وزير المالية براءة البيرق.. صهر اردوغان وأحد أكبر النافذين في تركيا

نشر في 16-08-2018 | 16:21
آخر تحديث 16-08-2018 | 16:21
No Image Caption
بعد شهر على تعيينه وزيراً للمال يواجه براءة البيرق «يُلفظ بالتركية براءات أو بيرات»، النجم الصاعد في السياسة التركية وصهر الرئيس رجب طيب اردوغان، مهمة شاقة تتمثل بإقناع الأسواق المالية بجدية أنقرة في وضع حد لأزمتها الاقتصادية.

والبيرق متزوج من إسراء اردوغان الابنة البكر للرئيس التركي، ويبلغ من العمر 40 عاماً، وتم تعيينه في 9 يوليو وزيراً للمال وللخزانة، إلا أن الأسواق استقبلت تعيينه بحذر.

تولى البيرق سابقاً وزارة الطاقة، وشهدت مسيرته صعوداً سريعاً في السنوات الأخيرة، وهو يقف الآن في الخطوط الأمامية للتصدي لواحدة من أكبر الأزمات خلال حكم اردوغان المستمر منذ عقد ونصف عقد، بعد انهيار قيمة الليرة التركية وسط خلاف مع الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يعقد الخميس مؤتمراً عبر الدائرة المغلقة مع نحو ثلاثة آلاف مستثمر، لشرح خطة تركيا لمواجهة الأزمة.

وهو يأمل في ترك إنطباع أفضل من الانطباع الذي تركه الجمعة الماضي عندما عرض استراتيجية نمو في قصر دولما باتشه بينما كانت الليرة تتهاوى.

وتجنب البيرق يومها وهو يتصبب عرقاً في يوم شديد الحرارة والرطوبة، التطرق مباشرة إلى موضوع تدهور الليرة، ما أثار حيرة المراقبين.

وغالباً ما ينظر إلى البيرق، صاحب الشخصية الجذابة والمتمكن من اللغة الانكليزية، على أنه ثاني أقوى رجل في البلاد بعد عمه اردوغان.

وقد دخل البرلمان للمرة الأولى في يونيو 2015 وأُسندت إليه وزارة الطاقة في نوفمبر من ذلك العام.

وفي مؤشر يدل على مدى التقارب بين الرجلين، كان البيرق يمضي عطلة مع اردوغان في جنوب غرب تركيا عندما حصلت محاولة الانقلاب ليل 15 يوليو.

ورافق البيرق ليل 16 يوليو اردوغان في الطائرة التي نقلتهما إلى اسطنبول في رحلة محفوفة بالمخاطر، بالتزامن مع تحليق طائرات منفذي محاولة الانقلاب في الأجواء التركية.

ووقف البيرق إلى جانب اردوغان عندما أعلن الأخير بعد أن حطت طائرته في مطار اتاتورك في اسطنبول، فشل الانقلاب.

ويشبهه البعض بجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المستشار الكبير في البيت الأبيض الذي يتولى مهاماً رئيسية، مع الفارق أن البيرق دخل معترك السياسة بعد أن فاز بمقعد في البرلمان.

وفي دليل جديد على مركزه المهم، كان البيرق المسؤول التركي الوحيد إلى جانب اردوغان خلال غداء العمل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أنقرة الأربعاء، وقد وعد الأخير بـ 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة في تركيا.

وأشارت بعض التقارير إلى توترات داخل الحكومة بسبب البيرق، وبشكل خاص مع وزير الداخلية سليمان صويلو، المعروف بخطابه الناري على نقيض وزير المال الهادئ.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتشر تسجيل فيديو على الانترنت يبدو فيه صويلو خلال مراسم يرتطم بكتف البيرق بينما كانا يسيران في اتجاهين متقابلين، ثم يدير رأسه مبتسماً.

قبل دخوله معترك السياسة أدار البيرق مجموعة «تشاليك القابضة» التي تضم شركات للنسيج والطاقة وخصوصاً شركات إعلامية، إذ تملك المجموعة صحيفة «صباح» الواسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الاخبارية «خبر».

ونال البيرق شهادة ماجستير في العلوم المالية والمصرفية من جامعة بايس في نيويورك، وقبل تعيينه وزيراً كان كاتب مقالات في صحيفة «صباح».

ويعرف عن اردوغان قربه من عائلة البيرق، وبخاصة صادق والد براءة، وهو صحافي سابق وسياسي ينتمي للتيار الإسلامي ومن الأصدقاء المقربين للرئيس التركي.

وحضر عدد من قادة دول العالم زفاف البيرق من ابنة اردوغان في يوليو 2004، وقد رزقا مذّاك ثلاثة أولاد.

ويتمتع البيرق بنفوذ كبير في الحكومة التركية إلى حد وصفه أحياناً برئيس وزراء غير معلن.

وفي سبتمبر 2016، أعلنت مجموعة قرصنة على الانترنت تدعى «ريدهاك» أنها تمكنت من قرصنة البريد الإلكتروني للبيرق ونشرت رسائل إلكترونية موجهة إلى أحد كوادر المجموعة الإعلامية النافذة «دوغان»، التي شككت في مصداقية الرسائل.

وفي وزارة الطاقة سنحت للبيرق فرصة التواصل مع الحكومات الأجنبية ولا سيما روسيا واسرائيل اللتين تجري معهما تركيا مفاوضات حول مشاريع كبرى في مجال الطاقة.

وفتح له ذلك المجال للاضطلاع بدور كبير الدبلوماسيين في تركيا، وتوجت المصالحة التركية الإسرائيلية في 2016 بلقاء بين البيرق ووزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز.

إلا أن البيرق تعرض لانتقادات حادة، أبرزها خلال الأزمة بين أنقرة وموسكو بعدما أسقطت الطائرات التركية مقاتلة روسية عند الحدود السورية في 2015، واتهام روسيا الدائرة المقربة من البيرق وارودغان بالتورط مع تنظيم الدولة الإسلامية في عمليات تجارة النفط.

ونفى اردوغان ومسؤولون أتراك بشدة تلك الاتهامات.

وتم تناسي كل ذلك بعد عودة الحرارة إلى العلاقات التركية الروسية، وظهر البيرق وتعلو وجهه ابتسامة كبيرة خلال توقيع اتفاق ثنائي لبناء خط أنابيب نقل الغاز «ترك ستريم» في أكتوبر 2016.

وينظر المراقبون الآن إلى مستقبل الصهر الثاني لاردوغان، سلجوق بيرقدار، الذي تزوج عام 2016 من سمية صغرى بنات اردوغان، والمسؤول التنفيذي الكبير في الشركة التي صنعت أول طائرة تركية بدون طيار.

back to top