الأغلبية الصامتة: تفكيك اللغم

نشر في 17-04-2014
آخر تحديث 17-04-2014 | 00:01
 إبراهيم المليفي لقد كان بالإمكان تخيل بعض المسارات التي تحمل للحكومة الحالية مؤشرات الخطر ولكن بعد جلسة «تفكيك» اللغم سياسيا لم يعد هناك أي جدوى من تحميل الوضع أكثر مما يحتمل لأن كل «الكلام» خلص، وتم «الخوض» في كل التفاصيل، ووصلنا إلى مرحلة يمكن ويمكن، والأمر الآن متروك للقضاء، «وتوتة توتة وخلصت الحدوتة».

الفهد يمكث في النيابة لمدة خمس ساعات، والمعارضة تعقد ندوتها التصعيدية في نفس الليلة، والنائب علي الراشد يوجه 27 سؤالاً عن "الشريط"، وائتلاف المعارضة ينجز صياغة مشروعه السياسي، وحساب كرامة وطن الراقد في العناية المركزة منذ 10 أشهر عاد إلى الوعي بإبرة منشطة، تتداخل عوامل مساعدة أشبه بالـ"بونص" مثل التصريح الصريح للنائب عبدالله التميمي عن تلقيه الأموال من رئيس الحكومة لصرفها في أعمال الخير، وانفجار داخل مجلس الأمة تمثل بالإعلان عن قرب تقديم استجواب ثلاثي لرئيس الحكومة بسبب تصريحات التميمي.

هي سلسلة أحداث متلاحقة، قوتها في ترابطها وتلاحقها لأنها لو كانت فردية ومنفصلة لأمكن ابتلاعها وتصريفها بسهولة ويسر، تخيلوا موضوع الفهد لوحده صدقوني سيستهلك يومين وينتهي بهاشتاق يحل مكانه عن كويتي مفقود في تايلند، وتخليوا لو أن ندوة المعارضة كانت في سياق منفصل لكان مصيرها مثل مصير الندوات الأخيرة التي فقدت بريقها وحضورها الجماهيري، وتخيلوا لو أن الحديث فقط عن مشروع سياسي للإصلاح، أنا متأكد أن الحوار سيكون بين المؤيدين والمؤيدين فقط لأن زمن الأغلبية المبطلة انتهى منذ زمن طويل، حساب كرامة "نشف ريق" المنادين له بالعودة للاعتراض على أوضاع البلد مرات ومرات، ولكنه أبى إلا أن يغيب عن الوعي، وفجأة قرر العودة، يتبقى استجوابات "الريس" التي سبق التعامل معها، ومع كل الاستجوابات الأخرى بأقل المجهودات والتكاليف، ولا جديد في مصير أي استجواب جديد، ما عدا الأخير لأنه أتى مترابطاً مع سلسلة الأحداث الأخيرة.

لقد كان بالإمكان تخيل بعض المسارات التي تحمل للحكومة الحالية مؤشرات الخطر ولكن بعد جلسة "تفكيك" اللغم سياسيا لم يعد هناك أي جدوى من تحميل الوضع أكثر مما يحتمل لأن كل "الكلام" خلص، وتم "الخوض" في كل التفاصيل، ووصلنا إلى مرحلة يمكن ويمكن، والأمر الآن متروك للقضاء، "وتوتة توتة وخلصت الحدوتة".

 انتهت الملهاة ومكثت ملفات البلد العالقة في الأذهان لا ترحل ولا تعطينا خيارات تجاهلها أو تأجيلها، لأنها الواقع، والواقع لا يمكن تغييره بدون عمل، فأين العمل؟

وأين العمال؟

back to top