فنزويلا: مروحية «منشقة» تقصف مقار حكومية

• مادورو يتهم واشنطن بتدبير انقلاب
• اشتباك بين نواب وعسكريين بالبرلمان

نشر في 28-06-2017 | 18:00
آخر تحديث 28-06-2017 | 18:00


استنفر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادور، الذي يواجه حركة احتجاجية متصاعدة لإزاحته، قوات الجيش للدفاع عن النظام العام أمس غداة إعلانه أن مروحية تابعة للشرطة ألقت قنبلتين على مقر المحكمة العليا في كراكاس، وفتحت النار على مقر وزارة الداخلية، مندداً بـ"اعتداء إرهابي".

وقال الرئيس الاشتراكي، الذي يواجه منذ الأول من أبريل، تظاهرات للمطالبة برحيله، إن الهجوم يندرج في إطار حملة تستهدفه يشنها اليمين بدعم من الولايات المتحدة.

وأضاف الرئيس، خلال احتفاله بيوم الصحافي في قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس: "لقد وضعت جميع القوات المسلحة في حال جاهزية للدفاع عن النظام العام. سنقبض سريعا جدا على المروحية وجميع من نفذوا هذا الاعتداء الارهابي".

وأوضح مادورو أن إحدى القنبلتين انفجرت، والأخرى لم تنفجر، مؤكدا ان المروحية التي ألقتهما تابعة للشرطة العلمية الفنزويلية. وتابع "كان هناك حفل استقبال في المحكمة العليا وكان يمكن ان يتسببوا (المهاجمون) في مأساة. لقد قصفوا المحكمة العليا وحلقوا فوق وزارة الداخلية والعدل. هذا هو نوع التصعيد العسكري الذي أتيت للتنديد به".

وأشار إلى ان المروحية التي شنت الهجوم كان يقودها طيار وزير الداخلية والعدل السابق ميغيل رودريغيز توريس، الجنرال المتقاعد الذي شغل فترة طويلة منصب رئيس الاستخبارات لكنه ابتعد في الآونة الاخيرة عن الحكومة. واتهم مادورو توريس بالتورط في تحضيرات مفترضة لتنفيذ انقلاب ضده.

ولم يشر مادورو إلى وقوع ضحايا أو أضرار. وذكر بيان للرئاسة أن المروحية ألقت 4 قنابل "إسرائيلية الصنع" على مقر وزارة الداخلية الذي تعرض لـ15 طلقا ناريا.

ودعت السلطات ائتلاف الوحدة الديمقراطية المعارض والكنيسة الكاثوليكية إلى "إدانة هذه الحوادث بشدة وكذلك العنف".

ولم يصدر رد فعل عن ائتلاف المعارضة، لكن أحد قادته فريدي غيفارا غرد قائلا: "انه ليس هناك معلومات كافية عن المروحية"، وأكد مشاركته في تظاهرات جديدة نظمت أمس بكراكاس في وقت قتل 76 شخصا حتى الآن خلال الاضطرابات.

من جهته، وصف الجنرال توريس، مسؤول الاستخبارات في عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013)، اتهامات الرئيس حول علاقاته المفترضة بوكالة الـ"سي آي ايه" الأميركية بـ"الحماقات".

ونشرت أعداد كبيرة من الشرطة في محيط القصر الرئاسي، وكذلك مدرعات للجيش.

اشتباك ورفض

وفي البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تهيمن عليها المعارضة، وقع شجار كبير أمس الأول بين النواب والعسكريين، مما منع النواب من مغادرة البرلمان حتى العاشرة مساء.

وفي هذه الأجواء المتوترة رفضت المحكمة العليا الطعن الذي قدمته المدعية العامة لويزا اورتيغا التشافية المنشقة، في طريقة انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية، ويعتزم مادورو انتخابهم في 30 يوليو المقبل.

وكان مادورو حذر الاثنين الماضي من أن "المعركة ستكون مفتوحة إذا غرقت فنزويلا في الفوضى والعنف"، وقال: "ما لم نتمكن من إنجازه بالتصويت سننجزه بالسلاح".

في هذه الأثناء، نشر الاعلام المحلي شريط فيديو يظهر رجلا قدم نفسه على انه محقق للشرطة العلمية قد يكون أحد الذين كانوا على متن المروحية.

وأعلن فيه أنه يحارب "الاستبداد"، قائلا: "ايها الرئيس مادورو نطالب باستقالتك الفورية وبالدعوة الى انتخابات عامة".

وأضاف "نطلب منك مواكبتنا في هذه المعركة والنزول الى الشارع. مهمتنا هي العيش لخدمة الشعب".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي انتشرت صور تظهر المروحية تحلق فوق كراكاس وتنشر لافتة كتب عليها "350 الحرية" في إشارة إلى مادة في الدستور تجيز إسقاط الحكومات المعارضة لمبادئ الديمقراطية.

back to top