستوردة
اختتم ملك إسبانيا زيارته للبلاد برعاية الملتقى الاقتصادي بين رجال الأعمال الكويتيين والإسبان، والذي تخللته كلمات دعت إلى ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يواكب العلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة بينهما.

غادر البلاد ظهر أمس ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول والوفد الرسمي المرافق له، بعد زيارة رسمية للبلاد استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

وكان على رأس مودعي الملك على أرض المطار صاحب السمو، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، فضلاً عن الوزراء وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.

منتدى اقتصادي

وكان ملك اسبانيا استقبل قبيل مغادرته البلاد وفدا من رجال الاعمال الاسبان ورجال الاعمال الكويتيين، في منتدى اقتصادي أقيم تحت رعايته، في الخيمة الأميرية بقصر بيان, حيث ألقى كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى عمق العلاقات بين الكويت وبلاده، والتي تمتد إلى 50 عاما تمكن خلالها البلدان من التقدم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما وقفت إسبانيا بجانب الكويت، لاسيما في اصعب الظروف التي عرفتها في تاريخها الحديث.

وأضاف: "لقد عملنا معا خلال السنوات الاخيرة، إسبانيين وكويتيين، من اجل تحقيق تلك الرغبة في افضل الظروف، وقد ساهم الاتفاق من اجل الحماية المتبادلة للاستثمارات والاتفاقية من اجل تفادي الازدواج الضريبي، الى جانب ادوات اخرى، في تعزيز التعاون"، كما شكل توقيع مذكرة التفاهم في مجال البنية التحتية للمواصلات امس "خطوة اضافية نحو غايتنا المشتركة".

وتابع: "إنني أشجع الشركات الكويتية على اغتنام الفرص التي يقدمها بلدنا في هذه المرحلة الجديدة، كما ان العيد الخمسين لتأسيس علاقاتنا يدعونا إلى الدفع قدما نحو مزيد من التعارف بين شعبينا".

وأشاد بجهود الكويت في دعم العمل الإنساني في أنحاء العالم، حيث أظهرت نشاطات كريمة حيال المأساة التي تعيشها سورية, مبيناً ان "النزاع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين مصدر قلق عميق".

 واعتبر أن ترؤس سمو الأمير دورتي جامعة الدولة العربية ومجلس التعاون الخليجي سوف يتيح لسموه فرض الاعتدال والإحساس بالمسؤولية اللذين يميزان الكويت، وبذلك سيساهم مع الشركاء في الاتحاد الاوروبي والدول الصديقة في العالم العربي وكافة الامم للتوافق والوئام في ارساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مبيناً أن "اسبانيا ستكون دائما بجانبكم في هذا المسعى لاننا نتشارك الهدف نفسه".

تنمية العلاقات

ثم ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة د. عبدالمحسن المدعج كلمة اشار فيها الى العلاقة التاريخية المتميزة التي تربط الكويت وإسبانيا والتي نأمل أن تزدهر على كل الصُّعُد والمستويات، مضيفا أن "اهتمام ملك اسبانيا بالمنتدى الاقتصادي الذي يجمع رجال الاعمال في الكويت واسبانيا خير دليل على حرصها البالغ على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا الصديقين وتطوير مجمل العلاقات الثنائية".

تعزيز التعاون

بدوره، ألقى رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم كلمة اعرب فيها عن اعتزاز الغرفة بالمشاركة في المنتدى الاقتصادي والمساهمة في تحقيق مزيد من التعاون بين البلدين، بالتزامن مع الاحتفال بمرور خمسين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت واسبانيا.

وقال الغانم: "من السهل ان نتكلم باسهاب واعجاب عن العلاقات الكويتية الإسبانية المتميزة من صعيد الصداقة والاحترام بين القيادتين الى مستوى المحبة والانسجام في الدفاع عن قيم الحرية والعدل بين الشعبين، ومن السهل ان نتكلم باسهاب واعجاب عن عمق البعد التاريخي وغنى التفاعل الحضاري بين إسبانيا والعالم العربي، غير ان هذا يبقى كنزا مخبوءاً في صدر الماضي ما لم نوظفه بذكاء وحماس في خدمة تشكيل الحاضر ورسم تطلعات المستقبل".

وتابع: "في اطار مشهد الحاضر نلاحظ انه على مدى السنوات العشر 2003-2012 تضاعف اجمالي حجم التبادل التجاري السلعي بين بلدينا قرابة ثلاثة مرات ونصف المرة ليصل الى ما قيمته 610 ملايين دولار أميركي"، مبيناً أن إسبانيا تحمل الرقم 16 بين الدول المصدرة للكويت والرقم 23 بين الدول المستوردة منها.

ولفت الغانم إلى أنه "اذا كان من دلالات هذا المشهد تطور حجم التبادل التجاري بنسبة متواضعة، فإن من دلالاته ايضا اتساع الافاق المستقبلية للتعاون بين البلدين في ميادين التجارة والسياحة والاستثمار وفي مجالات المقاولات والبنية الاساسية وبناء السفن"، مضيفاً: "يحضرني هنا ما سبق ان ذكرته امامكم يا صاحب الجلالة من ان الاقتصاد الإسباني لم يحظ بعد بما يمكن اعتباره حصة عادلة من انشطة القطاعين العام والخاص في الكويت، مقارنة بما حظيت به الاقتصادات الصناعية الاخرى. وأكرر اليوم ما سبق لي قوله حينئذ من ان المسؤولية في هذا التقصير مسؤولية مشتركة يتحمل كل من الجانبين الإسباني والكويتي قسطه منها".

وبيّن أن لدى الجانبين آمالا عريضة ومبررة في ان تكون هذه الزيارة الملكية وهذا المنتدى الحافل دفعة قوية في هذا الاتجاه، معتبراً أن "مما يبشر بالخير ما لاحظناه مؤخرا من مساهمة واضحة للشركات الإسبانية في انجاز عدد من مشاريع البنية التحتية في الكويت، وما نراه من حضور واضح في هذا اللقاء لمثل هذه الشركات ذات الخبرة والمقدرة على ان تأخذ حصة عادلة في المشاريع التنموية الكويتية".

وأعرب عن اعتقاده بأن "زملاءنا وشركاءنا من مجتمع الاعمال الإسباني على دراية ومعرفة بالفرص الكبيرة التي تتيحها لهم المشاريع العملاقة المزمع تنفيذها في الكويت خلال السنوات المقبلة بموجب خطط التنمية المتعاقبة ضمن اطار الاهداف التنموية الاستراتيجية بعيدة المدى ورؤية الكويت عام 2035"، مشيراً إلى أن غالبية هذه المشاريع ستنفذ بمشاركة القطاع الخاص من خلال برامج الـ(بي او تي) و(بي بي بي) التي ستحتاج الى شركاء استراتيجيين من الخارج بخبرات وإمكانات وتقنيات دولية عالية، "وأعتقد جازما ان بلدكم الصديق يمتلك كل هذه المقومات".

كما تضمن اللقاء عددا من الكلمات لبعض المسؤولين ورجال الاعمال من الجانب الإسباني، وقد تم فيه تقديم هدية تذكارية لملك إسبانيا بهذه المناسبة.

back to top