المستشار النمساوي يصل الكويت غداً في زيارة رسمية تاريخية

نشر في 23-03-2019 | 10:40
آخر تحديث 23-03-2019 | 10:40
No Image Caption
يبدأ المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس يوم غد الأحد زيارة رسمية للكويت هي الثانية من نوعها لمستشار نمساوي منذ الزيارة التاريخية التي قام بها المستشار الاشتراكي الراحل برونو كرايسكي في ثمانينيات القرن الماضي.

وتكتسب زيارة المستشار كورتس التي تهدف إلى دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات أهمية خاصة باعتبارها تأتي بعد أقل من شهر من لقاء المستشار مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أعمال القمة الأوروبية العربية التي عقدت في شرم الشيخ.

وكان المستشار النمساوي وصف لقاءه مع سمو أمير البلاد خلال قمة شرم الشيخ بأنه «كان ودياً وساده التفاهم المشترك حول مختلف القضايا والمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط».

واستبق المستشار كورتس زيارته للكويت بالإشادة بحكمة سمو أمير البلاد ومساعيه في ايجاد حلول سلمية لمشاكل المنطقة إذ يتطلع المستشار إلى استكمال بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال زيارته غداً.

وضمن هذه الأجواء الايجابية تأتي زيارة المستشار النمساوي التي تتزامن مع مرور 54 عاماً من العلاقات الدبلوماسية المتطورة بين البلدين والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل إذ يتطلع البلدان الصديقان من خلال هذه الزيارة التاريخية للمستشار إلى دفع مستوى العلاقات إلى آفاق أوسع.

وساهمت الزيارة الرسمية للمستشار النمساوي الراحل برونو كرايسكي للكويت عام 1981 في وضع حجر الأساس في مسيرة التعاون المتميزة بين البلدين إذ حققت تطوراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وقررت الحكومة النمساوية بعد مرور نحو أربعة أعوام من تلك الزيارة التاريخية افتتاح سفارة لها في الكويت لتبدأ قصة نجاح مستمر في علاقات البلدين الصديقين.

وتعتبر الكويت من أوائل الدول العربية والخليجية بالذات التي ترتبط بعلاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية مع النمسا وبالتحديد منذ عام 1965.

وتم افتتاح السفارة النمساوية في الكويت عام 1979 على مستوى قائم بالأعمال على امتداد أربعة أعوام قبل أن يقرر المستشار الراحل كرايسكي عام 1984 تعيين سفير للنمسا في الكويت.

أما من جانب الكويت فقد افتتحت سفارتها رسمياً في العاصمة النمساوية فيينا عام 1984 على مستوى سفير مقيم ومنذ ذلك التاريخ وعلى امتداد 35 عاماً تناوب ستة سفراء في تمثيل الكويت لدى النمسا وساهموا كل من موقعه في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وكان أول دبلوماسي عينته الكويت على رأس البعثة الدبلوماسية الكويتية لدى النمسا هو السفير عبدالحميد العوضي الذي تولى شخصياً مهمة تأسيس السفارة الكويتية في النمسا واعداد طاقمها المحلي بالكامل إلى جانب الدبلوماسيين المعتمدين من الكويت ثم جاء بعده السفير فيصل الغيص واستمر في الخدمة مدة سبع سنوات.

وفي عام 1999 تولت السفيرة نبيلة الملا رئاسة البعثة الدبلوماسية الكويتية في النمسا والممثلية الدائمة للكويت لدى المنظمات الدولية في فيينا حيث واصلت البناء على ما قام به أسلافها الدبلوماسيون إضافة إلى تألقها باعتبارها أول امرأة عربية وخليجية في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتولى رئاسة مجلس محافظي الوكالة عام 2003 لتكون فترة رئاستها شهادة للعالم على ما وصلت إليه المرأة الكويتية من تطور ورقي.

وفي عام 2004 تولى السفير فوزي الجاسم رئاسة الدبلوماسية الكويتية في فيينا ليواصل ذات النهج وخاصة من ناحية استكمال انشاء مبنى السفارة الكويتية الجديدة في النمسا ليخلفه بعد خمس سنوات السفير الكويتي محمد الصلال الذي انتقلت في عهده السفارة الكويتية في النمسا إلى مقرها الجديد في أحد أرقى أحياء العاصمة النمساوية فيينا.

وفي عام 2013 تولى السفير الكويتي الحالي صادق معرفي رئاسة البعثة الكويتية في النمسا والممثلية الدائمة للكويت لدى المنظمات الدولية في فيينا وتعزز دور الدبلوماسية الكويتية في فيينا ولدى هذه المنظمات وأثمرت عنها الزيارة المنتظرة للمستشار النمساوي للكويت.

ويرتبط البلدان منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية قبل 54 عاماً بالعديد من اتفاقيات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والنقل الجوي وتشجيع وحماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي إضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الكويت ونظيرتها النمساوية.

وطوال 54 عاماً من العلاقات المتميزة بين البلدين قام كبار المسؤولين الكويتيين بزيارات عديدة إلا أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لفيينا في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان وزيراً للخارجية شكلت انعطافة كبيرة في العلاقات بين البلدين الصديقين.

ورسخت هذه الزيارة العلاقات نحو المزيد من التقدم والتطور لتتوج بعد ذلك بحركة قوية في تبادل الزيارات بين البلدين الصديقين حيث توافد على النمسا العديد من الوزراء وكبار المسؤولين منهم وزراء النفط والمالية والصحة والعدل ومجموعات الصداقة البرلمانية الكويتية وغيرها.

أما بالنسبة للجانب النمساوي فقد شكلت زيارة المستشار الاشتراكي الراحل برونو كرايسكي حجر الأساس في العلاقات الكويتية النمساوية تلتها عام 1984 زيارة وزير الخارجية النمساوي ارفين لانس وفي عام 1988 كانت الكويت على موعد مع زيارة رفيعة المستوى لرئيس جمهورية النمسا الراحل كورت فالدهايم ثم زيارة خلفه الرئيس السابق هاينز فيشير عام 2009 تمخضت عنها نتائج ايجابية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها.

ولم ينقطع تبادل الوفود بين الكويت والنمسا حيث زار طوال هذه الفترة رؤساء البرلمان ووفود اقتصادية وغالبية وزراء خارجية النمسا كان آخرها الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الحالية كارين كنايسل للكويت في ديسمبر العام الماضي.

ويتوقع وعلى نطاق واسع أن يتركز البحث خلال زيارة المستشار كورتس للكويت على توسيع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يوصف بأنه متواضع بالمقارنة بمتانة العلاقات السياسية القائمة بينهما.

وإلى جانب الدور الهام الذي أدته الدبلوماسية الكويتية على امتداد أربعة وخمسين عاماً من العلاقات النمساوية الكويتية فقد ساهمت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بدورها في دعم هذه العلاقات حيث كانت من أوائل وكالات الأنباء العربية التي فتحت مكتباً لها في فيينا بداية الثمانينيات من القرن الماضي وساهم مراسلو الوكالة في تغطية مختلف الأحداث مع اعطاء الاهتمام الأكبر للعلاقات النمساوية - الكويتية ولشؤون منظمات الأمم المتحدة في فيينا الأمر الذي دفع بالمستشارية النمساوية (الحكومة) عام 2006 إلى تقديم شهادة تقدير إلى وكالة الأنباء الكويتية في فيينا اعترافاً منها بدورها في تعزيز علاقات النمسا بالكويت وبالعالم العربي أيضاً.

back to top