تخلّصوا من الوزن الزائد بلا ريجيم

نشر في 09-06-2012 | 00:01
آخر تحديث 09-06-2012 | 00:01
من لا يريد معرفة أسرار الريجيم الناجح لبلوغ الوزن المثالي؟ لكن المعروف عند الناس أنّ من دخل نفق الريجيم نادرًا ما يرى النور في آخره وتبقى هذه المسألة ترافقه كل حياته. فما هو البديل الذي تقدّمه الدكتورة ستيبانكا تشيه في كتابها: «الريجيم الناجح لا علاقة له بالطعام»؟ من منشورات {دار الفراشة}.

عدد الكتب التي تمّ تأليفها في مواضيع التغذية والحميات والتخلص من الوزن الزائد لا يحصى ولا يُعدّ، ومع ذلك لا يتمكن معظم الناس من إنقاص وزنهم. وقد اعتقدت المؤلفة ستيبانكا تشيه أنها ستتمكن من إيجاد النظام الغذائي المثالي الذي يبقيها نحيفة وسعيدة، إلا أنها مع كل كتاب كانت تقرأه تجد نفسها أكثر ارتباكًا وتشوّشًا. وبعد سنين من البحث توصلت إلى جواب مختلف تمامًا عما كانت تتوقعه.

أدركت ستيبانكا أخيرًا أن ما تحتاج إليه هو تغيير أفكارها لكي تستطيع تغيير مظهرها ومشاعرها. وكان عليها أن تعيد رسم الصورة التي لديها عن نفسها وتركز على ما تريد أن تحققه لا على ما لا تحبه. لقد انفتح أمامها عالم جديد بعد سنوات من الضياع.

الدعاء

تعرفت ستيبانكا إلى «روي» من خلال اختصاصيين بالطب الطبيعي والتجانسي كانت تتعالج لديهما، وعوضًا عن إعادة التوازن في الطاقة لديها أصبح روي مرشدها الذي دلّها على علاج قديم يعتمده سكان جزر الهاواي وهو الاقتناع بأن لديها القدرة على شفاء نفسها وعلى تغيير أي شيء تريده، وكل ما عليها أن تفعله لتحقيق ذلك هو الدعاء إلى الله.

ولكن يفترض في هذا الدعاء أن يكون مختلفًا عن الأدعية الروتينية السابقة التي كانت تبدو على هذا الشكل: «أرجوك يا رب ساعدني على تجاوز هذه المشكلة». كان يجب أن تصوغ الدعاء بشكل إيجابي وأن تشكر الله وتتصرّف كما لو أن طلبها قد استجيب. وكان عليها أيضًا أن تنهي دعاءها بالقول: «الحمد لك يا ربّ لأنك أعطيتني كل هذا وأكثر».

طلب منها روي أن تتصوّر ما تريده وتتخيله وتسمعه وتشعر به كشيء قد تحقق فعلا في حياتها. وكلّما كانت تلك الصورة واضحة في حياتها وواقعية في فكرها كان ذلك أفضل.

التسليم لله

بعد أن اقتنعت ستيبانكا بأن الدعاء بإيمان هو الطريق الصائب كان لا بد أن تسلّم أمرها إلى الله. كان عليها أن تعترف بأنها لا تستطيع التحكم بنفسها ولا بالطعام الذي تتناوله. وكان يفترض بها أن تسلّم حياتها وإدارتها لله.

كان الخيار صعبًا في التخلّي عن إرادتها والتسليم بما يريده الله لها. وقرّرت في النهاية أن تنسى موضوع الصلاة والتسليم إلى الله وتجربة شيء آخر كالعلاج النفسي. وبعد محاولات دامت سنوات عدة انتهى الأمر بها إلى فشل ذريع.

انقلاب

لم تعد ستيبانكا تتحمل أن تعيش يومًا واحدًا كما كانت تعيش في السابق. أرادت أن تحسّن حياتها وتشعر بالسعادة والحياة وتحقق أحلامها فبدأت من جسدها، وكان المبدأ بسيطًا: «ركزي على النتائج».

تناولت القلم وبدأت تكتب على دفترها وكأنّ رغباتها قد تحققت:

«يا إلهي، أشكرك على جسمي الذي يشعّ صحة ونشاطًا وجمالاً. أشعر بخفة كبيرة وبأنني متصالحة مع نفسي. أحسّ بالحرية والقدرة على التنفّس ملء رئتي. أنا سعيدة لأن ثيابي أصبحت تناسب مقاسي وتريحني أكثر. أبدو وأشعر بأنني جميلة وجذّابة ورقيقة ونشيطة. أنا ممتنّة لأن عاداتي الغذائية تلقائية ولا أحتاج لأن ألزم نفسي بشيء بل أختار بشكل طبيعي الطعام والشراب والنشاطات التي تجعلني أشعر بالحياة. أستمتع بتناول الكثير من الفاكهة والخضار الطازجة، وأشعر بقربي من الطبيعة والله. وأنعم بالتوازن والسعادة. بشرتي ناعمة ومشرقة وشعري صحي ولامع. جسمي يتوق للحركة والهواء النقي. أشكرك لأنني أشكل مثالاً تحتذي به ابنتي. أنا ممتنة لكل معلومة جديدة أتعلمها فتساعدني أنا وعائلتي على عيش حياة متكاملة وصحية. أشكرك يا إلهي لأنك أعطيتني كل هذا وأكثر».

كتبت هذه الصلاة وأعطت نفسها مدة ثلاثة أشهر، وما كان عليها سوى أن تتصرّف كما لو أن ما كتبته قد تحقق فعلاً.

وبدأت الأمور تتغير وووزنها ينخفض، ولم يمض وقت طويل حتى اتسعت ثيابها عليها وشعرت بنشاط جسدي أكبر وبالسلام يغمر حياتها.

لقد أصبحت ستيبانكا تؤمن بأن خسارة الوزن لا علاقة لها بالطعام، بل تتم عبر تغيير كيفية تفكيرها في الطعام ونظرتها إلى نفسها وهذا هو الأهم.

الرياضة

تعتقد د. ستيبانكا بأن الرياضة مفيدة للصحة والمزاج لكنّ النشاطات اليومية أسهل وأكثر متعة وكذلك اللهو والتنزه. وينبغي التفكير بأن الرياضة هي وسيلة لاستعادة القوة والقدرة على العمل وتصفية الذهن، وعلى إيصال كمية أكبر من الأوكسيجين إلى الدماغ وخفض معدلات الضغط النفسي، أما تأثيرها على الوزن فهو غير ملموس.

من خلال هذا البروتوكول الخاص الذي اتبعت خطواته بكل دقة وإخلاص بدأ وزنها ينخفض ونجحت طريقتها.

حياة جديدة

«أستيقظ كل صباح ممتنة لحياتي الجديدة. أشعر بالامتنان للطريقة التي أرى فيها نفسي وللطريقة التي أشعر بها. أنا أعي السلام العظيم الذي يسود في قلبي وفي عقلي. أنا ممتنة لأني أستطيع أن أنظر في المرآة وأبتسم.

«إنّ حياتي مختلفة الآن. ظاهريًا، لم يتغيّر أيّ من ظروفي الخارجية إلا أنّ كل شيء تغيّر بالنسبة إليّ؛ ويعود هذا إلى أني غيّرت الطريقة التي أنظر فيها إلى الأمور. لا، لم تصبح حياتي مثالية على الفور كما لم تختفِ مشاكلي كلها مع اختفاء الكيلوغرمات الزائدة. ما زال لديّ الكثير لأفعله قبل أن تصبح الأمور كلها كما أرغب، لكن حياتي أصبحت بالتأكيد أجمل وأفضل».

«أنا فعلاً سعيدة كما أني أبتسم أكثر ويبادلني الآخرون الابتسام. وقد لاحظ أصدقائي التغييرات التي طرأت وأصبحوا يرون شخصًا جديدًا، شخصًا لا يربطه أيّ قاسم مشترك بالشخص الذي عرفوه في الماضي».

هكذا استطاعت ستيبانكا في نهاية الأمر أن تضع لنفسها ريجيمًا ناجحًا تتألف عناصره من القبول بالذات أولاً ثم الصلاة والقدرة على التغيير.

back to top