الكويت.. شهر رمضان ميدان التنافس في العمل الخيري

نشر في 18-05-2019 | 12:39
آخر تحديث 18-05-2019 | 12:39
جانب من حملات الافطار الجماعي
جانب من حملات الافطار الجماعي
تكثف المؤسسات والهيئات الخيرية الكويتية أنشطتها في شهر رمضان المبارك سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي حيث تتبارى في اطلاق مشاريعها الخاصة بسد حاجات المحتاجين والأسر المتعففة داخل الكويت وخارجها وذلك انطلاقاً من مسؤولية الكويت الإنسانية والتزامها بتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية.

فعلى المستوى الخارجي أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع سلال غذائية لمساعدة 15 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط ويستفيد منها 100 ألف شخص خلال شهر رمضان الفضيل.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الكويت انطلاقاً من مسؤوليتها والتزامها بتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية تواصل القيام بدور بارز ومتزايد الأهمية في تقديم المساعدات الإغاثية لمختلف دول العالم التي تواجه الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية.

وأضاف الساير أن الجمعية تهدف إلى تقديم المساعدات لكل الشعوب المحتاجة والمتضررة في شتى بقاع العالم، موضحاً أن المساعدات ستقدم في كل من موريتانيا وأوغندا وكينيا وكوت ديفوار وبنين وفلسطين وباكستان وسيريلانكا وطاجيكستان واليمن والعراق واللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والبوسنة والهرسك وجزر القمر.

وأشار إلى أن هذه المساعدات تعكس روح المساندة والتضامن لدى الشعب الكويتي وهي رسالة محبة إلى جميع الشعوب المتضررة جراء الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الانسان.

وأوضح أن هذه المساعدات من الأمور التي تحرص عليها الجمعية بشكل مستمر، لافتاً إلى أن أزمة اللاجئين والنازحين تمثل تحدياً عالمياً، مؤكداً أن الاستجابة الإنسانية يجب أن تكون عملاً جماعياً للأمم والشعوب.

وأكد أن جمعية الهلال الأحمر تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في مساندة الشعوب المحتاجة والحد من الفقر والأمراض وبناء المشاريع التنموية.

عربياً

عربياً، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية أنها بصدد توزيع ما مجموعه 15 ألف وجبة إفطار صائم على اللاجئين السوريين في الأردن إضافة إلى توزيع «كسوة العيد» على ألف عائلة خلال شهر رمضان المبارك.

وقال عضو وفد الجمعية إلى الأردن المتطوع الكويتي مشعل العتيبي لـ (كونا) بعد حفل الإفطار الجماعي الذي أقامته الجمعية بالتعاون مع نظيرتها الهلال الأحمر الأردني أنه تم وضع برنامج لتوزيع 15 ألف وجبة إفطار صائم على مدى 30 يوماً.

وأضاف العتيبي أن الجمعية رصدت كذلك ألف «كوبون» بقيمة 50 ديناراً أردنياً لكل «كوبون» (نحو 22 ديناراً كويتياً) لتوزيعها على العوائل السورية اللاجئة في الأردن ضمن برنامج «كسوة العيد» من أجل مساعدة الأسر على الاستعداد لهذه المناسبة السعيدة.

وأكد حرص الجمعية على تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وتخفيف المعاناة عنهم وذلك في مختلف المواسم ومنها شهر رمضان المبارك مثمناً التعاون والتنسيق المشترك مع الهلال الأحمر الأردني في تنفيذ برامج الجمعية بمختلف المناطق الأردنية.

من جانبه، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الهلال الأحمر الأردني محمد الطريفي لـ (كونا) إن برنامج «الهلال الأحمر الكويتي» خلال شهر رمضان يتضمن توزيع وجبات الإفطار على ستة آلاف صائم وذلك ضمن ستة حفلات للافطار الجماعي تقيمها الجمعية بالتعاون مع «الهلال الأحمر الأردني».

وأوضح الطريفي أن تسعة آلاف وجبة أخرى سيتم توزيعها على الصائمين في مختلف المناطق الأردنية ليصبح المجموع 15 ألف وجبة إضافة إلى كسوة العيد التي ستستفيد منها ألف عائلة سورية لاجئة.

وأشاد في هذا الصدد بجهود جمعية الهلال الأحمر الكويتية الإغاثية والإنسانية خلال هذا العام والأعوام الماضية مشيداً بالشراكة بين الهلال الأحمر الأردني والكويتي لخدمة اللاجئين السوريين وتخفيف معاناتهم الإنسانية.

وأعرب عدد من أرباب أسر اللاجئين السوريين خلال حفل الإفطار الجماعي المقام بحديقة الزهور في العاصمة عمان عن امتنانهم الكبير للشعب الكويتي ودعمه لهم مثمنين المكرمات والجهود الإنسانية والمواقف النبيلة من أهل الكويت تجاههم منذ اندلاع الأزمة.

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ حتى نهاية العام الماضي نحو 1.3 مليون لاجئ وفقاً للاحصاءات الرسمية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

تركيا

وفي أنقرة، حيث قامت جمعية النجاة الخيرية الكويتية بتقديم ألفي وجبة افطار صائم يومياً للاجئين السوريين بمدينة «شانلي أورفا» جنوب تركيا.

وقال رئيس قطاع المصارف والمشاريع بالجمعية الدكتور جمال الشطي لـ (كونا) أن الجمعية قامت أيضاً بتوزيع العديد من الوجبات الساخنة يومياً بمخيمات اللاجئين السوريين للتخفيف من معاناتهم خلال هذا الشهر الكريم.

واعتبر أن برنامج افطار الصائم من المشاريع الموسمية التي تحرص جمعية النجاة على تنفيذها في داخل الكويت وخارجها خاصة للاجئين السوريين قبل شهر رمضان بفترة زمنية طويلة.

وأشاد بجهود الكويت على المستويين الحكومي والشعبي التي لا تزال لها اليد العليا في مساندة الضعفاء والمحتاجين في شتى بقاع الأرض.

وأشار إلى أن برنامج الوفد الكويتي تضمن أيضاً توزيع كفالة الأيتام على 250 طفلاً من بين 3000 يتيم سوري تقوم جمعية النجاة بكفالتهم وتنظم لهم الأنشطة التعليمية والتثقيفية والتوعوية وبرامج الدعم النفسي.

وما زلنا في أنقرة حيث أجرى فريق الشفاء الإنساني الكويتي 37 عملية جراحية و110 فحوصات طبية وتقديم العلاج للاجئين السوريين بمستشفى «سيفجي» في بلدة ريحانلي بمدينة هطاي جنوب تركيا.

وقال عضو الفريق الدكتور فيصل الهاجري لـ (كونا) أن أطباء جراحة المسالك البولية أجروا 12 عملية معقدة في حين أجرى أطباء الأنف والأذن والحنجرة 25 عملية للاجئين السوريين.

وأضاف أن برنامج الفريق تضمن أيضاً تسيير قافلة غذائية وأخرى محملة بالطحين تكفي لمدة شهر كامل إلى الداخل السوري لنحو 1800 أسرة.

وأشار الهاجري إلى أن الفريق قام بتوزيع سلات غذائية رمضانية للاجئين السوريين في تركيا لعدد 200 أسرة والتكفل بإفطار صائم لمدة شهر لعدد 400 جريح سوري يتلقون العلاج بالمستشفى وتوزيع مبالغ نقدية لعدد 350 أسرة منكوبة.

وتعد هذه الرحلة التي تحمل شعار «دواء وشفاء» الـ 17 لفريق الشفاء الكويتي لدول الجوار السوري والخامسة إلى تركيا بعد زيارة في نوفمبر 2015 وزيارتين في فبراير وديسمبر 2017 وأخرى في فبراير 2018 أجرى خلالها العديد من الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية للاجئين السوريين.

وتقع هطاي على الحدود السورية وتستضيف 457 ألف لاجئ سوري بينهم 130 ألف لاجئ يعيشون في ريحانلي.

ويضم فريق الشفاء الإنساني الكويتي 12 طبيباً وإدارياً من بينهم طبيب جراحة المسالك البولية من قطر في رحلته الخامسة إلى تركيا.

باكستان

ولم تقتصر يد الخير الكويتية على الدول العربية بل امتدت لتشمل دولاً أخرى منها باكستان حيث قامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بتوزيع 5500 سلة غذائية (61 كيلوغراماً لكل منهما) على الأشخاص المستحقين في باكستان وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الباكستاني.

وقد شملت حملة التوزيع مدناً منها لاهور وكاسور وجانغ ومظفر جاره وروالبندي وإسلام آباد وبيشاور وبانو وكوهستان ومهمند وباجور وكورام وجنوب وزيرستان وشمال وزيرستان وكويتا وبيشين وبانجور وتشاجي وكراتشي وثاركباركار وبيمبر وكوتلي.

وقام الصليب الأحمر الكردستاني بتوزيع 1050 سلة في إقليم البنجاب الشرقي و450 في مقاطعة خيبر باختونخوا الشمالية و1330 سلة في المنطقة القبلية الشمالية المتاخمة لأفغانستان و1050 سلة في مقاطعة بلوشستان الجنوبية الغربية و650 في مقاطعة السند الجنوبية و800 سلة غذائية وزعت في اسلام اباد.

وبهذه المناسبة، أعرب رئيس وفد الهلال الأحمر الكويتي يوسف المعراج عن سعادته ورضاه عن عملية التوزيع وقال أن التعاون في الأنشطة الإنسانية يسلط الضوء على العلاقات الأخوية بين باكستان ودولة الكويت.

وأضاف أنه تم توزيع أكثر من 5500 سلة غذائية للأسر المحتاجة، مضيفاً أن الأنشطة الإنسانية تجري تحت توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «قائد العمل الإنساني».

ومن جانبه، شكر الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الباكستاني خالد بن مجيد الكويت على توزيع هذه السلال الغذائية في شهر رمضان المبارك بدعم سخي.

وقال لـ (كونا) إنه بدعم من الهلال الأحمر الكويتي وشركاء آخرين تمكنا من الوصول إلى 60 ألف شخص من خلال توزيع السلات الغذائية في جميع أنحاء باكستان، معرباً عن أمله في أن يشكل ذلك شراكة دائمة لدعم الشعب الباكستاني.

وفي اطار مساهمات البعثات الدبلوماسية في العمل الخيري الكويتي في شهر رمضان المبارك شارك سفير الكويت لدى جمهورية غانا والمحال إلى جمهورية مالي وجمهورية ساحل العاج محمد الفيلكاوي في مشروع توزيع إفطار الصائم.

وقالت السفارة في بيان أنها تقيم هذه الموائد سنوياً على نفقة محسنين من دولة الكويت بإشراف الأمانة العامة للأوقاف وتنفيذ سفارة الكويت في أكرا-غانا بالتعاون مع جمعية الرعاية والتنمية الاجتماعية- فرع غانا وبحضور مديرها التنفيذي منصور أبو زيد.

وأضافت السفارة أنه تم توزيع عدد 1570 كرتوناً متوسط الحجم يحتوي على مواد غذائية شملت الأرز والسكر والزيت ومعجون الطماطم وعلب التونة والبقوليات.

ملحياً

محلياً، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تبرع الأمانة العامة للأوقاف بمبلغ 200 ألف دينار (نحو 660 ألف دولار) لصالح الأسر المحتاجة في الكويت في المجالين الصحي والتعليمي.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير في تصريح صحفي عقب لقائه أمين عام الأمانة العامة محمد الجلاهمة أن الأمانة العامة خصصت 100 ألف دينار للمجال الصحي و100 ألف للمجال التعليمي.

وثمن جهود الأمانة العامة للأوقاف والمحسنين من أبناء الكويت الذين لا يدخرون جهداً في تقديم المساعدات للأسر المحتاجة لتخفيف الأعباء عنهم مؤكداً أهمية التراحم والتكافل اللذين جبل عليهما أهل الكويت في مساعدة المحتاجين.

وأكد استمرار التعاون مع الأمانة العامة في الأنشطة والمشاريع المستقبلية التي تلبي كل احتياجات المجتمع من خلال الاهتمام البالغ الذي توليه الجمعية بتوزيع المساعدات المحلية على الأسر المتعففة والمحتاجة في الكويت التي يبلغ عددها 5000 أسرة إلى جانب المساعدات الكبيرة في الخارج على مدار العام.

وقال الساير أن لدى الجمعية الكثير من المشاريع والأنشطة لصالح الأسر المحتاجة في الكويت ومنها توفير الغذاء والتعليم والعلاج والدواء وتوفير الأجهزة الكهربائية إضافة إلى دعوتهم مع أبنائهم إلى مقر الجمعية للاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية.

ومن جانبه، أشاد الجلاهمة في تصريح مماثل بالجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذلها الجمعية لمساعدة المحتاجين والمتضررين في الدول المنكوبة وحرصها على تقديم العون للأسر المحتاجة داخل الكويت.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن تنظيم افطار صائم لـ 500 عامل من العمالة الوافدة في مقرها كل يومي جمعة وسبت خلال شهر رمضان.

وقالت الأمين العام في جمعية الهلال الأحمر مها البرجس لـ (كونا) أن افطار الصائم يأتي كبادرة من مجموعة أنشطة المسؤولية الاجتماعية للجمعية التي تقيمها بشكل مستمر في شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أنها مشاركة مجتمعية لتسليط الضوء على الدور الهام الذي يقوم به العمال في الكويت.

وأضافت «يسعدنا أن نلتقي بالعاملين الوافدين من إخواننا والعاملين في مسيرة بناء وطننا الحبيب»، مضيفة أن «مشاركتنا بهذا الإفطار تؤكد قيمنا الإنسانية والروح الحقيقية لهذا الشهر وتقديراً لهؤلاء العمال الذين يفتقدون الأجواء العائلية».

واعتبرت أن هذه البادرة جزء أساسي من أنشطة الجمعية الهادفة إلى خلق المزيد من الألفة والتقارب بين جميع أفراد المجتمع.

وأكدت البرجس أنه يتم تقديم أفضل الخدمات للعمالة مع مراعاة الاشتراطات الصحية وضمان توفير الوجبات اللازمة لهم مشيدة بدور المتطوعين في استضافة العمال في مقر الجمعية.

وأوضحت أن برنامج «إفطار صائم» الذي دأب الهلال الأحمر على تنفيذه كل عام في هذا الشهر الفضيل سواء داخل الكويت أو خارجها يهدف إلى سد حاجة الصائمين من الفقراء والمحتاجين وذلك من خلال توزيع وجبات الافطار أو تنظيم موائد الإفطار بمقر الجمعية أو عبر توزيع الطرود الغذائية.

وما زلنا في الداخل الكويتي حيث أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة أن الأمانة العامة للأوقاف قدمت 500 ألف دينار لرفع الضبط والاحضار عن 400 حالة بمبلغ 500 ألف دينار (نحو 1.6 مليون دولار) دعماً لحملة الغارمين من الكويتيين والكويتيات خلال شهر رمضان المبارك.

وقال الشعلة في تصريح صحفي أن من بين تلك الحالات 300 امرأة، مبيناً أن العملية تمت بالتنسيق مع جمعية التكافل لرعاية السجناء التي تقوم بدراسة الحالات المستحقة وضمان استكمالها للشروط المعدة للاستفادة من دعم الأمانة العامة للأوقاف لحملة التبرع في شهر رمضان.

وأوضح أن شريحة الغارمين الكويتيين تعد من ضمن الفئات المستهدفة في خطة عمل الأمانة العامة للأوقاف استكمالاً لمسيرة قائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي استحق هذا اللقب بكل جدارة واستحقاق وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام.

وذكر أن هدف هذه الحملة المباركة لم شمل الأسرة الكويتية ورفع المعاناة عنها وانقاذها من التفكك والضياع انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «الأقربون أولى بالمعروف».

back to top