قوّة الشفاء في الرمّان ... صيدليّة كاملة في ثمرة واحدة

نشر في 21-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-07-2012 | 00:01
ما الذي يجعل من الرمان صيدلية كاملة في ثمرة واحدة؟ ما هي تلك القدرات السحرية التي يملكها الرمان والتي جعلت معظم شعوب العالم القديم تعتبره ثمرة مقدسة؟ وما الذي يجعل العلماء اليوم يولونه اهتمامًا كبيرًا؟ هذه الأسئلة يجيب عنها كتاب «قوة الشفاء في الرمان» الصادر عن «دار الفراشة» في بيروت.

على مدى سنوات تعاون الدكتور روبرت نيومان المتخصص في الصيدلة وعلم السموم مع الدكتور إفرام لانسكي المتخصص في الطب التقليدي والطبيعي لاكتشاف نبتة ما تستعمل في علاج السرطان أو الوقاية منه، وتوصلا بنتيجة هذا البحث إلى أن الرمان يمثل مرشحًا ممتازًا. فدرسا في المختبر تأثيرات مختلف مكوّنات هذه الثمرة بما في ذلك القشرة والبذرة والعصير على نموّ خلايا سرطان الثدي والبروستات والجلد وكانت النتائج واعدة. وفي الوقت عينه تبين لهما ولفريق الباحثين أن الرمان يفيد لاستعمالات أخرى كذلك.

وفيما تستمر الأبحاث على اختراع وصفات رمان محددة، وقد ظهر الكثير من التجارب الدراسية في مجالات علمية، عمد الدكتوران إلى وضع كتاب بمساعدة الكاتبة المتخصصة في مجال الصحة ميليسا بلوك حول فوائد الرمان ليؤمّنوا جميعًا جسر تواصل بين ما يجري من أبحاث وبين الناس.

الرمان

اعتبر الرمان مقدسًا لدى العديد من ديانات العالم، وهو يظهر في الكثير رموز المؤسسات الطبية، وقد اختير من بين أشكال تمثل ال DNA والجسم البشري ونبضات القلب ليكون شعار الاحتفال بالألفية الثانية للطب.

تشكل ثمرة الرمان عند الإغريق جزءًا أساسيًا من ولادة الفصول، وترمز في العهد القديم إلى القدسية والخصوبة والوفرة، وفي الفن المسيحي إلى القيامة والحياة الأبدية.

ويفصِّل هذا الكتاب ما يمكن أن يوفره كل جزء من ثمرة الرمان بما في ذلك الحبوب والعصير والقشر، حتى أنّ أوراق الشجرة ولحاءها وجذورها تمتلك خصائص علاجية، فهذه الثمرة الكريمة تزخر بأكثر من مجرّد حبات حمراء غنيّة بالعصارة.

التاريخ والتركيبة

يقدِّم الكتاب نظرة شاملة حول تاريخ الرمان وتركيبته الكيميائية فشجرة الرمان من الأشجار المعمرة وبعضها يعود عمره إلى مئتي عام، ولكن بعد مرور 15 عامًا على بدء إنتاجها للثمار تبدأ في التراجع، أما معدل ارتفاعها فيصل إلى ما بين 3 و 5 أمتار. ويساهم الطقس الحار في إعطاء الثمار حلاوة، وكل ثمرة منها تحتوي بين 200 و800 حبة.

إنّ حوالى 18% من البذور البيضاء الجافة الموجودة داخل الحبوب الغضة هو من الزيت. وما إن يزال العصير من الحبوب يمكن استخراج زيت غني بحمض البونيسيك من البذور ويمكن استعماله في مجال العناية بالبشرة.

العصير

كما عصير كافة الفواكه الأخرى، يتمتع عصير الرمان بحصته من السكاكر الطبيعية (الفركتوز والغلوكوز والسكروز)، والأحماض العضوية البسيطة (كحمض الأسكوربيك وحمض الستيريك وحمض الفوماريك وحمض الماليك). حتى أن العصير يحتوي على كميات صغيرة من كافة الأحماض الأمينية الضرورية ومن بين تلك الأحماض هو الأغنى بالبرولين (التي تدخل في تكوين الغضروف) والميثيونين (كبريت يحتوي على الحمض الأميني ذي النشاط المضاد للأكسدة) والفالين (سلسلة متفرعة من الحمض الأميني).

القشرة

على الرغم من أن قشرة الفاكهة قاسية ولا تثير الشهية فإن طعمها المرّ يعني أنها غنية بمركبات ذات استعمالات طبية فعالة. معظم النشاط الدوائي الهام للقشرة والعصير يأتي من مجموعة واسعة من المركبات التي تسمى البوليفينولات. وهي تضم التانين والفلافونويد اللذان يعتبران مواد طبيعية حافظة ومضادات أكسدة قوية.

إنّ إحدى فئات الكيميائيات النباتية التي يمكن أن تعيد مقاومة الإنسولين، الناجم عن حالات الأيض، إلى طبيعته هي البوليفينول. هذه البوليفينولات موجودة في عصير الرمان وقشرة وزيت بذوره.

ينجم معظم النشاط الهام للعصير والقشر عن هذه المجموعة الواسعة من المركبات التي تدعى البوليفينول.

اللحاء والجذور

يحتوي لحاء شجر الرمان وجذوره على مواد كيميائية تدعى أشباه القلويات أو القلويدات. هذه المركبات المعقدة المبنية على الكربون والتي تتضمن عنصر النيتروجين تمتلك عددًا من التأثيرات الوظائفية الفعالة. تتضمن بعض أمثلة الأعشاب التي تمتلك قلويدات مفيدة كلاً من شجرة البرباريس الشائكة والكاكاو وخاتم الذهب والزرشك والخشخاش والكركم (العقدة الصفراء). وقد استعملت القلويدات الموجودة في جذور شجرة الرمان ولحائها منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج الديدان التي تعيش في أمعاء البشر.

تزايد شعبية الرمان

أصبح الرمان سلعة رائجة بفضل مخزونه الصحي من مضادات التأكسد وقوته في التقليل من حدّة الالتهاب وقدرته على المساعدة في تنظيم عمل الهرمونات لدى النساء بسن اليأس.

ووفقًا للدراسات فإن مبيعات عصير الرمان قد ازدادت وأصبح بإمكانك اليوم شراء العصير في قوارير أو شراؤه طازجًا أو مركزًا. والرمان متوفر في عديد من الأشكال بالنسبة للمستهلك المهتم بصحته.

معلومات غذائية

تتضمن رمانة نيئة واحدة تزن 200 غرام:

• 105 وحدات حرارية

• 1.46 غرامًا من البروتين

• 26.4 غرامًا من الكربوهيدرات

• 0.46 غرامًا من مجمل الدهون

• 5 غرامات من الألياف إن تناولت البذور وأقل من غرام واحد إن لم تفعل

• 9.4 مللغرامات من الفيتامين Cا(15 بالمئة من الكمية الغذائية المسموح بها في الولايات المتحدة).

ميثولوجيا وتقاليد

يرد ذكر الرمان في التوراة كما في الميثولوجيا الإغريقية.

وقد كرّمت تلك الأشجار على مدى قرون في كافة أنحاء آسيا، إضافة إلى العنب والتين. لقد أحرز الرمان في الواقع استحقاقات لا تحصى في عالم الشهرة.

• اعتقد البابليون أن مضغ بذور الرمان قبل دخول المعركة يجعلهم لا يقهرون.

• كان المصريون القدامى يدفنون حكامهم مع الرمان.

· كانت رسوم الرمان تزيِّن أزياء رؤساء الأحبار في الهيكل الأول والثاني في القدس.

• الرمان هو أحد الفواكه الثلاث المباركة في البوذية إضافة إلى الحمضيات والخوخ. وقد أصبح رمزًا للخصوبة.

• في نشيد الأناشيد للملك سليمان يتم تشبيه وجنتي العروس الورديتين بنصفي فاكهة الرمان.

• لقد كان الرمان الشعار الرسمي للأمبراطور الروماني ماكسيمليان الأول.

• عادة ما يصور الفن الكنسي المسيحي الرمان على أنه رمز القيامة والحياة الأبدية.

• غرناطة وهي إحدى مدن إسبانيا وغرينادا إحدى جزر الأنتيل الصغرى على البحر الكاريبي وقد سميتا كذلك تيمنًا باسم الرمّان باللغتين الإسبانية والفرنسية.

• لوحة الرمانة المقطوعة إلى نصفين كانت من هدايا الزفاف الشهيرة في الحضارة الصينية. كان العريس البدوي في الشرق الأوسط يقطع رمانة ناضجة بينما يدخل وعروسه منزلهما. إن كانت الثمرة تحتوي على كثير من الحبوب وتناولها العريسان كان يقال إنهما سيحظيان بالكثير من الأولاد.

• كان الزوار في اليونان يجلبون معهم في الزيارة الأولى لشخص اشترى منزلاً جديدًا رمانة لجلب الوفرة والخصوبة والحظ الجيد.

back to top