«مساعدات غذائية» لفاعل خير.. تقتل 15 امرأة في المغرب

نشر في 19-11-2017 | 22:07
آخر تحديث 19-11-2017 | 22:07
No Image Caption
أعلن مصدر رسمي مغربي أن 15 شخصا على الاقل لقوا حتفهم وجرح خمسة اخرون الأحد في تدافع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية في منطقة الصويرة غرب البلاد.

وأفادت وزارة الداخلية في بيان ان المأساة وقعت "خلال عملية توزيع مساعدات غذائية نظمتها إحدى الجمعيات المحلية بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة".

وتجمع حشد من النساء العجائز خصوصا صباحا في ساحة السوق في سيدي بولعلام، البلدة الريفية التي تبعد نحو 60 كلم شمال شرق الصويرة، للاستفادة من التوزيع السنوي لدقيق القمح الذي يتبرع به مواطن مقيم في الدار البيضاء، وفقا لما قاله طبيب لوكالة فرانس برس.

وقال الطبيب الذي حضر التجمع "هذا العام، كان هناك الكثير من الناس، المئات منهم، حصل تدافع فسقطت الحواجز وخرجت الامور عن سيطرة السلطات المحلية".

وتابع الشاهد الذي رفض الكشف عن اسمه "حتى عندما كان بعض الاشخاص على الارض كان اخرون يتنازعون للحصول على الدقيق".

وذكرت وزارة الداخلية التي لم توضح ظروف التدافع ان الحصيلة مؤقتة. فقد لقي ما لا يقل عن 15 شخصا مصرعهم واصيب خمسة اخرون.

واكد الطبيب خلال الاتصال الهاتفي مع وكالة فرانس برس ان القتلى الخمسة عشر هم من النساء، مشيرا الى سقوط عشرة جرحى بينهم اثنان في حالة حرجة.

وتم اجلاء الجرحى بواسطة مروحية الى المستشفى الجامعي في مراكش، بحسب المصدر ذاته.

وتظهر اللقطات التي بثها على فيسبوك تلفزيون الصويرة الذي يديره ناشطون محليون، حشدا ضخما تجمع في ساحة السوق.

كما تظهر الصور اجسادا ممددة على الأرض تحت لافتة "الجوع قتل العشرات من الفقراء في محافظة الصويرة" مؤكدة ان "مأساة +سيدي بو لعلام+ عار على المسؤولين وممثلي" المنطقة المنتخبين.

من جهتها، قالت منار خودة المدرسة الناشطة التي تدير صفحة "الصويرة على الإنترنت" على موقع فيسبوك، إن العملية تجري كل عام، وقد وقعت بالفعل حوادث "تدافع" في السنوات الأخيرة.

واكدت ان توزيع المساعدات الغذائية هذا العام كان تحت اشراف "اربعة فقط من عناصر الدرك".

بدوره، قال عبد القادر الحديدي منظم عملية التوزيع للموقع الإلكتروني لصحيفة "أخبار اليوم" أن العملية تمت "وفقا للقانون وتحت إشراف السلطات".

وأشارت وزارة الداخلية إلى "فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات"، كما "فتحت وزارة الداخلية أيضا تحقيقا إداريا شاملا في الموضوع".

وأعلنت الوزارة أن الملك محمد السادس أصدر تعليماته إلى السلطات المختصة "لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين".

وأضافت ان الملك قرر "التكفل شخصيا بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم، وبتكاليف علاج المصابين".

وكتب موقع "ميديا 24" الاخباري ان "هذه المأساة هي تلك التي لا يريد المغرب ان يراها".

واضاف الموقع الاخباري ان بلدة سيدي بو لعلام التي تبعد خمس ساعات بالسيارة عن العاصمة الرباط ويبلغ عدد سكانها نحو ثمانية الاف نسمة هي "احدى أفقر القرى" في البلاد.

ويتسم المغرب، وهو بلد يزيد عدد سكانه عن 35 مليون نسمة، بعدم مساواة اجتماعية صارخة.

وابرز تقرير رسمي صدر اوائل اكتوبر استمرار الفقر الشديد في المناطق الريفية والنائية في المملكة.

back to top