الذكرى الـ 28 لانطلاق «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت

نشر في 17-01-2019 | 18:25
آخر تحديث 17-01-2019 | 18:25
No Image Caption
يصادف اليوم الخميس 17 يناير الذكرى الـ 28 لانطلاق أول غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولية كإعلان لبدء عملية «عاصفة الصحراء» لتحرير دولة الكويت من براثن الاحتلال العراقي الغاشم في فبراير عام 1991.

وكانت الكويت طالبت بعد ساعات من الاجتياح العراقي لأراضيها في 2 أغسطس 1990 ومعها الولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حيث تم صدور القرار رقم 660 الذي أدان الاحتلال العراقي للكويت وطالب العراق بسحب جميع قواته من الكويت فورا ومن دون قيد أو شرط.

وأصدر مجلس الأمن في 29 نوفمبر سنة 1990 قراره رقم 678 الذي حدد فيه تاريخ 15 يناير 1991 الموعد النهائي للعراق لسحب قواته من الكويت أو سيتم استخدام كل الوسائل لتطبيق قرار المجلس رقم 660.

وبموجب القرار رقم 678 وتحديداً في 12 يناير 1991 وافق الكونغرس الأميركي على إعطاء الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب السلطة لاستخدام القوات المسلحة الأميركية في سبيل اخراج القوات العراقية من الكويت حيث نشر البيت الأبيض نص رسالة الرئيس بوش المؤرخة في تاريخ 5 يناير 1991 إلى رئيس النظام العراقي السابق والتي دعاه فيها إلى التقيد التام غير المشروط بقرار مجلس الأمن رقم 678.

العملية العسكرية

وفي صباح يوم 15 يناير 1991 اتخذ الرئيس بوش قرار بدء العملية العسكرية لتحرير الكويت بعد اجتماع مع كبار مستشاريه للأمن القومي على أن يتم التنفيذ في الوقت المحدد إن لم يحدث أي انفراج دبلوماسي في الدقيقة الأخيرة.

وببزوغ فجر يوم الخميس 17 يناير عام 1991 أي بعد 16 ساعة و55 دقيقة من انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن انطلقت الحملات الجوية معلنة بدء «حرب تحرير الكويت» بمشاركة 1800 طائرة من طائرات التحالف الدولي الأميركية والبريطانية والسعودية والكويتية.

ودكت طائرات «اف 17» الأميركية أهدافاً عديدة في بغداد ودمرت مراكز الاتصالات كما أن القاذفات المقاتلة البريطانية من طراز «تورنادو» دمرت المطارات العراقية فيما قامت النفاثات الفرنسية والايطالية بقصف مواقع الصواريخ العراقية أما القوة الجوية الكويتية فقد شاركت بدور رئيسي في قصف الأهداف العراقية داخل الكويت.

مئات الغارات

الذكرى الـ 28 لانطلاق «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت

واستمرت غارات اليوم الأول 240 دقيقة متقطعة اشتركت فيها 400 طائرة بطلعات بلغت 1200 طلعة نفذت القوات الجوية السعودية والكويتية منها 302 طلعة ودمرت خلال عمليات اليوم الأول نحو نصف طائرات العراق واشتركت في هذه الطلعات طائرات مختلفة الأنواع وبتوجيه من طائرات «الاواكس» في حين أطلقت البارجات الحربية الأمريكية نحو 100 صاروخ من طراز «توماهوك» أصابت أهدافها في العراق والكويت.

وبعد تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الاتصال العراقية بدأت طائرات التحالف غاراتها لتدمير قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز الأبحاث العسكرية والسفن الحربية والقطاعات العسكرية العراقية الموجودة في الكويت.

كما قامت طائرات التحالف بتدمير تلفزيون وإذاعة بغداد وبدأ التحالف يوجه «إذاعات تكتيكية» إلى الجنود العراقيين عبر مكبرات للصوت وضعت على أعمدة عبر الحدود وعبر أجهزة راديو الطائرات وأجهزة البث المحلية كما تم إلقاء منشورات تحرض الجنود على الفرار من الخدمة وتسليم أنفسهم إلى قوات التحالف.

انسحاب

وفي 22 فبراير سنة 1991 وافق العراق على مقترح سوفييتي بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي الكويتية خلال 3 أسابيع تحت اشراف مجلس الأمن إلا أن الولايات المتحدة رفضت هذا الاقتراح وتعهدت بوقف مهاجمة القوات العراقية المنسحبة وأعطت مهلة 24 ساعة فقط للانسحاب الكامل من الكويت حيث قام الرئيس بوش بإعلان انذار نهائي للعراق بالانسحاب الشامل غير المشروط من الكويت أو مواجهة حرباً برية.

ووجه أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله بدوره في يوم 22 فبراير من عام 1991 ثلاث رسائل إلى أبنائه في القوات الجوية والبرية والبحرية عبر فيها عن تقديره لروحهم القتالية العالية.

وفي 24 فبراير بدأت قوات التحالف فجراً توغلها في الأراضي الكويتية والعراقية وقسم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية حيث توجهت المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت والثانية لمحاصرة جناح الجيش العراقي غرب الكويت أما المجموعة الثالثة فكانت مهمتها التحرك في أقصى الغرب والدخول جنوب الأراضي العراقية لقطع كل الإمدادات عن الجيش العراقي.

المشاركون

وقد اشترك في حرب تحرير الكويت أكثر من 100 سفينة أمريكية منها المدمرة «ميزوري» التي قصفت مواقع داخل الكويت والمدمرة «ويسكانس» التي شاركت للمرة الأولى منذ الحرب الكورية إضافة إلى حاملات الطائرات «سارتوغا» و«كنيدي» و«تيودور روزفلت» و«أمريكا» و«ميدواي» و«رينجر» و1800 طائرة مقاتلة و1700 طائرة هليكوبتر.

كما شاركت 40 طائرة أف 117 «شبح» بطلعات جوية بلغت 1300 طلعة فيما شاركت 48 طائرة أف 15 «أي سترايك ايجل» بعدد 2200 طلعة واستخدمت القوات الأمريكية جهازاً يدعى «سلاجر» يحمل باليد وهو عبارة عن كمبيوتر وجهاز اتصال يمكن الدبابات وحتى المشاة من الاتصال فوراً بالأقمار الصناعية لإيصال المعلومات إضافة إلى استخدام ثمانية أقمار صناعية للتصوير فوق المواقع العراقية في الكويت والعراق وللانذار المبكر ضد صواريخ سكود وللتنصت طوال 24 ساعة.

وشارك في العمليات أكثر من 750 ألف جندي منهم نحو 500 ألف أمريكي يمثلون القوات البرية والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية و30 ألفاً من القوات البريطانية و13 ألفاً من القوات الفرنسية و200 ألف عنصر يشكلون الوحدات العربية التي انضمت إلى التحالف.

وكان للقوات الجوية الكويتية دور بارز في «حرب تحرير الكويت» حيث قامت بضرب الأهداف داخل الكويت في سبيل المحافظة على الممتلكات الكويتية كما ضربت المطارات ومرابض المدفعية العراقية وتجمعات العدو.

وفجر يوم 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي في الانسحاب من الكويت بعد أن عمد إلى اشعال النار في حقول النفط الكويتية وأعلن الرئيس بوش في 27 فبراير 1991 تحرير دولة الكويت بعد مرور 100 ساعة من انطلاق الحملة البرية قائلاً جملته المشهورة «الكويت اليوم حرة» حيث بفضل من الله ثم لقوات التحالف العربية والأجنبية أشرقت شمس الحرية في سماء الكويت من جديد.

back to top