السعيد: القراءة بدأت في الحضارة الدلمونية

نشر في 17-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-04-2014 | 00:02
في محاضرة تاريخية استضافها ديوان العجيري

استضاف ديوان د. صالح العجيري أمسية أثرية لملتقى فيلكا الثقافي بعنوان «الخصوصية الدلمونية والعمومية العراقية».
بينما شدد الكاتب محمد السعيد على أن علم القراءة بدأ في الحضارة الدلمونية، قال إن بلاد الرافدين شهدت المحاولات الأولى في علم الكتابة، معتبراً أن الدلمونيين يصهرون النحاس إلى سبائك ويعيدون تصديرها.

جاء ذلك ضمن محاضرة أثرية بعنوان «الخصوصية الدلمونية والعمومية العراقية»، التي نظمها ملتقى فيلكا الثقافي في ديوان د. صالح العجيري، وقدم فيها الكاتب محمد السعيد قراءة متنوعة لمجموعة من الأختام الدلمونية وما تختزله من طقوس دينية ورؤى ثقافية.

يعتمد الكاتب محمد السعيد على نظريات علمية ورؤى فلسفية في فك رموز الأختام عبر تطبيق مقاييس النظريات على ما يحتويه الختم من رموز وأشكال متنوعة لها بعدها الديني، ومدلولها الثقافي النابع من واقع سياق الحياة في تلك الفترة.

نص أسطوري

في البداية، قرأ السعيد نصاً أسطورياً للفيلسوف الألماني هيغل، يقدم فيه رؤاه عن الحضارة الفينيقية، لاسيما مسألة صناعة النحاس وقضايا بحرية، حيث يتحدث هيغل عن الملاحة في البحر والصناعة التي تتحول إلى أشكال متعددة من أجل انتفاع البشر بها واستخدامها في الزينة أو التجارة، معتبراً أن البحر هو المعلم لهؤلاء الأفراد، إذ يغرس في نفوسهم الاعتماد على الذات.

صناعة التعدين

واستطرد السعيد في الحديث عن مضمون نص هيغل، مبيناً أن حضارة دلمون عرفت صناعة التعدين لأول مرة في التاريخ، حيث كان الدلمونيون يصهرون النحاس إلى سبائك ويعيدون تصديرها إلى بلاد الرافدين، وهو ما دشن للانقلاب الذكوري.

معركة ضارية

كما استعرض السعيد نصاً آخر يتعلق بأسطورة «مردوخ» كبير آلهة البابليين والآلهة «تعامت»، حيث نشبت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها مرودخ ونظم الكون وفقاً للنص الأسطوري: «بينما آلهة المعركة تشحذ أسلحتها، ثم تقدم كل منهما في الاتجاه الذي يؤدي إلى الآخر، تعامت ومردوخ أحكم الآلهة، اشتبكا في قتال فردي، والتحما في عِراك «مميت»، نشر الرّب شبكته واحتواها في داخلها».

أختام فيلكا

عقب ذلك، قدّم السعيد قراءة في مجموعة من الأختام الدلمونية، وفسرها في ضوء النصوص الأسطورية، منتقياً مجموعة أختام من «منطقة الخضر» في جزيرة فيلكا التي تتعلق بالقمر وتؤكد ما جاء في النص الأسطوري، كما تحدث السعيد عن الإله الأسطوري «إدد» إله البرق والطقس، مشيراً إلى أنه يشكل أهمية كبيرة في فيلكا باعتباره إله الفكرة البارقة.

علم الكتابة

وأكد السعيد في نهاية محاضرته، أنه إذا كانت بداية علم الكتابة تعود إلى حضارة بلاد الرافدين، فإن علم القراءة بدأ في الحضارة الدلمونية، مشدداً على أن احتضان فيلكا لمعبد إله الكتابة لا يأتي من فراغ، بل يشير إلى انشغال المنطقة بفعل الدلالة وكيف تتكون، وأن هذه الأختام الدلمونية تعبير عن هذه الدلالة.

نقاش

ثم فتح باب النقاش، وتحدث الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب عبدالحميد الشهاب قائلا، إن النحاس معروف أنه في الحضارات القديمة كان يستخدم في صناعة الأسلحة، وكان يتم صهره وله وكلاء في البحرين، لضبط وزنه، ثم ينتقل من فيلكا إلى بلاد الرافدين.

وتابع: ان «منطقة الخليج لم تكن متوحدة مع أي حضارة أخرى بقدر ما كانت لديها القدرة على استقبال هذه الحضارة، بفضل وجودها على شواطئ الخليج الذي كان مزيجاً من حضارات متعددة».

وأشار إلى أن الكثير من رموز الأختام مازالت مجهولة، وانه يرجح أن أسطورة جلجامش أقرب الأساطير لفك رموز دلمون.

back to top