خرافات شائعة عن السرطان... اكتشف حقيقتها

نشر في 12-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 12-04-2014 | 00:02
يكفي أن تكتب كلمة «سرطان» على محرك البحث «غوغل» كي تشاهد ملايين الصفحات الإلكترونية. كما أن عدد الفيديوهات التي ستجدها على موقع «يوتيوب» عند كتابة عبارة «علاج السرطان» كبير بالقدر نفسه.

وتكمن المشكلة في واقع أن المعلومات الهائلة التي تتوافر على الشبكة تفتقر إلى الدقة في أفضل الأحوال أو تكون مضلِّلة على نحو خطير في أسوأ الأحوال. وتكثر الصفحات التي ترتكز على الأدلة ويسهل فهمها عن السرطان، لكن ثمة عدداً موازياً (أو أكثر) من الصفحات التي تنشر الخرافات.

قد يصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، لأن المعلومات غير الدقيقة تبدو منطقية جداً. لكن عند الغوص في العمق والنظر إلى الأدلة، يسهل دحض الكثير من {الحقائق} الشائعة.

نريد وضع الأمور في نصابها لتصحيح 10 خرافات نسمعها دوماً عن السرطان. استناداً إلى الأدلة، وليس الخطابات أو الحكايات الشعبية، في ما يلي الحقائق التي تعرضها الأبحاث الموثوقة.

1

الخرافة الأولى: السرطان هو مرض

معاصر من صنع البشر

ربما أصبحت هذه الفكرة شائعة في أوساط الوعي العام اليوم أكثر من الأزمنة الغابرة، لكنّ السرطان ليس مجرد مرض «معاصر» من صنع البشر أو آفة شائعة في المجتمع الغربي. السرطان موجود منذ ظهور البشر. وقد وصفه الأطباء المصريون واليونانيون منذ آلاف السنين، كما اكتشف الباحثون مؤشرات بارزة للسرطان في هيكل عظمي يعود إلى 3 آلاف سنة.

صحيح أن الأمراض العالمية المتعلقة بأسلوب الحياة مثل السرطان تبدو في ازدياد، لكنّ أبرز عامل خطر للإصابة بالسرطان يتعلق بالسن.

بكل بساطة، يعيش عدد إضافي من البشر لفترة كافية كي يصابوا بالسرطان، وذلك بسبب نجاحنا في معالجة أمراض مُعدية ووجود أسباب تاريخية أخرى للوفاة مثل سوء التغذية. من الطبيعي أن تتراكم أضرار الحمض النووي في خلايا الجسم مع التقدم في السن، وقد يؤدي هذا النوع من الضرر إلى تطور السرطان.

نستطيع الآن، أيضاً، تشخيص الأنواع السرطانية بدقة أكبر، وذلك بفضل التقدم الحاصل في مجالات الفحص والتصوير وعلم الأمراض.

تجتمع عوامل الحمية الغذائية وأسلوب الحياة وأمور أخرى، مثل تلوث الهواء، لتؤثر بشدة على خطر الإصابة بالسرطان (التدخين مثلاً مسؤول عن ربع حالات الوفاة الناجمة عن السرطان في بريطانيا)، لكن لا يعني ذلك أن المرض معاصر بالكامل أو أنه من صنع البشر. تتعدد الأسباب الطبيعية للسرطان: على سبيل المثال، تنجم حالة سرطان واحدة من أصل ستة عالمياً عن فيروسات وجراثيم.

2

الخرافة الثانية: «الأغذية الخارقة»

تمنع السرطان

التوت البري، جذر الشمندر، البروكلي، الثوم، الشاي الأخضر... واللائحة تطول! ما من مأكولات تحمل اسم {أغذية خارقة} مع أن آلاف المواقع الإلكترونية تدّعي عكس ذلك. إنه مصطلح تسويقي ويُستعمل لبيع المنتجات ولا أساس علمياً له.

لا يعني ذلك ألا نفكر بما نأكله. لا شك في أن بعض الأغذية تُعتبر صحية أكثر من غيرها. يمكن أن يكون التوت البري أو كوب من الشاي الأخضر جزءاً من حمية صحية ومتوازنة. تخزين الفاكهة والخضار نهج ممتاز، ومن المفيد أيضاً تناول خضروات مختلفة، لكن لا نفع من اختيار أصناف معينة منها.

الجسم معقد وينطبق الأمر نفسه على السرطان. بالتالي، نبالغ في تبسيط الأمور حين نعتبر أن أي غذاء يستطيع، وحده، أن ينعكس بشدة على احتمال الإصابة بالسرطان.

يشير تراكم الأدلة المتزايدة على، مرّ العقود، إلى حقيقة بسيطة ومألوفة: لتخفيض خطر السرطان، تقضي أفضل طريقة بتطبيق سلوكيات صحية على المدى الطويل مثل الامتناع عن التدخين، متابعة تحريك الجسم، الحفاظ على وزن صحي، والحد من استهلاك الكحول.

3

الخرافة الثالثة: الحميات الحمضية

تسبب السرطان

لا تزال بعض الخرافات عن السرطان مستمرة بشكل مفاجئ، مع أنها لا تتماشى، بأي شكل، مع قواعد علم الأحياء الأساسية. تعتبر إحدى الأفكار الشائعة أن الحميات «الحمضية» المفرطة تجعل الدم «حمضيّاً جداً»، ما قد يرفع خطر السرطان. يقترح مؤيدو تلك النظرية الحل التالي: يجب تكثيف استهلاك المأكولات «القلوية» التي تُعتبر أفضل من الناحية الصحية مثل الخضروات الخضراء والفاكهة (منها الليمون! يا لهذه المفارقة!).

هذه الفكرة سخيفة من الناحية البيولوجية. صحيح أن الخلايا السرطانية لا تعيش في بيئة قلوية مفرطة، لكن ينطبق الأمر نفسه على أي نوع من الخلايا الأخرى في الجسم.

يكون الدم قلوياً بعض الشيء. وتتولى الكلى تنظيم هذا الوضع ضمن نطاق ضيق وصحي جداً. لا يمكن تغيير هذه البيئة، لفترة معينة، من خلال مأكولات نستهلكها. صحيح أن تناول خضروات خضراء خيار صحي، لكن لا يحصل ذلك بسبب حجم البيئة الحمضية أو القلوية في الجسم.

ثمة ظاهرة اسمها {الحماض}، حالة فيزيولوجية تحصل حين تعجز الكلى والرئتان عن الحفاظ على توازن الرقم الهيدروجيني (قياس للحموضة) في الجسم. ينجم ذلك، عموماً، عن مرض خطير أو حالة تسمم. قد تهدد تلك الحالة حياة الناس وتتطلب عناية طبية عاجلة، لكن لا يقتصر الأمر على اتباع حميات حمضية مفرطة.

نعلم أن البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية قد تصبح حمضية. يحصل ذلك بسبب طريقة الأورام المختلفة في إنتاج الطاقة واستعمال الأكسجين مقارنةً بالأنسجة الصحية. يجتهد الباحثون لفهم طريقة حصول ذلك بهدف تطوير علاجات أكثر فاعلية للسرطان.

لكن ما من أدلة وافية تثبت أن الحمية يمكن أن تتلاعب بالرقم الهيدروجيني في الجسم أو يمكن أن تؤثر على السرطان.

4

الخرافة الرابعة: السرطان يتغذى من

السكريات

ثمة فكرة أخرى نصادفها كثيراً مفادها أن السكّر {يغذي الخلايا السرطانية}، ما يعني ضرورة حذفه بالكامل من حمية المريض.

إنها نظرية عقيمة ومبسّطة أكثر من اللزوم في مجال بالغ التعقيد بدأنا نفهمه للتو.

{السكر}، مصطلح شامل، يشير إلى مجموعة من الجزيئات تشمل سكريات بسيطة موجودة في النباتات، مثل الغلوكوز والفركتوز. المادة البيضاء داخل العبوة الموجودة على مائدتنا تسمى {سكر القصب} وهي مصنوعة من الغلوكوز والفركتوز معاً. السكريات كافة  عبارة عن كربوهيدرات (جزيئات مصنوعة من الكربون والهيدروجين والأكسجين).

تتفكك الكربوهيدرات (سواء في الكعك أو في الجزر) داخل الجهاز الهضمي لإطلاق الغلوكوز والفركتوز. يتم امتصاص هذه المواد في مجرى الدم لإنتاج الطاقة ومتابعة العيش.

تستعمل خلايانا، سواء كانت سرطانية أو لم تكن كذلك، الغلوكوز للحصول على الطاقة. بما أن الخلايا السرطانية تنمو في العادة بوتيرة فائقة السرعة مقارنةً بالخلايا السليمة، فهي تطلب الكثير من هذا الوقود. تبرز أدلة أيضاً على أنها تستعمل الغلوكوز وتنتج الطاقة بطريقة مختلفة عن الخلايا السليمة.

يعمل الباحثون على فهم الاختلافات في استعمال الطاقة بين أنواع السرطان والخلايا السليمة، ويحاولون استعمالها لتطوير علاجات أفضل.

لكن لا يعني ذلك أن السكر في الكعك والحلويات ومأكولات أخرى غنية بالسكر يغذي الخلايا السرطانية أكثر من أي نوع آخر من الكربوهيدرات. لا يختار جسمنا الخلايا التي تحصل على وقود معين. بل يحوّل الكربوهيدرات التي نأكلها إلى غلوكوز وفركتوز وسكريات بسيطة أخرى، ثم تمتصها الأنسجة حين تحتاج إلى الطاقة.

من المنطقي أن نحدّ من المأكولات الغنية بالسكر كجزء من حمية صحية عامة وأن نتجنب اكتساب الوزن، لكن لا يعني ذلك، بأي شكل، أن المأكولات الغنية بالسكر تغذي الخلايا السرطانية.

تشوّه الخرافات عن {الحمية الحمضية} و«السكر الذي يغذي السرطان} النصائح الغذائية المنطقية: لا نقول، طبعاً، إن الحمية الصحية ليست خطوة مهمة بالنسبة إلى إصابات السرطان. لكن يجب أن ترتكز التوصيات على حقائق غذائية وعلمية. إذا أردنا تقديم نصائح عن الحمية المناسبة لتخفيض خطر السرطان، تشير الأبحاث إلى أن التوصيات المملة عن الأكل الصحي لا تزال صحيحة. تُعتبر الفاكهة والخضار والألياف واللحوم البيضاء والأسماك مفيدة، عكس الكميات المفرطة من الدهون والملح والسكر واللحوم الحمراء أو المصنعة والكحول.

5

الخرافة الخامسة:

السرطان أحد أنواع

الفطريات...

وبيكربونات

الصوديوم هو

العلاج الشافي!

هذه «النظرية» مستوحاة من ملاحظة غير دقيقة مفادها أن «السرطان يكون أبيض اللون دوماً».

لكن ثمة مشكلة واضحة في هذه الفكرة: عدا أن الخلايا السرطانية ليست فطرية في الأصل، لا يكون السرطان أبيض اللون دوماً. لكنّ بعض الأورام تكون بيضاء عكس البعض الآخر. يكفي أن نسأل أي اختصاصي في علم الأمراض أو جراح متخصص بالسرطان، أو نلقي نظرة على الصور التي يعرضها محرك غوغل (لكن ننصحك بألا تفعل ذلك بعد الغداء...).

يقول مؤيدو هذه النظرية إن السرطان ينجم عن التهاب يسببه فطر المبيضات، وتعكس الأورام محاولة الجسم حماية نفسه من ذلك الالتهاب.

لكن ما من أدلة على صحة ذلك.

كذلك، يمكن أن يصاب كم كبير من الأشخاص الأصحاء بفطر المبيضات: إنه جزء من مجموعة طبيعية من الميكروبات التي تعيش داخل أجسامنا (وعليها). يتفقد جهاز المناعة المبيضات في العادة، لكن يمكن أن تتفاقم الالتهابات عند أصحاب المناعة الضعيفة مثل حاملي فيروس نقص المناعة البشرية.

يقضي {الحل البسيط} بحقن الأورام بصودا الخبز (أو بيكربونات الصوديوم). حتى أنه ليس العلاج المستعمل لمعالجة الالتهابات الفطرية، فكيف بالحري السرطان؟ في المقابل، ثمة أدلة وافية على أن جرعات مرتفعة من بيكربونات الصوديوم قد تؤدي إلى عواقب خطيرة أو حتى قاتلة.

تشير بعض الدراسات إلى أن بيكربونات الصوديوم قد تؤثر على أنواع السرطان المزروعة في الفئران أو الخلايا داخل المختبر، وذلك عبر إبطال مفعول الحموضة في البيئة الصغيرة المحيطة بالورم مباشرةً. يجري الباحثون في الولايات المتحدة تجربة عيادية صغيرة للتحقيق بما إذا كانت كبسولات بيكربونات الصوديوم تساهم في تخفيض ألم السرطان وإيجاد جرعة قصوى يمكن تحمّلها، بدل اختبار أثرها على الأورام.

وفق ما نعرفه حتى الآن، لم تُنشَر أي تجارب عيادية استعملت بيكربونات الصوديوم كعلاج للسرطان.

تجدر الإشارة إلى أننا لم نتأكد بعد من إمكانية منح جرعات من بيكربونات الصوديوم لمكافحة السرطان عند البشر، مع أن الباحثين يجرون تحقيقات حول هذا الموضوع.

بما أن الجسم يقاوم بشدة محاولات تغيير رقمه الهيدروجيني، من خلال التخلص من البيكربونات عبر الكلى، يرتفع احتمال أن تؤدي الجرعات الكبيرة التي تغيّر الرقم الهيدروجيني في محيط الورم إلى حالة خطيرة معروفة باسم {القلاء}.

تشير إحدى التقديرات إلى أن جرعة من 12 غراماً من صودا الخبز في اليوم (عند شخص راشد بوزن 65 كلغ) ستتمكن حصراً من التصدي للحمض الذي ينتجه ورم بحجم ميليمتر مكعب. لكن يمكن أن تؤدي الجرعات التي تزيد عن 30 غراماً في اليوم إلى مشاكل صحية خطيرة. يكفي أن تحتسب الأرقام لتكتشف حجم الخطر!

6

الخرافة السادسة: ثمة علاج «عجائبي»

للسرطان...

بدءاً من حشيش القنب وصولاً إلى حقنة القهوة الشرجية، تعج شبكة الإنترنت بالفيديوهات والحكايات الشخصية عن العلاجات «العجائبية الطبيعية» للسرطان.

لكن تتطلب الادعاءات العجيبة أدلة عجيبة بالقدر نفسه: الفيديوهات المعروضة على موقع {يوتيوب} والمعلومات المنشورة على {فايسبوك} ليست أدلة علمية مثبتة وهي لا تضاهي الأدلة العالية الجودة التي تخضع للمراجعات.

في حالات كثيرة، يستحيل أن نتأكد من {شفاء} المرضى المذكورين في تلك المصادر غير الموثوقة بفضل علاج بديل معين. لا نعلم شيئاً عن تشخيصهم الطبي أو مرحلة المرض أو نسبة تفشّيه، أو حتى إذا كانوا مصابين أصلاً بالسرطان. ولا نعلم مثلاً علاجات السرطان الأخرى التي خضعوا لها.

كذلك لا نسمع إلا قصص النجاح، لكن ماذا عن الأشخاص الذين جربوا العلاج ولم ينجوا؟ الأموات لا يستطيعون أن يعطوا شهادتهم، وغالباً ما يعمد الناس الذين يطلقون ادعاءات جريئة عن العلاجات {العجائبية} إلى اختيار أفضل الحالات حصراً من دون عرض المشهد العام.

هذا الواقع يسلط الضوء على أهمية نشر البيانات التي تخضع لتقييم الخبراء وترتكز على أبحاث مخبرية وعلمية مكثفة وتجارب عيادية. تبدو هذه المعطيات مهمة، من جهة، لأن إجراء دراسات عيادية مناسبة يمكّن الباحثين من إثبات أن علاج السرطان المحتمل هو آمن وفاعل؛ ومن جهة أخرى، لأن نشر تلك البيانات يسمح للأطباء حول العالم بإصدار أحكامهم الخاصة واستعمالها بما يصبّ في مصلحة المرضى.

إنه المعيار النموذجي الذي يجب أن تتبعه علاجات السرطان كلها.

لا يعني ذلك أن العالم الطبيعي ليس مصدراً لعلاجات محتملة، بدءاً من الأسبرين (لحاء الصفصاف) وصولاً إلى البنسلين (العفن). على سبيل المثال، تم استخلاص دواء السرطان {تاكسول} من لحاء الشجر والإبر من شجر الطقسوس في منطقة المحيط الهادئ.

لكن لا يعني ذلك، بأي شكل، ضرورة مضغ لحاء الشجر لمحاربة الأورام. يكون العلاج فاعلاً لأن العنصر الناشط خضع لعملية تنقية ولاختبارات مكثفة خلال التجارب العيادية. لذا نعرف أنه علاج آمن وفاعل ونعلم الجرعة التي يجب وصفها.

7

الخرافة السابعة: شركات الأدوية

الكبرى تمنع تطوير العلاج!

تماشياً مع الفكرة التي تعترف بوجود وفرة من «العلاجات العجائبية»، تعتبر فكرة ثانية أن الحكومات وقطاع الأدوية وحتى الجمعيات الخيرية تتآمر في ما بينها لتخفي علاج السرطان لأنها تجني أموالاً طائلة من العلاجات المتوافرة.

بغض النظر عن حقيقة {العلاج} المذكور، يبقى المنطق المستعمل هو نفسه: العلاج جاهز ورخيص لكن لا يمكن منحه براءة اختراع، لذا يقمعه قطاع الأدوية حفاظاً على مصالحه المادية. لكن في الحقيقة لا وجود لأي مؤامرة. بل ذلك العلاج لا ينفع أحياناً بكل بساطة.

لا شك في  أن قطاع الأدوية لديه بعض المشاكل على مستوى الشفافية، وتحتاج بعض التجارب العيادية إلى تعديل. لكننا نمارس ضغوطاً شديدة على المراقبين وشركات الأدوية حرصاً على توفير الأدوية الفاعلة بسعر مقبول. مع ذلك، يجب ألا ننسى أن عملية تطوير أدوية جديدة واختبارها يكلفان مبالغ طائلة وتحتاج الشركات إلى التعويض عنها.

لا تثبت المشاكل المطروحة على مستوى الأدوية التقليدية أن {العلاجات} البديلة مفيدة. يمكن مقارنة الأمر بالسيارات: لمجرد أن السيارات تتصادم أحياناً، لا يعني ذلك أن السجادات الطائرة هي وسيلة نقل فاعلة!

من غير المنطقي بكل بساطة أن ترغب شركات الأدوية في قمع أي علاج محتمل. سيضمن إيجاد علاج فاعل مبيعات ضخمة عالمياً.

ثم الفكرة القائلة إن العلاجات لا يمكن أن تحصل على براءة اختراع ليست صحيحة. شركات الأدوية ليست غبية، وتسارع إلى دعم المشاريع الواعدة التي تمهد لظهور علاجات فاعلة. ثمة طرق دوماً لإعادة تغليف الجزيئات ومنحها براءة اختراع، ما قد يضمن عائدات تدعم الاستثمار المطلوب لتطوير العلاجات واختبارها ضمن تجارب عيادية (قد تصل الكلفة إلى بضعة ملايين) إذا تبين أن العلاج فاعل.

تجدر الإشارة، أيضاً، إلى أن الجمعيات الخيرية مثل مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية والعلماء الذين تموّلهم الحكومة لهم حق التحقيق بالعلاجات الواعدة من دون وجود أي مصلحة مادية. يصعب أن نفهم ما يجعل الأطباء في {خدمة الصحة الوطنية} (غالباً ما يصفون أدوية عامة لا تلتزم بضوابط الترخيص) لا يستعملون العلاجات الرخيصة، إذا تبين أنها فاعلة في التجارب العيادية.

نحن نموّل، مثلاً، تجارب واسعة النطاق على الأسبرين (ظهر هذا الدواء للمرة الأولى  سنة 1897 وهو الآن أحد أبرز الأدوية الشائعة عالمياً، مع أنه لا يلتزم بضوابط الترخيص). ونجري أبحاثاً لمعرفة ما إذا كان يستطيع منع سرطان الأمعاء عند الأكثر عرضة للخطر، وتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، وحتى منع تجدد السرطان وتحسين فرص النجاة.

أخيراً، نحن بشر (حتى السياسيين والمدراء التنفيذيين في أبرز شركات الأدوية) ويمكن أن يصيب السرطان أياً كان. ينطبق ذلك على الأشخاص العاملين في شركات الأدوية والحكومات والجمعيات الخيرية وقطاع الطب الواسع، وهم يموتون من السرطان أيضاً.

هنا في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، شاهدنا أشخاصاً وزملاء أعزاء على قلوبنا يمرون بتجربة السرطان. نجا عدد كبير منهم على عكس آخرين. فرضية أننا نخفي {العلاج} (جماعياً وفردياً) ليست سخيفة، فحسب، بل مهينة للعلماء المتفانين في أنحاء العالم، وللموظفين والداعمين لمنظمات أبحاث السرطان، مثل مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، والأهم من ذلك بالنسبة إلى مرضى السرطان وعائلاتهم.

8

الخرافة الثامنة: علاج السرطان يقتل

أكثر مما يعالج

لنوضح أمراً مهماً: علاج السرطان (العلاج الكيماوي أو العلاج بالأشعة أو الجراحة) ليس خياراً سهلاً. قد تكون الآثار الجانبية صعبة. في النهاية، ستؤثر العلاجات التي تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية على الخلايا السليمة أيضاً.

لكن لا ينفع العلاج أحياناً للأسف. نعلم أن معالجة السرطان، في مرحلة متقدمة، مهمة بالغة الصعوبة لأن المرض يكون قد انتشر في أنحاء الجسم، وقد يوفر العلاج راحة من الأعراض ويطيل الحياة، لكنه لن يشفي من السرطان في مراحل متقدمة جداً.

الجراحة لا تزال العلاج الأكثر فاعلية للسرطان، شرط تشخيص المرض في مرحلة مبكرة بما يكفي لإجراء العملية. كذلك العلاج بالأشعة يشفي أكثر من أدوية السرطان. لكن يؤدي العلاج الكيماوي وأدوية السرطان الأخرى دوراً مهماً جداً في علاج السرطان: في بعض الحالات، تساعد على الشفاء من المرض بينما تساهم في حالات أخرى في إطالة مدة النجاة.

الادعاءات التي تُنشر على الإنترنت وتعتبر أن العلاج الكيماوي {فاعل بنسبة 3% فقط} مضلِّلة وقديمة.

باتت الأدوية فاعلة في عدد متزايد من الحالات. يُشفى أكثر من 96% من مجموع الرجال مثلاً من سرطان الخصية مقارنةً بأقل من 70% خلال السبعينيات، بفضل دواء ساهمنا في تطويره واسمه {سيسبلاتين}. ويمكن أن يُشفى ثلاثة أرباع الأطفال المصابين بالسرطان الآن مقارنةً بربع ذلك العدد في أواخر الستينيات، ولا يزال معظمهم أحياء حتى اليوم بفضل العلاج الكيماوي.

نعلم أن الطريق ما زال طويلاً، قبل أن نجد علاجات فاعلة وملطّفة لأنواع السرطان كافة. ويجب أن يكون الأطباء والمرضى وعائلاتهم واقعيين وصادقين بشأن أفضل الخيارات العلاجية، لا سيما عندما يكون السرطان في مرحلة متقدمة جداً.

من الأفضل أن نختار علاجاً يهدف إلى تخفيف الألم والأعراض، بدل محاولة الشفاء من المرض (رعاية ملطّفة). ستبقى مسألة إقامة التوازن بين نوعية الحياة ومدتها مثيرة للجدل دوماً في علاج السرطان، لكن يجب أن يتخذ كل مريض هذا القرار بنفسه.

9

الخرافة التاسعة: لم نحرز أي تقدم في

 مجال محاربة السرطان

هذا الادعاء غير صحيح بكل بساطة. بفضل التقدم الحاصل في مجال الأبحاث، تضاعف احتمال النجاة من السرطان على المدى الطويل (أكثر من 10 سنوات) في بريطانيا خلال السنوات الأربعين الماضية، وتراجعت معدلات الوفاة بنسبة 10% خلال العقد الماضي وحده.

ترتبط هذه الأرقام بالأشخاص الذين عولجوا منذ 10 سنوات على الأقل. ربما أصبحت فرصة نجاة المرضى الذين يعالجون اليوم أفضل.

ما زال الطريق طويلاً قبل الوصول إلى حل جذري. تتعدد أنواع السرطان التي تشهد تطوراً أبطأ بكثير، مثل سرطان الرئة والدماغ والبنكرياس والمريء. وعندما نفقد شخصاً عزيزاً بسبب السرطان، يسهل أن نشعر بعدم حدوث أي تطور.

لذا نبذل قصارى جهدنا لهزم السرطان في أقرب فرصة حرصاً على ألا يخسر أحد حياته باكراً بسبب هذا المرض.

10

الخرافة العاشرة: أسماك القرش لا تصاب بالسرطان

بل تُصاب بالسرطان! بدأت هذه الخرافة خلال السبعينيات حين ذكر هنري بريم وجودا فوكمان، من كلية الطب في جامعة جونز هوبكينز، أن الغضروف يمنع نمو الأوعية الدموية الجديدة داخل الأنسجة. توفير إمدادات الدم بهذه الطريقة، أو ما يُسمى {تكوين الأوعية الدموية}، أحد الخصائص الرئيسة للأورام الخبيثة، إذ تحتاج الخلايا التي تنقسم سريعاً إلى كثير من المغذيات كي تتابع نموها. ليس مفاجئاً، إذاً، أن يكون تكوين الأوعية الدموية هدفاً مشتركاً، بالنسبة إلى كل من يريد ابتكار علاجات محتملة للسرطان.

بدأ بريم وفوكمان يدرسان بنية الغضروف بحثاً عن أي عناصر مضادة لتكوين الأوعية الدموية. ففكرا بأن جميع الغضاريف تفتقر إلى أوعية دموية وبالتالي يُفترض أن تحتوي على جزيئات أو أنزيمات لافتة تمنع الشعيرات الدموية من التشكّل. فاستنتجا أن دس الغضروف المأخوذ من صغار الأرانب، إلى جانب الأورام في حيوانات التجارب، يمنع الأورام من النمو.

أظهرت أبحاث إضافية أن غضروف العجل، أيضاً، له خصائص مضادة لتكوين الأوعية الدموية. لذا قرر روبرت لانغر، باحث شاب، تكرار التجارب الأصلية على غضروف الأرنب، لكنه استعمل هذه المرة غضروف سمك القرش. بما أن الهيكل العظمي للقرش يتألف بالكامل من الغضاريف، فكر لانغر بأنها ستكون مصدراً أسهل لابتكار علاجات محتملة. نجح غضروف سمك القرش فعلاً بمنع الأوعية الدموية من النمو والتحول إلى أورام، تماماً كما حصل مع غضروف العجل والأرنب.

في الفترة نفسها تقريباً، كان العالِم كارل ليور، من مختبرات {موتي مارين} في ساراسوتا، فلوريدا، يستكشف أسماك القرش ومرض السرطان في آن. فلاحظ أن أسماك القرش تسجل معدلات منخفضة نسبياً من الأمراض، لا سيما السرطان، وأراد اختبار قابليتها للإصابة بالمرض عبر إجراء تجارب. لذا عرّض أسماك القرش لمستويات مرتفعة من {الأفلاتوكسين ب1} (مادة سرطانية معروفة) ولم يجد أدلة على أنها طورت أي أورام.

جاء دور ويليام لاين في هذه المرحلة تحديداً. سمع عن الدراسات التي أجراها لانغر وليور واقتنع فوراً بالفكرة القائلة إن غضروف القرش قد يكون علاجاً للسرطان. في عام 1992، نشر كتاباً بعنوان {أسماك القرش لا تصاب بالسرطان: كيف يمكن أن ينقذ غضروف القرش حياتك} (Sharks Don’t Get Cancer: How Shark Cartilage Could Save Your Life). حقق الكتاب أعلى المبيعات ولاقى رواجاً كافياً لجذب انتباه وسائل الإعلام، وتحديداً برنامج «60 دقيقة» الذي عرض حلقة خاصة عن لاين وعلاجه الجديد للسرطان. استضافت الحلقة لاين وأطباء كوبيين ومرضى شاركوا في «تجربة عيادية» غير عشوائية ورديئة النوعية في المكسيك وقد أعطت نتائج مدهشة. ثم شارك في إعداد كتاب ثانٍ بعنوان «سمك القرش لا يزال محصناً ضد السرطان» (Sharks Still Don’t Get Cancer) عام 1996.

أنشأ لاين قطاعه الخاص لصيد سمك القرش وتصنيع أقراص الغضروف، فأسس شركة {مختبرات لاين} (LaneLabs)، وهي تتابع تصنيع أقراص الغضروف وبيعها حتى اليوم. لكن لم يكن لاين الناشط الوحيد في هذا المجال، بل بدأت شركات عدة تبيع أقراص وبودرة غضروف القرش كعلاج بديل أو على شكل مكملات غذائية. أشارت التقديرات إلى أن السوق العالمية لمنتجات غضروف القرش تجاوزت 30 مليون دولار عام 1995، ما استلزم تكثيف عمليات صيد أسماك القرش لاستخراج غضروفها.

كانت النتائج كارثية. تراجع عدد أسماك القرش في أميركا الشمالية بنسبة بلغت 80% خلال العقد الماضي، فقد كانت شركات تصنيع الغضاريف تصطاد حتى 200 ألف سمكة قرش كل شهر من المياه الأميركية لتصنيع منتجاتها. ويُقال إن مصنعاً أميركياً لتصنيع غضاريف القرش في كوستاريكا، كان يقضي على 2.8 مليون سمكة قرش في السنة. أسماك القرش فصيلة بطيئة النمو مقارنةً بأسماك أخرى، لا تستطيع أن تتكاثر بسرعة كافية كي تصمد في وجه ضغوط الصيد المكثفة لهذه الدرجة. لو لم تتراجع عمليات الصيد بشكل جذري عالمياً، كانت فصيلة القرش لتنقرض قبل أن نلحظ ذلك.

كارثة وخداع

وقعت هذه الكارثة البيئية كلها مقابل تصنيع قرص غير نافع. غضروف القرش لا يعالج السرطان أو يشفي منه بأي طريقة، حتى في نماذج الفئران. كذلك برزت نتائج ثلاث تجارب عيادية عشوائية حصلت على مصادقة إدارة الغذاء والدواء (واحدة عام 1998، وأخرى عام 2005، والأخيرة عام 2007 ونُشرت عام 2010).

لا يعطي ابتلاع بودرة أو خلاصة غضروف القرش أي أثر إيجابي على السرطان بحسب نوع المرض ودرجته. في هذا السياق، اعتبر د. أندرو فيكرز أن غضروف القرش لا يُعتبر غير مثبت كعلاج للسرطان، فحسب، بل تم التأكد من عدم فاعليته بشكل قاطع. تدخلت لجنة التجارة الفدرالية عام 2000 وفرضت غرامة بقيمة مليون دولار على لاين، ومنعته من ادعاء أن مكملاته أو أي مشتقات من غضروف القرش يمكن أن تمنع أو تعالج السرطان.

لكنّ الأسوأ من ذلك أن هذه الشركة المخادعة التي تسرق أموال اليائسين الذين يبحثون عن بصيص أمل ترتكز على مجرد خرافة. مهما حاول أي شخص جشع وحائز شهادة دكتوراه في الكيمياء الحيوية الزراعية والتغذية إقناعك بعكس ذلك، تأكد من أن أسماك القرش تصاب بالسرطان طبعاً!

حتى لو لم نرصد مرض السرطان في أسماك القرش، من المستبعد أن تكون الكائنات الوحيدة التي تخلو من السرطان. بل تُسجَّل {معدلات السرطان المنخفضة} على الأرجح نظراً إلى غياب أي دراسة لتفسير معدلات المرض عند أسماك القرش. لا أحد تحقق بشكل منهجي من تلك الحيوانات بحثاً عن السرطان أو أي مرض آخر. حتى لو حصلت دراسة مماثلة ورصدت معدلات منخفضة فعلاً، لا يعني ذلك أنها {محصّنة} ضد السرطان. أسماك القرش تعيش بعيداً عن الشاطئ، في أقل المناطق تلوثاً من العالم، ما يعني تراجع مستويات التعرض للمواد الكيماوية التي تسبب السرطان في الأجناس البرية والقريبة من الشاطئ. كذلك، يبقى احتمال أن يصمد القرش المريض ضئيلاً في دراسة مماثلة. أسماك القرش التي تضعف وظيفتها بسبب الأورام ستصبح على الأرجح وجبة لأسماك القرش الجائعة قبل أن تصل إلى صنارة الباحثين.

سجلّ حافل

لكن عام 2004، نشر د. غاري أوستراندر وزملاؤه من جامعة هاواي، دراسة عن {سجل الأورام في الحيوانات السفلى}. بعد جمع العينات، وجدوا 42 ورماً في فصيلة الأسماك الغضروفية (منها أسماك القرش والورنك والراي). في تلك الأنواع، رُصد 12 ورماً خبيثاً على الأقل وأورام أخرى في أنحاء الجسم. أصيبت سمكتا قرش بأورام متعددة، ما يشير إلى قابليتهما الوراثية أو احتمال تعرضهما لمستويات مرتفعة جداً من المواد السرطانية. حتى العلماء رصدوا بعض الأورام في غضروف القرش! يأمل أوستراندر أن تنسف هذه المعلومات أخيراً الخرافة القائلة إن سمك القرش يخلو من السرطان.

لكن ها نحن نلحظ، بعد مرور خمس سنوات، أن أقراص غضروف القرش لا تزال معروضة للبيع في المتاجر المحلية. ويظن أشخاص أذكياء كثيرون، حتى الآن، أن أسماك القرش تخلو من السرطان فعلاً. يكفي أن نسأل الكاتبة شيلي سيلفرستون التي كتبت تغريدة، منذ أسبوع تقريباً، مفادها أن أسماك القرش لا تصاب بالسرطان. لكنّ الأسوأ من ذلك أنني قرأت اليوم تحديداً تغريدة من {حوض الأسماك الوطني} يقول فيها: {لا بد من وجود عنصر فاعل في المياه. أسماك القرش هي الفصيلة الوحيدة التي لا تصاب بالسرطان مطلقاً}.

لدى {حوض السباحة الوطني} حوالى 4 آلاف متابع على {تويتر}، وقد مرر عدد هذه المعلومة غير الدقيقة، منهم {محطة سميثسونيان البحرية} في فورت بيرس، فلوريدا. أفهم أن يرتكب الكاتب خطأً عرضياً بسبب معلوماته المغلوطة، لكن كيف يمكن أن تنشر منظمة بارزة وغير ربحية ومتخصصة {بتوسيع المعارف والموارد عبر عمليات يومية لتحسين البيئة الطبيعية} هذا النوع من الخرافات الخاطئة والمضرة بالبيئة على نحو كارثي؟

الحقيقة

إذا لم تفهموا حقيقة المسألة بعد، دعوني أكرر: {أسماك القرش تصاب بالسرطان طبعاً!}. ما من دليل واحد على عكس ذلك، لأن أحداً لم يقم بدراسة منهجية لتسجيل معدلات السرطان ضمن هذه الفصيلة. بالتالي، أي تصريح يشير إلى أن القرش يقاوم السرطان هو تصريح مضلِّل في أفضل الأحوال، وخاطئ بالكامل في أسوأ الأحوال.

ربما يتعلق أكثر جزء مخيّب للآمال بواقع أن مناعة سمك القرش مدهشة وتستحق الدراسة، بغض النظر عن قدرتها على قمع السرطان. أسماك القرش تمثل أول ذرية تطورية تزودت بجهاز مناعة تكيّفي يشمل الغلوبولين المناعي ومستقبلات الخلايا التائية وبروتينات «مجمع التوافق النسيجي الرئيسي» و»جينة تفعيل إعادة التركيب»، وقد فعلت ذلك من دون نخاع عظمي، مصدر معظم خلايا جهاز المناعة. بل إنها مزودة بعضوين مناعيين فريدين بالكامل، وهما «لايديغ» وعضو يقع فوق الأعضاء التناسلية الجنينية، علماً أن العلماء لم يفهموا هذا النوع من الأعضاء كثيراً بعد.

 دراسة جهاز المناعة عند القرش طريقة أساسية لفهم تطور المناعة التكيفية الموجودة في جميع الفقاريات العليا. وإذا كانت مقاوِمة للسرطان فعلاً، ستزداد أهمية دراسة جهازها المناعي. لكننا نعمد بدل ذلك إلى قتل 100 مليون كائن منها سنوياً لتحضير أطباق آسيوية وتصنيع علاجات غير نافعة للسرطان، ونتابع غسل أدمغة أولادنا ليقتنعوا بأن أسماك القرش لا تصاب بالسرطان. أين العلماء المستعدين لنسف الخرافات حين نحتاج إليهم؟ حان الوقت للقضاء نهائياً على خرافة أسماك القرش الخالية من السرطان!

back to top