Divergent =Hunger Games من دون السهام

نشر في 22-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 22-03-2014 | 00:02
يبدو Divergent، فيلم التشويق الأخير عن مراهقين منبوذين يصارعون النظام، مشابهاً لسلسلة أفلام The Hunger Games، مع أن معجبي كاتنيس قد يرفضون ذلك.
يبدو Divergent أكثر انسيابية مع قصة حب مليئة بالمشاعر وحالات وفاة مؤثرة جداً. كذلك ينجح المخرج نيل بيرغر في جذبنا إلى هذا العالم بالحدّ من كثرة التفاصيل بطريقة قصّرت عن بلوغها سلسلة أفلام Games الجامدة المليئة بتفاصيل عن خلفية أبطالها.

إذاً، لنتجاهل أي اقتراحات عن أن الروائية فيرونيكا روث أتقنت صيغة روايات Games للكاتبة سوزان كولنز. ولا تنسوا أن بطلة هذه الأخيرة تُدعى كاتنيس، أما Divergent فبطلته تريس، وهما مختلفتان جداً.

مراهقة متباعدة

تعيش تريس براير (شايلين وودلي) في حقبة مستقبلية بعد الحرب في مدينة شيكاغو شبه المدمرة. لا تزال قطارات «إيل» تعمل ولا يزال المجتمع فاعلاً بفضل «طبقاته»، مع أنه معزول عن العالم الخارجي المدمر، في ناطحات سحاب قديمة إنما صالحة للسكن، مزودة بمولدات تعمل على الهواء.

تشمل هذه الطبقات: طبقة «الصراحة» التي يشتهر المنتمون إليها بالتعبير عن رأيهم من دون رقابة ذاتية، «الصداقة» التي تضم عمالاً مجتهدين وفلاحين محبين للأرض، «العلم» التي تقودها كيت وينسلت وتتألف من علماء أذكياء، و»الجرأة» التي تضم مجموعة مقاتلين شبان يقفزون من القطارات بدل أن ينتظروا توقفها.

أما الطبقة الرابعة، فهي {إنكار الذات} التي تتألف من موظفين عامين يضحون بأنفسهم. ترعرعت تريس، أو بياتريس كما يدعوها والداها (توني غولدوين وآشلي جود)، في هذه الطبقة الليبرالية التي تحكم بالإجماع وتعيد توزيع الطعام. قد يبدو وضعها هذا ملائماً تماماً. صحيح أن هذه الطبقة تكره {الكبرياء} وترتدي ملابس فضفاضة رمادية اللون، إلا أن هذا لا يعني أن الفتاة لا تستطيع وضع مساحيق تجميل أو تصفيف شعرها.

عندما يبلغ المراهقون سناً معينة، عليهم الخضوع {للاختبار} الذي يحدد نقاط قوتهم أو إلى أي طبقة ينتمون. وعلى غرار المراهق الذي يختار المجال الذي يرغب في التخصص فيه في الجامعة، يُقام في هذا المجتمع {حفل اختيار} حيث يجرح المراهق يده وبقطرة من دمه يعلن الطبقة التي يختارها مدى الحياة.

لكن تريس حائرة: فهي رقيقة إنما جريئة، وذكية إنما متواضعة. لذلك عجز {الاختبار} عن تحديد الطبقة التي تنتمي إليها. فأخبرتها المسؤولة عنها (ماغي كيو) أنها {متباعدة} (Divergent) وأن الطبقات الأخرى تخشى هذا النوع من الناس. لذلك أخفت تريس هذا السر، عندما اختارت طبقة {الجرأة} وخضعت للتدريب مع رياضيين يرتدون سترات جلدية. فتعلمت القتال بواسطة المسدسات، السكاكين، وقبضتيها وأجادت التغلب على مخاوفها.

قصة رمزية

تُعتبر وودلي ممثلة مميزة وشفافة تسمح لنا بقراءة أفكارها، خصوصاً ما يتعلق منها بالشاب الوسيم العدائي الذي ينتمي إلى الطبقة ذاتها (ثيو جيمس) ويتولى تدريبها. لكنها لا تتفوه بعبارات تعلق بذاكرة المشاهد، فضلاً عن أنها تبدو أرق وأنعم من أن تقوم بهذه المناورات القتالية، خصوصاً عندما تُقارنها بجنيفر لورانس القوية البنية في Hunger Games. إلا أن وودلي تنجح في إظهار ضعف تريس وذكائها، عندما تُعطى دواء يؤثر على عقلها لاختبارها.

سعت الروائية روث إلى تقديم قصة رمزية عن إعداد بالغين أذكياء متعاطفين في عالم يؤثر فيه النظام فعلياً في أفكارك. ولكن لا تُعتبر هذه القصة، كعمل خيالي، أقوى من روايتَي ستيفاني ماير The Host أو Ender’s Game أو أي روايات أخرى من هذا النوع، علماً أننا ندرك جيداً هذا العالم الذي قُسّم إلى تشابيه قاتمة وواضحة عن الطبقية في مجتمعاتنا.

يجب ألا ينظر محبو Hunger Games بتعالٍ إلى فيلم الخيال العلمي هذا عن مراهقة متمردة. فلا يبدو هذا الفيلم أقل أهمية بل مشابه لتلك السلسلة، رغم غياب الأقواس والسهام. وبالتمسك بالصيغة الناجحة عينها التي نراها في سلسلة الخيال العلمي تلك، تكشف المؤلفة ومعدو الفيلم ضحالة كلا العملَين.

back to top