بوتين يستدعي الأسد لبحث «التسوية» عشية «قمة سوتشي»

الرئيس الروسي يجري اتصالات واسعة بشأن المفاوضات ويؤكد أن 98% من سورية بيد النظام

نشر في 21-11-2017
آخر تحديث 21-11-2017 | 21:45
في زيارة نادرة للخارج، هي الثانية المعلنة له إلى روسيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية في عام 2011، زار الرئيس السوري بشار الأسد منتجع سوتشي، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأجرى معه محادثات بشأن التسوية السياسية للأزمة السورية.
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي (جنوب غرب)، مساء أمس الأول، وبحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، وذلك عشية قمة سوتشي التي ستجمع بوتين الى نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني.

وقال "الكرملين"، في بيان نشره أمس، على موقعه الرسمي الإلكتروني، إن "بوتين هنأ الأسد بالنتائج التي حققتها سورية في الحرب ضد الإرهاب"، مضيفا أن "الشعب السوري يقترب تدريجيا من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية".

وأكد بوتين أنه "بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سورية"، مشيرا إلى أن "الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار في سورية"، وقال: "أنتم تعرفون أنه من المقرر أن التقي في سوتشي بنظيريّ التركي والإيراني، وأن نجري نحن أيضا مشاورات إضافية خلال اجتماعنا".

وأضاف أن "المسألة الأهم، هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الأمد للوضع في سورية".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن اعتماد مناطق خفض التصعيد في سورية سمح للمرة الأولى ببدء حوار حقيقي عميق مع المعارضة، ولفت إلى تعويل روسيا على المشاركة النشطة للأمم المتحدة في المرحلة النهائية من التسوية السورية، مؤكدا أن موسكو تتواصل مع بغداد وواشنطن والقاهرة والرياض وعمان حول سبل الحل في سورية.

وخلال اللقاء، عرف الرئيس الروسي نظيره السوري بالقادة العسكريين الروس الذين شاركوا في العملية الروسية بسورية.

وقال بوتين للأسد: "أود أن أقول إنه من دون جهود القوات المسلحة وجهودكم وجهود مرؤوسيكم، وكذلك بطولاتكم، لن يكون من دونها شيء، ولن تتاح الفرص للنهوض بالعملية السياسية. وقد بذلت هذه الجهود بفضل القوات المسلحة لروسيا الاتحادية مع أصدقائنا السوريين في ساحة المعركة. شكرا جزيلا لكم!".

وأوضح الرئيس الروسي أنه ناقش مع الأسد كافة الجوانب المتعلقة بتطبيع الأوضاع في سورية، بما في ذلك الخطوات التالية على المسار السياسي.

وكان بوتين التقى الأسد آخر مرة في 20 أكتوبر 2015 في موسكو، بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سورية تغلبت على مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد، ودعمت القوات الحكومية المتعثرة.

98 في المئة

وفي وقت لاحق أعلن بوتين، خلال لقائه نظيره التشيكي، ميلوش زيمان أمس، أن أكثر من 98 في المئة من الأراضي السورية تقع تحت سيطرة الحكومة السورية.

وقال زيمان: "التقيتم أمس الرئيس الأسد، لقد انتصرتم في سورية، لأنه يتحكم عمليا بكل الأراضي السورية عدا بعض الأجزاء الصغيرة". ورد بوتين: "السيد الرئيس، نعم، أنتم على حق، أكثر من 98 في المئة من الأراضي يقع اليوم تحت سيطرة القوات الحكومية، ولا توجد بؤر مقاومة للإرهابيين".

الأسد

من ناحيته، أعرب الأسد عن "تهاني وامتنان الشعب السوري على التمكن من الحفاظ على وحدة أراضي بلاده واستقلالها". وأشار الرئيس السوري الى أن "العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في سورية ضد تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى منذ عامين وعدة أسابيع، كانت تجري بنجاح باهر".

وأكد الأسد أنه "خلال هذه الفترة حققت نجاحات كبيرة على الأرض وعلى الساحة السياسية، حيث تم تحرير مناطق كثيرة من الأرض السورية من قبضة الإرهابيين، وعاد كثير من السوريين إلى هذه

المناطق، بعد أن كانوا مجبرين على مغادرتها في وقت سابق".

وأضاف: "يجب الاعتراف بأن هذه العملية سمحت بتعزيز التسوية السياسية في سورية. وهذه العملية التي أطلقتها روسيا، أسهمت في الدفع بها في مختلف الاتجاهات، وبالدرجة الأولى، على أساس ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدولة واستقلالها. هذا الموقف تم التأكيد عليه في مختلف الساحات الدولية، بما فيها عملية أستانة. وينطبق ذلك أيضا على خطط عقد مؤتمر الحوار الوطني في الأيام القليلة المقبلة. ولدينا الآن فرصة رائعة لمناقشة المؤتمر المرتقب، وأيضا تنسيق مواقفنا بشأن الخطوات المقبلة".

وشدد الأسد على اهتمام الحكومة السورية في المرحلة الحالية، بعد الانتصار على الإرهابيين، بتعزيز العملية السياسية، لافتا إلى "تعويل سورية على الدعم الروسي لمنع تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية".

اتصالات

وفي وقت لاحق، أجرى بوتين اتصالات هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان وأمير قطر تميم بن حمد. وقال المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، إن بوتين أبلغ العاهل السعودي بنتائج اجتماعه مع الأسد.

وأعلن رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، أمس، خلال اجتماع في سوتشي مع نظيريه الإيراني والتركي، عشية قمة بين رؤساء هذه الدول الثلاث أن "المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سورية تشارف على الانتهاء. مع أن هناك سلسلة من المشاكل، لكن هذه المرحلة تقترب من نهايتها المنطقية".

back to top