جايك غيلينهال يقدّم شخصيّتين في Enemy

نشر في 22-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 22-03-2014 | 00:02
يبدو أن الأفلام المتشابهة تتضاعف بوتيرة مقلقة. خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في الخريف الماضي، ناقش فيلما Enemy
وThe Double ما يحدث عند مقابلة نسخة عنا، ثم تكررت الفكرة نفسها في عدد من الأفلام في مهرجان {ساندانس} السينمائي.
يبدو أن هذه الأفلام الجديدة، بأفكارها الغامضة عن الهوية والشخصية، تناقش المشاكل البشرية خلال العصر الإلكتروني.

يشمل فيلم Enemy موضوعاً مشابهاً من ناحية معينة. يأتي غداة صدور فيلم Prisoners الذي شهد بدوره تعاوناً بين الممثل جايك غيلينهال والمخرج دينيس فيلنوف الذي يعمل من مونتريال، علماً أن فيلمه الناطق بالفرنسية Incendies ترشح لجائزة أوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية في 2011.

تحدث فيلنوف عن فورة الأفلام الحديثة التي تتناول الناس المتشابهين فقال: «هذا الزخم تجاه هذه الفكرة يبقى أمراً غريباً دوماً. على بعض المستويات، تعكس الأفلام التي تشمل فرداً واحداً بشخصيتين صنفاً بحد ذاته. تم استكشاف الموضوع كثيراً في الروايات».

لكن في الأفلام، بدءاً من The Parent Trap مروراً بفيلم Dead Ringers وصولاً إلى فيلم Moon، أصبحت مواجهة توأم غير معروف تقليداً مثبتاً.

تم تصوير فيلم Enemy قبل فيلم Prisoners الذي يتناول خطف الأولاد، وقد انتقل فيلنوف مباشرةً من إنتاج العمل الأول إلى العمل الثاني. حصلت مرحلة ما بعد الإنتاج للفيلمين بطريقة متزامنة، وخاض فيلنوف سباقاً لتجهيز الفيلمين معاً لعرضهما في مهرجان تورنتو. وقد شاهد فيلنوف النسخة النهائية من Enemy للمرة الأولى خلال عرضه الأول عالمياً.

استلهام وتغييرات

في فيلم Enemy، يؤدي غيلينهال دورين: يشاهد آدم بيل، أستاذ التاريخ المقموع، فيلماً بتوصية من زميل له ويلحظ أن ممثلاً عابراً يشبهه كثيراً. حين يتعقب الممثل الوسيم والمضطرب أنطوني كلير، يتقاطع مسار الشخصيتين وتصبح حياتهما متداخلة إلى الأبد، إذ يرى كل واحد منهما أمراً مستحباً في الآخر. بفضل حبيبة كل شخصية (الممثلتان ميلاني لوران وسارة غادون)، يبقى الفيلم مترسخاً في واقع عاطفي حتى لو أصبحت القصة أكثر تعقيداً من الناحية النفسية وبدأت تميل إلى الخيال.

تحدث غيلينهال عن الفرق بين الشخصيتين قائلاً: «بالنسبة إلي، لطالما كان الأمر أشبه بالفرق بين الشخص الذي نكون عليه حين نقصد حفل عشاء والشخص الذي نكونه في المنزل. لطالما اعتبرتُهما شخصاً واحداً لكن دينيس يعتبرهما شخصين مختلفين».

الفيلم مقتبس من رواية للكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو والحائز جائزة نوبل، صدرت في 2004. تدور أحداث القصة الأصلية في الثمانينيات لكن قام فيلنوف بتحديث القصة التي تقع في تورنتو المعاصرة. يقول فيلنوف: {تم اقتباس الفيلم مع هامش كبير من الحرية. يمكن القول إن الفيلم مستوحى من الكتاب ولكنه ليس مقتبساً منه. ساراماغو لديه أسلوب أكثر دقة وفرادة. أما فيلم Enemy، فهو يعكس الحب الذي أكنّه للكتاب}.

تعاون فيلنوف مع كاتب السيناريو خافيير غولون وأحدث تغيرات أخرى على القصة أيضاً، مثل إضافة نادٍ جنسي غامض ومشاهد عناكب تظهر في مختلف أجزاء الفيلم. يعترف فيلنوف بأنه يخاف العناكب، لكنه ينفي انزعاجه من إضافتها إلى المشاهد: {العناكب لها معنى محدد بالنسبة إلي، إنما أترك لكل متفرّج حرية تفسير المشاهد بنفسه حفاظاً على التشويق والمتعة. أمنح نفسي هذه الميزة في الفيلم. ولضمان استمرار اللغز، لا يمكن أن أفسر معنى العناكب. يجب أن يتعامل الجمهور مع الموضوع بنفسه}.

حماسة وغموض

التقى الرجلان للمرة الأولى بعدما تواصل فيلنوف مع غيلينهال بشأن الدور في فيلم Enemy. تمنى فيلنوف أن يبدي الممثل اهتمامه بفيلم Prisoners الذي كان قيد التحضير أيضاً. كان لتعاون الممثل والمخرج في المشروعَين وقع أقوى مما توقع الاثنان.

قال غيلينهال: «سمعتُ عن دينيس وعن فيلم Incendies مع أنني لم أشاهده. ثم أرسل إلي دينيس السيناريو مع رسالة بدت أشبه ببيان. ذكرت الرسالة أنه لم يتمكن من فعل شيء آخر إلى أن أنتج فيلم Enemy وأن السيناريو الذي أوشك على قراءته معقد جداً لكن تبقى القصة بسيطة}.

أضاف فيلنوف: {أظن أن أثر الرسالة كان أكبر من السيناريو{.

منذ اللحظات الأولى، يشدد فيلم Enemy على مزاج قوي بقدر السيناريو. يأمل فيلنوف أن تشبه هذه التجربة، بالنسبة إلى الجمهور، تلك التي خاضها بنفسه حين شاهد فيلماً مثل 2001: A Space Odyssey للمرة الأولى، بمعنى أن {نغادر المسرح ونحن نشعر بالحماسة ونشكّ بصحة ما فهمناه، وقد تنتابنا مشاعر غريبة أيضاً. لا أريد أن يشعر الجمهور بالتوتر بل بالحماسة تجاه الأحداث الغامضة}.

قال غيلينهال: {إذا نجح الفيلم، يجب أن تنتابنا المشاعر التي تجتاحنا حين نستيقظ من حلم. ثمة أمور لا نفهمها لكننا نعرف أنها موجودة. لهذا الشعور معنى مهم، وسيدرك المشاهدون أهمية ذلك بطريقة معينة}.

تمّت مشاهد التوأم حيث تتواجه شخصيتا غيلينهال عبر استعمال تكنولوجيا محوسبة للتحكم بالحركة، أي تكرار تحركات الكاميرا بالدقة نفسها. كان غيلينهال يسجل نصف مشهده ثم يتعاون مع فيلنوف لاختيار أفضل اللقطات ويبدّل ملابسه لتصوير الجانب الآخر من المشهد من خلال خدمة تشغيل الصوت عبر سماعة صغيرة.

بالنسبة إلى غيلينهال، كانت الجوانب التقنية من عملية الإنتاج تشبه {لَعِب الشطرنج بتقنية ثلاثية الأبعاد}. رغم جميع التعقيدات، {يُعتبر جايك غيلينهال أهم جزء من التأثيرات الخاصة} في فيلم Enemy بحسب رأي فيلنوف.

back to top