ما الذي يجعل الإخوة مختلفين؟

نشر في 07-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 07-08-2012 | 00:01
شخصيتك بحسب ترتيبك العائلي

ما الذي يجعل الإخوة المولودين من الأب والأم نفسيهما، والذين تربوا بالطريقة عينها، مختلفين بعضهم عن بعض كلّ الاختلاف؟

تصدت المؤلفة ليندا بلير المتخصصة في علم النفس العيادي لهذا السؤال في كتابها «شخصيتك بحسب ترتيبك العائلي» الصادر عن «دار الفراشة» في بيروت، وأتاها الجواب: السبب هو ترتيبهم العائلي!

كل شخص يرغب في أن يعرف نفسه بشكل أفضل وأن يشعر بأكبر قدر من الراحة مع أفكاره ومشاعره وتصرفاته. ولعل هذا ما جعل نظرية الترتيب بحسب الولادة تأسر مخيلتنا كما أسرت مخيلة المؤلفة ليندا بلير في كتابها «شخصيتك بحسب ترتيبك العائلي». فما الذي يمكن أن تقدمه لنا هذه النظرية من معرفة ووسائل ليدرك كلٌّ منا كيف أصبح ما هو عليه الآن؟ وهل يمكنها أن تساعد المرء على توقع السلوك الذي سينتهجه في ظروف وأوضاع معينة؟

الطبيعة البشرية

كل من درس الطبيعة البشرية بعناية يعرف أنّ ثمة عوامل عدة تعمل معًا، لتساهم في تشكليل طبع الإنسان وشخصيّته منذ اللحظة الأولى لولادته: كيف تعامل الوالدان معه وربياه؟ هل ترعرع في مكان واحد أم تنقّل باستمرار؟ هل افترق الوالدان عنه أم بقيا معًا؟ أيّ أحداث مؤلمة حصلت معه وغيرها من أمور.

ومن المؤكد أنّ هذه الشخصية تستمرّ في التطور إلى حدّ ما خلال حياتنا، لكنّ الأسس والطباع تتكوّن في مرحلة الطفولة، لا سيما في السنوات الأولى من العمر منذ الحمل وحتى الالتحاق بالمدرسة في السنّ السادسة أو السابعة تقريبًا. ولا يخفى أنّ التجارب التي يعيشها الولد في مرحلة لاحقة من الطفولة وفي سن المراهقة وحتى في مرحلة النضوج مهمة طبعًا، لكن مدى أهميتها يبقى أقلّ.

اعرف نفسك بشكل أفضل

يشكل تقويم النقاط المشتركة التي تجمع بينك وبين مواصفات ترتيبك بحسب الولادة فضلاً عن نقاط الاختلاف، حافزًا قويًا يدفعك إلى التفكير في الماضي: كيف ربّاك والداك، علاقتك بإخوتك والآخرين، الأزمات التي شهدتها حياتك العائلية وما إلى هنالك. وسترى بوضوح أكبر كيف تأثرت وكيف ومتى تغيّرت وأنت تكبر.

وما ستعرفه قد يساعدك كي تفهم لما تقيم العلاقات التي تقيمها الآن، ولما يبدو بعض هذه العلاقات مريحًا ويسهل الحفاظ عليه، فيما لا يخلو البعض الآخر من المشاكل. وسترى كيف أن العلاقات التي سعيت إليها على مدى حياتك تعكس النماذج التي شكلتها في طفولتك.

المولود الأول

الطفل الأول في العائلة هو الترتيب الأكثر شيوعًا عموماً، والمواصفات التي يتمتّع بها عدة جدًا وهي تغطي نواحيَ كثيرة إلى حدّ يجعل صاحبها يتساءل عمّا يميّزه عن سواه.

وفي ما يأتي الصفات التي غالبًا ما يتميّز بها المولود البكر:

• رغبة قوية في كسب رضا الآخرين، لا سيما أولئك الذين يتمتّعون بالسلطة.

• الالتزام بالقوانين فهو محافظ ويحترم القواعد والأنظمة المعمول بها.

• الرغبة في تحمل المسؤولية والسيطرة وتولّي المناصب القيادية.

• الرغبة في النجاح الأكاديمي.

• امتلاك حسّ المسؤولية والتنظيم.

• رعاية الآخرين والاهتمام بهم.

• النقد الذاتي وعدم مسامحة النفس بسهولة عند ارتكاب الأخطاء.

• الشعور بالضغط النفسي واللجوء إلى المساعدة النفسية أكثر من الآخرين.

أما في مجال اختيار الشريك فهو يشكل مع المولود الأخير ثنائيًا جيدًا لأن المولود الأول منظم يراعي الآخر ويحتاج إلى شخص يهتم به هو ويرعاه، فيما المولود الأخير الذي يحب المرح هو أقل تنظيمًا وأكثر ميلاً إلى الاعتماد على الغير ويتجاوب جيدًا مع شخص يتحلى بهذه الصفات.

المولود الأوسط

يوصف المولود الأوسط عادة بأنه شخص صعب وهو الخروف الضال في العائلة، أو أنه شخص غير سعيد وثائر ومنطوٍ على نفسه. لكن الإحصاءات تفيد أن الفكرة السائدة عن المولود الأوسط خاطئة في أغلب الأحيان.

وفي ما يلي الخصائص والمواصفات التي غالبًا ما يتميّز بها المولود الأوسط والتي ترسم صورة أدقّ عنه:

• لديه القدرة على التفاهم مع معظم الناس وعلى إعادة التناغم الاجتماعي عند حصول أي خلاف.

• يقتنع من الآخرين بسهولة ويميل إلى الاستسلام لضغوط أقرانه.

• لديه رؤية دقيقة لما يمكنه تحقيقه وهو قادر على وضع توقعات منطقية لنفسه.

• يتفوّق بطرق أكثر إبداعًا في الفن أو الموسيقى أو الرياضة...

• غالبًا ما يكون هو أول من يغادر المنزل العائلي في سنّ صغيرة.

• يميل أكثر من سواه إلى تأييد القضايا المحقة وإلى دعم الحملات نصرةً للمضطهدين.

• يعبّر عن شخصيته الفريدة بطرق غير اعتيادية، لا سيما في فترة المراهقة.

غالبًا ما يبتلى المولود الأوسط بعدم معرفة وجهته، ويعود السبب في ذلك جزئيًا إلى أنه يوجد صعوبة في معرفة ما يريده فعلاً، لكن شريكه محظوظ لأن من السهل الانسجام معه بسبب خبرته الطويلة في تجنب الخلافات مع إخوته وتقديم التنازلات والتوصل إلى تسويات من أجل الآخرين.

المولود الأخير

الشخص الأصغر سنًا في العائلة والذي سيبقى دومًا «الطفل» بعين الجميع، يهتمون به ويغفرون زلاته وتصرفاته غير المناسبة، على عكس الإخوة الباقين الذين يتمّ تجاهلهم أو مقابلتهم بالعبوس: وهذه البيئة من الاهتمام تشجع الصغير على استخدام السحر بدلاّ من أن تشجعه على بذل الجهد.

يتميز هذا «الطفل» بالمواصفات والخصائص الآتية:

• يتمتع بطبيعة ساحرة، منفتحة وجذابة، وغالبًا ما يؤدي دور المضيف عندما يتواجد مع أناس آخرين.

• لديه إمكانية التلاعب بالغير.

• يرتاح إلى وضعه غير المنظم.

• تظهر لديه صفة الإبداع والتجديد.

• يميل إلى التمرد وإلى تحدّي السلطة أكثر من سواه.

• يميل أيضًا إلى المغامرة.

• معرّض للشعور بعقدة النقص والمعاناة من مشاعر الدونية، وهو يصاب سريعًا بخيبات الأمل والشعور بالخذلان.

إن أراد المولود الأخير اختيار شريك لحياته فعليه أن يختار المولود الأول لينظم أموره ويعتبر الاهتمام به ورعايته مسألة طبيعية.

إلا أنّ ثمة مشكلة كامنة في هذا المزيج بين المولود الأول والمولود الأخير، إذ إنّ الأخير شغوف بمعتقداته الخاصة إلى درجة العناد بينما المولود الأول تقليدي ومتمسك بالأعراف.

المولود الوحيد

لم تكتفِ المؤلفة بهذا القدر من تحليل الشخصيات بحسب ترتيبها العائلي بل انتقلت إلى المولود الوحيد لتفنّد صفاته كبقية المواليد.

ما يتميّز به المولود الوحيد من خصائص هو كالآتي:

• يعبِّر عن أفكاره بشكل واضح ويميل إلى النجاح على الصعيد الأكاديمي.

• يتمتع بثقة عالية في نفسه ويرغب في العلاقة مع أولئك الذين يكبرونه سنًا ويتمثل بهم.

• لديه القدرة على تسلية نفسه وإسعادها وعلى تمضية الكثير من الوقت وحده.

• يتمتع بعقل منطقي ومنظم.

• يشعر بالارتباك أو بالضيق عند التعامل مع من هم أصغر منه أو في عمره، ويعتبر غالبًا بأنه يساء فهمه.

• يميل إلى طلب الكمال في كل ما يفعله ويلاقي صعوبة في تحمل الفوضى.

هكذا يسهم الكتاب في فهم المرء لنفسه وللآخرين عند استخدامه الترتيب بحسب الولادة كنقطة انطلاق قيمة لحل لغز الطبيعة البشرية المعقدة.

back to top