يوسف الدالي مؤسّس راديو تسعينيات: الذكريات تساعدنا على متابعة حياتنا بشكل أفضل

نشر في 27-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 27-08-2011 | 22:01
No Image Caption
يوسف الدالي شاب مصري يعشق الماضي ويعتبر أنه وسيلة مهمة لفهم الحاضر والاستمتاع به بل ولقراءة المستقبل أيضاً. في سبيل مشاركة آخرين هذه المتعة، أنشأ «راديو تسعينيات إف إم» على الإنترنت، فحقق رواجاً ملحوظاً. التفاصيل في اللقاء التالي.

كيف انبثقت فكرة «راديو تسعينيات إف إم»؟

من برنامج «كان زمان» الذي قدّمته على «راديو أرابيسك» في إذاعة «صوت العرب» في ألمانيا، وكان معظم الأغنيات فيه من حقبة التسعينيات، فاكتشفت مدى تعلّق الناس بهذه الفترة كونها تزخر بذكريات يصعب نسيانها. كذلك أجريت استطلاعات للرأي لتبيان مدى تقبّل الناس للفكرة فرحبوا بها، من ثم عرضتها على أصدقائي فشجّعوني، هكذا أنشأت «راديو تسعينيات».

ما كان الهدف من إنشاء «راديو أرابيسك»؟

خدمة العرب المهاجرين في ألمانيا، في المناسبة، كان الراديو إحدى وسائل الإعلام الأولى التي نقلت مقتل الشهيدة المصرية مروة الشربيني على يد متطرّف ألماني، لقرب موقع المحكمة من مقر الراديو في ألمانيا.

لم يشمل «راديو تسعينيات إف إم» فترة الثمانينيات أيضاً، لماذا؟

لأن المستمع فيها كان حائراً بين جيل الزمن الجميل من أمثال عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وبين جيل النجوم الشباب من أمثال عمرو دياب ومحمد منير والفرق الموسيقية التي كانت تحاول محاكاة الموسيقى الغربية.

ما سرّ تركيزك على الماضي؟

من ليس له ماضٍ لا مستقبل له، فنحن نستفيد من الماضي للتعلّم من أخطائنا ونستمدّ منه دفعة إلى الإمام ويضيف إلينا خبرات تساعدنا على متابعة حياتنا بشكل أفضل.

حدّثنا عن فريق العمل في «راديو تسعينيات».

يتألف من مجموعة من طلاب الهندسة قسم الاتصالات، فقد طبّقنا النظريات التي درسناها في الإذاعة وأسسنا استوديو متواضعاً في ميدان التحرير، رمز ثورة 25 يناير، وبجودة عالية ترضي المستمعين، كذلك أفادتنا دراستنا في تصميم موقع إلكتروني وبرمجته لتسهيل استماع الجمهور إليه.

ما أبرز البرامج التي تقدمها؟

البرامج قليلة لأننا ما زلنا في مرحلة التأسيس. نبدأ بعرض أغنيات التسعينيات، وفي ختام اليوم نعرض موسيقى لكبار الموسيقيين أمثال عمر خيرت وياسر عبدالرحمن.

كيف تتواصل مع المستمعين؟

الإنترنت لغة الاتصال بيننا سواء على موقع الإذاعة الإلكتروني أو على الصفحة الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ومن خلالها أطرح استطلاعات رأي حول الإذاعة وأهم البرامج التي يود الجمهور الاستماع إليها، وبرز إجماع على برنامج «ساعة مع مطرب» الذي تُعرض فيه أهم أغنيات التسعينيات.

ما موقف مطربي التسعينيات من الإذاعة؟

رحبوا بالفكرة. أثناء إذاعة إحدى الحلقات شارك المطرب هشام نور في مداخلة عبَّر فيها عن فرحته بهذه الإذاعة، كذلك عبّر المطرب والملحن حميد الشاعري، رائد فترة التسعينيات، عن سعادته البالغة بالإذاعة وأكد أنه سيزوّدنا بعرض «ماستر» لأغنيات من حقبة التسعينيات يصعب وجود نسخ منها ذات جودة عالية، وشكر الفنان مصطفى قمر أيضاً القيّمين على الإذاعة وعبّر عن سعادته في المشاركة في إحدى حلقات برامجنا، لأن فترة التسعينيات تحمل ذكريات وإنجازات كثيرة بالنسبة إليه.

ألم تفكّر في إطلاق إذاعة أغنيات تسعينيات أجنبية؟

طرحت الفكرة لكن لم تلقَ قبولاً. ثمة إذاعة أميركية تقدّم هذا المحتوى الإعلامي، أرفض التكرار كي لا يَملّ الجمهور، إنما أقدّم أغنيات أجنبية شهيرة يردّدها الجميع.

بعد نحو أربعة أشهر من إطلاق الإذاعة كيف تقيّم التجربة؟

ناجحة وممتعة. في البداية خشيت الفشل لكن الجمهور في تزايد مستمر. بدأت الإذاعة بمئة مستمع واليوم تجاوز العدد العشرة آلاف. أكثر الدول استماعاً هي مصر ثم أميركا ثم دول الخليج، وتأتي الكويت والسعودية في المقدّمة تليهما الإمارات.

ما أهم الإضافات التي ستحظى بها الإذاعة مستقبلاً؟

نحن بصدد تزويدها بمعدات حديثة من ألمانيا وأميركا لمواكبة أحدث التقنيات في استوديوهات الإذاعات العالمية، كذلك سنضيف برنامجاً يخوّل المستمع الاستماع إلى الإذاعة مباشرة بمجرد طلبه للأغنية.

برأيك ما المشاكل التي تواجه الإذاعات على الإنترنت؟

الاستمرارية والتمويل. ثمة إذاعات تطلق على شبكة الإنترنت لكنها سرعان ما تفشل بسبب إعراض الجمهور عنها، بالتالي تصبح عديمة الفائدة. بالنسبة إلى مشكلة التمويل، تحتاج الإذاعة إلى وجود راعٍ لها، عموماً يمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال توفير موازنة محدودة وفقاً لمدى استماع الجمهور إليها، من هنا على الإذاعة التي لا تستقطب عدداً كبيراً من المستمعين ألا تشغل حيزاً يزيد التكلفة التي لا تفيدها.

ثمة مشكلة ثالثة هي إيجاد فكرة جيدة في ظل هذا الكمّ الهائل من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بحيث تكون الإذاعة قادرة على المنافسة واستقطاب أكبر نسبة من الجمهور.

back to top