معهد الأبحاث: إسراف «مؤلم» ومرفوض الاحتفالات برش المياه

نشر في 01-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-03-2014 | 00:01
البراك: الاستهلاك اليومي للفرد في الكويت تجاوز ضعف النسبة العالمية
أكد مدير دائرة علوم المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. خالد البراك أن رش المياه في الشوارع خلال احتفال الكويت بالأعياد الوطنية نوع من أنواع الإسراف غير المقبول على الإطلاق، مشددا على أن البيئة الكويتية بيئة "قاحلة بالمياه"، وينبغي الحفاظ على جميع مواردها.

وقال البراك، في تصريح خاص لـ"الجريدة": "نحن مع الفرحة بالأعياد الوطنية، ولكننا لسنا مع ما يؤلم الوطن، والإسراف في المياه، ورشها على الناس، واستئجار تنكر مياه عذبة لرش الناس بالمياه"، مشددا على رفضه تلك السلوكيات التي تؤلم الوطن، لاسيما في ظل شح المياه في البلاد.

نقل الأمراض

وأضاف البراك أن المياه مادة ناقلة للأمراض والعدوى عبر البكتريا، وقد يتم خلطها بمواد ضارة بالإنسان تساعد على حدوث التهابات، أو نقلها من بيئة غير صحية أو من شخص مريض إلى آخر سليم، معتبراً أنها "وسيلة غير محببة ولا آمنة للترفيه مادامت تتم دون رقيب عليها".

وبيّن أن استهلاك الفرد في الكويت للمياه يقدر بـ 500 لتر يوميا، وهو ما يفوق ضعف معدل الاستهلاك العالمي والمقدر عالميا بما بين 100 و200 لتر للفرد، إضافة إلى دخول المياه في بعض الصناعات، الأمر الذي جعل استهلاكها يفوق المعدل العالمي.

وأشار إلى وجود ممارسات خاطئة لاستغلال المياه، دون وعي من البعض بقيمتها، سواء كانت مياهاً عذبة، أو معالجة تستخدم في الزراعة، أو كانت مياهاً مالحة، لافتا إلى أن معدل استهلاك المياه غير مبرر في الكويت ولا يتناسب مع الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الحكومة لترشيد الاستهلاك، وهو ما يؤدي إلى أزمات بين فترة وأخرى، ما يتطلب تغليظ العقوبات على كل من يقوم بهدر المياه دونما وجه حق.

شرائح الاستهلاك

ودعا البراك الحكومة إلى إعادة النظر في تحديد الشرائح المستهلكة للمياه، لا كما دعا أحد نواب الأمة من رفع الدعم عن تلك السلع، خاصة أن هناك شرائح من محدودي الدخل في الكويت لا تستطيع تحمل نفقات الكهرباء والماء "بدون الدعم"، لذلك لابد أن يكون وقف الدعم بشكل مدروس وعلى فئات معينة، ممن تستهلك المياه بشكل لا يتناسب مع إنتاجها، متجاهلة دعوة الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء والماء لترشيدها.

وقال إن هناك محاولات عديدة من الوزارة لتطبيق القانون على من يهدر المياه والكهرباء، لكن الأمر لم يتعد التهديد بقطع المياه أو الكهرباء، مبيناً أن "ثقافة الترشيد تحتاج إلى قانون مطبق وليس كلاما على الورق".

وأكد أهمية إجراء حملة توعوية شاملة لزيادة ثقافة ترشيد الاستهلاك، حيث إن هناك هدراً للمياه داخل البيوت بدون إدراك لقيمتها، ودون وجود رقيب على أفراد المنزل، مشيرا إلى أن المنزل الواحد يستهلك قرابة "تنكر مياه"، يوميا، وهو يكفي لمدة أسبوع إذا تم ترشيد المياه.

وأشار البراك إلى أن في الكويت أناساً لديهم وعي ديني ووطني تجاه المياه والكهرباء، وهو الأمر الذي نسعى إلى تعميقه، داخل كافة شرائح المجتمع الكويتي، مشيرا إلى أن وسائل الترفية مختلفة، ونحن مع الترفيه في الأعياد الوطنية، ولكن ليس بالمياه.

back to top