الوزير الإستوني أوسينوفسكي: ما من حزب لدينا قد يدعو إلى الانفصال

نشر في 17-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-04-2014 | 00:01
No Image Caption
في مقابلة مع يان بول من «شبيغل»، يؤكد يفغيني أوسينوفسكي، السياسي الوحيد من الأقلية الروسية الذي يتولى منصب وزير في الحكومة الإستونية، أنه لا يخشى أن يسعى بوتين إلى تكرار أزمة القرم في دول البلطيق. ويوضح أن الأقلية الروسية مرتبطة بعمق بأوروبا.
تضمّ ليتوانيا، لاتفيا، وإستونيا، كلها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي (منذ 2004)، مجموعة كبيرة تنتمي إلى الإثنية الروسية. ويشكّل هؤلاء الروس في مدن كثيرة، مثل نارفا في إستونيا، الأكثرية. رغم ذلك، لا يعتقد يفغيني أوسينوفسكي أن روس البلطيق يريدون الانضمام إلى منطقة نفوذ بوتين. ويُعتبر وزير التعليم والأبحاث (28 سنة) هذا، الذي عُيّن الشهر الماضي، أول سياسي من الأقلية الروسية ينضم إلى الحكومة الإستونية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.

تحدث أوسينوفسكي إلى {شبيغل} عن الأقلية الروسية في بلده ضمن إطار الأزمة الأوكرانية، وتنامي المخاوف من سعي الرئيس الروسي إلى زعزعة منطقة البلطيق.

هل تشعر بأن انتماءك الروسي أقوى من الإستوني؟

يختلف ذلك وفق الظروف. فعندما أكون خارج البلد، أعتبر نفسي إستونياً وأوروبياً. أما في الوطن، فأقول إني إستوني ناطق بالروسية.

تُعتبر الروسية اللغة الأم لأكثر من ربع سكان إستونيا البالغ 1.3 مليون إستوني. فهل تتمتع بالولاء ذاته؟

يعتبر معظم هؤلاء أنفسهم على الأرجح روساً، إلا أن هذا لا يعني مطلقاً أنهم متورطون في الصراع الدائم مع الشعب الإستوني. وما من حزب في البلد قد يدعو إلى الانفصال عن إستونيا. لا تتمتع الأقلية الروسية حتى بحزب قوي.

هل تخشى أن تسعى موسكو إلى تأجيج المشاعر القومية بغية اختلاق عذر يسمح لها بتنفيذ غزو، كما حدث في القرم؟

يختلف الوضع هنا عن القرم. صحيح أننا شهدنا في الماضي محاولات من الجانب الروسي لإثارة بعض الاضطرابات، إلا أنها لم تنجح. لا أعرف أحداً يعتبر بوتين حاميه أو يفضل العيش في روسيا بدل إستونيا. لا شك في أن روساً كثراً هنا يشاهدون التلفزيون الروسي الرسمي، ما يجعل أزمة القرم تبدو أقل خطورة وسوداوية في نظرهم. لكن نصفهم، على الأقل، يؤيد فكرة أن بوتين انتهك القانون الدولي بضم القرم.

قبل سبع سنوات، وقعت صدامات بين الشبان الروس ورجال الشرطة في إستونيا لأن السلطات نقلت نصباً تذكارياً يعود إلى الجيش السوفياتي. لكنك تذكر اليوم أن هذا التوتر اختفى فجأة وبالكامل.

لا شك في أن أسباب التوتر ما زالت كثيرة. فمعدل البطالة أعلى بين الروس مقارنة بسائر فئات الشعب. كذلك تواجه السلطات الإستونية تحدياً في تعديل نظام تعليم اللغة الروسية ليتلاءم مع المعايير الإستونية. فضلاً عن ذلك، يشمل تاريخنا مسائل شائكة، فيعتبر إستونيون كثر أن الروس منحدرون من قوة محتلة أرغمت البلد على الاندماج مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية. لكن الدراسات الأخيرة أظهرت غياب التوترات، على الصعيد الشخصي، على الأقل. فقد ذكر نحو 95% ممن استُطلعوا أنهم يملكون صورة إيجابية عمن يعرفونهم من المجموعة الأخرى.

هل يشعر من ينتمون إلى  الأقلية الروسية في إستونيا بأنهم حقاً مواطنون في الاتحاد الأوروبي؟

يميل الشبان خصوصاً، بغض النظر عما إذا كانوا ينتمون إلى الإثنية الروسية أو الإستونية، إلى التمسك بهويتهم كمواطنين في الاتحاد الأوروبي. فيقصدون دولاً غربية بهدف التعلّم أو العمل. كذلك يدركون تماماً ما تقدّمه لهم أوروبا: الديمقراطية، الحرية، والدخل الأكبر. لكنهم فخورون بالحفاظ على الثقافة الروسية في أوروبا. ويزعجهم أن يحاول بوتين احتكار هذا الأمر.

back to top