فرنسا.. وفاة الضابط الذي حل محل رهائن خلال هجوم الجمعة

نشر في 24-03-2018 | 13:59
آخر تحديث 24-03-2018 | 13:59
No Image Caption
يعمل المحققون الفرنسيون السبت على تحديد ظروف الاعتداء الذي خلف أربعة قتلى في جنوب فرنسا الجمعة وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية وقتل منفذه.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب السبت وفاة الضابط في الدرك أرنو بلترام الذي حل محل رهائن وأصيب إصابة خطرة خلال عملية احتجاز الرهائن في متجر في تريب.

وأشاد الرئيس ايمانويل ماكرون السبت بالضابط الذي «مات بطلاً»، وقال في بيان أنه «يستحق أن يحظى باحترام الأمة وحبها لقد برهن عن بسالة وتفان لا مثيل لهما».

وأدان ماكرون الجمعة «هجوماً إرهابياً إسلامياً»، وأشاد «ببسالة الضابط الذي تطوع للحلول محل رهائن آخرين وأصيب بجروح خطرة، لقد أنقذ حياة آخرين وشرَّف سلاحه وبلدنا».

وبوفاة الضابط ارتفع إلى أربعة عدد قتلى الهجمات التي خلفت كذلك 15 جريحاً ونفذها رضوان لقديم وهو فرنسي من أصل مغربي في الخامسة والعشرين من عمره تصرف بمفرده في كاركاسون وتريب.

وكتب كولومب على حسابه على تويتر، «لقد غادرنا اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام، لقد مات في سبيل وطنه، فرنسا لن تنسى أبداً بسالته، أعبر بقلب يملؤه الأسى عن وقوف البلد بأجمعه مع عائلته وأقربائه وزملائه الدركيين»، توفي بلترام عن 45 عاماً وكان متزوجاً وليس لديه أولاد.

نفذ لقديم الذي كان يحمل سلاحاً نارياً وسكينا هجماته على ثلاث مراحل، بدءاً من سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطرة، ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله وأصابه بجروح، ثم دخل متجراً في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث احتجز رهائن وقتل شخصين.

وقال الشرطي السابق كريستيان جيلبير الذي كان في المتجر لفرانس برس أنه «رأى شخصاً موتوراً يحمل مسدساً وسكيناً ويصرخ ألله أكبر، ثم أطلق خمس أو ست رصاصات».

وأضاف حارس المتجر الذي طلب عدم ذكر اسمه «كنت على بعد خمسة أمتار، أطلق باتجاهي رصاصتين لم يكن يحسن التصويب»، وأضاف أنه تمكن من اخراج العاملين في المتجر من الباب الخلفي.

هذه الاعتداءات هي الأولى في فرنسا منذ تلك التي نفذت في الأول من أكتوبر في محطة سان شارل دو مارساي في الجنوب وخلفت قتيلين.

وقال المهاجم أنه يريد «الموت من أجل سوريا» ودعا إلى «تحرير أخوته» وفق النائب العام فرنسوا مولانس، ومن بين هؤلاء سمى صلاح عبد السلام الوحيد الذي لا يزال حياً من منفذ اعتداءات 13 نوفمبر والمسجون قرب باريس.

وقالت أداة التنظيم الجهادي الدعائية «أعماق» أن منفذ «هجوم تريب هو جندي في الدولة الإسلامية» وأنه استجاب لنداء التنظيم مهاجمة الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وفرنسا جزء من التحالف الدولي الذي يهاجم مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وأعلن مولانس توقيف امرأة «قريبة» من رضوان لقديم «كانت تعيش معه»، وأضاف أن العشرات من المحققين يتابعون القضية، موضحاً أن الاستخبارات فتحت ملفاً للمنفذ منذ 2014 بسبب «ارتباطه بالتيار السلفي».

وهو حكم عليه قبل ذلك في مايو 2011 بالسجن شهر مع وقف التنفيذ «لحمل سلاح ممنوع»، ثم قضى شهراً في السجن في أغسطس 2016 بعد ادانته بتعاطي المخدرات.

وقال مولانس أنه لم يلاحظ عليه ما يشير إلى اعتناق التطرف أو أنه يمكن أن ينتقل إلى تنفيذ اعتداء.

وقال كولومب أن لقديم «انتقل بصورة مفاجئة إلى التنفيذ» الجمعة، فبعد سرقة السيارة في كاركاسون وقتل راكب وإصابة السائق بجروح خطيرة، أطلق النار على شرطي واصابه في حين كان عائداً من الجري مع عدد من زملائه.

وبعدها دخل المتجر في تريب وكان فيه نحو خمسين شخصاً، قتل موظفاً وأحد الزبائن.

ومع وصول الشرطة عرض الضابط أرنو بلترام أن يأخذه رهينة مقابل الافراج عن باقي المحتجزين وترك هاتفه مفتوحاً على طاولة فأتاح لزملائه معرفة ما يجري في داخل المتجر.

وفي الساعة 14,20 فتح لقديم النار على الضابط وطعنه عدة طعنات فأصابه بجروح خطيرة، عندها تدخلت وحدة من النخبة واقتحمت المتجر وقتلت المهاجم، وأصيب عسكريان بجروح خلال المداهمة.

وحيا ماكرون «مهنية» قوات الأمن، وقال «لقد دفعنا منذ سنوات ثمن الدم لمعرفة خطورة التهديد الإرهابي»، معرباً عن «تصميم مطلق» على مكافحة الإرهاب الذي كلف فرنسا 241 قتيلاً ومئات الجرحى في سنتي 2015 و2016.

back to top