لقاء ودي بين ترامب وفرانسيس والتزام مشترك بالسلام

• ميزانية «البنتاغون» تقلص المساعدات لمصلحة حرب «داعش»
• اليمين الإسرائيلي: التوتر مع واشنطن خلفنا

نشر في 24-05-2017
آخر تحديث 24-05-2017 | 20:00
بعد زيارة أشعلت حماسة اليمين الإسرائيلي مرة أخرى، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء بدا فاترا مع بابا الفاتيكان فرانسيس الأول في المكتبة البابوية بروما، في إطار أول جولة خارجية بدأها من السعودية وشملت إسرائيل، وتقوده إلى بروكسل، ثم العودة لإيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة السبع.
بعد تبادل كلمات حادة خلال حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام الماضي، استقبل بابا الفاتيكان فرانسيس الأول الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة في جلسة مغلقة بالعاصمة الإيطالية روما، وطالبه بأن يكون صانع سلام، في حين تبادل الرجلان ابتسامات في أول لقاء مباشر بينهما في الفاتيكان الأربعاء.

واستمر اللقاء بين ترامب والبابا (80 عاما) أقل من 30 دقيقة، وانتهى بابتسامات على وجهي الرجلين، على الأقل أمام الكاميرات. ولاحقا قال الرئيس عن البابا "إنه شخص مميز... لقد عقدنا لقاء رائعا". ووصف الفاتيكان اللقاء بين الرجلين بأنه "ودي"، مؤكدا موقفهما المشترك من الإجهاض، وقلقهما المشترك بشأن المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط.

ولم ترد تصريحات من الطرفين حول الخلافات العميقة بينهما بشأن التغير المناخي والهجرة وعقوبة الإعدام وغيرها من القضايا. وقال ترامب للبابا: "أشكرك. أشكرك. لن أنسى ما قلته".

وقدم البابا لترامب ميدالية محفورا عليها شجرة زيتون، الرمز العالمي للسلام. وقال باللغة الإسبانية "أقدم هذه لك لتكون أنت أداة سلام"، فرد ترامب "نحتاج إلى السلام".

وأعلن ترامب التزاما مشتركا مع البابا لمصلحة الحياة وحرية العبادة والضمير ومعارضة مسألة الإجهاض، بحسب بيان صادر عن الفاتيكان أشار إلى تفهم الطرفين اعتراض المسيحيين ضميريا على تلك المسألة.

ووفق بيان الفاتيكان، فإنه "من المأمول أن يكون هناك تعاون هادئ بين الحكومة والكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة يصب في مصلحة خدمة الشعب فيما يتعلق بالرعاية الصحية والتعليم ومساعدة المهاجرين".

وقبل الجلوس في اجتماع خاص بالمكتبة البابوية لمدة 30 دقيقة، تصافح البابا، الذي بدا أكثر جدية، مع ترامب ووقفا لالتقاط الصور مع قرينته ميلانيا، التي ارتدت فستانا أسود اللون وغطاء رأس، وابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر.

وحث البابا فرانسيس، الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة خافتة غير تلك التي يبديها حين لقاء الرؤساء زواره، الرئيس الأميركي على أن يكون صانع سلام، ووعده ترامب بألا ينسى رسالته، "إنه لشرف عظيم".

حوار الأديان

وذكر الفاتيكان أن اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ورئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ووزير خارجيته بول ريتشارد غالاغر، جرى خلاله ايضا تبادل وجهات النظر إزاء بعض القضايا المتعلقة بالأحداث الدولية الراهنة، والعمل على تفضيل السلم العالمي عبر المفاوضات السياسية والحوار بين الأديان، مع الإشارة بشكل خاص إلى الوضع في الشرق الأوسط وحماية الطوائف المسيحية.

وبمناسبة وجوده في العاصمة روما، قام ترامب والوفد الدبلوماسي المرافق له بزيارة ودية غير رسمية لتحية رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، الذي استقبله في قصر الكويرينالي، وتبادل معه وجهات النظر بشأن القضايا الراهنة.

ميزانية «البنتاغون»

إلى ذلك، أظهرت ميزانيات وزارتي الدفاع "البنتاغون" والخارجية للسنة المالية المقبلة، التي تقدمت بها إدارة ترامب إلى الكونغرس أمس الأول، للتصويت عليها، أن أولوية برامج الإنفاق لعمليات القوات الخاصة ضد تنظيم داعش، وتسليم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، مع تقليص برامج المساعدات الإنسانية الدولية.

وأشارت "البنتاغون" إلى أن الإدارة طلبت ميزانية بمقدار 1ر639 مليار دولار، بزيادة قدرها 10 في المئة أو 52 مليارا عن ميزانية السنة الجارية، موضحة أنه سيتم تخصيص 65 مليارا لدعم العمليات العسكرية في أفغانستان وعمليات التحالف الدولي في العراق وسورية وكذلك عمليات مكافحة الإرهاب الدولي، إضافة إلى مخصصات لمبادرة "الطمأنينة والردع" في أوروبا الشرقية.

مقترحات «الخارجية»

وبينما أوضحت "البنتاغون" أن الميزانية تشمل مقترحات بمشتريات من الأسلحة، أبرزها الاستثمار في 70 طائرة حربية جديدة من طراز "إف 35" بـ10.3 مليارات دولار، أظهرت وثائق وزارة الخارجية خفضا لميزانيتها المقترحة بمقدار 6 مليارات، أي بنسبة 29 في المئة للسنة المالية 2018 لتصل إلى 37.6 مليار دولار.

وأشارت إلى أن "الميزانية ستركز على هزيمة فروع داعش وباقي التنظيمات والشبكات الإرهابية، وتعزيز الاستقرار في الدول الشريكة وجبهات قتاله، ودعم الاستقرار في المناطق التي تم استئصاله منها، إضافة إلى وقف الأنشطة الإلكترونية العالمية" لهذا التنظيم.

وإذ شددت وثائق الخارجية على الدعم القوي لإسرائيل بقيمة 3.1 مليارات دولار ضمن المبادرة الأمنية لواشنطن، أظهرت خفضا لإعادة توجيه للعديد من مشروعات المساعدات الإنسانية إلى 5.3 مليارات.

اليمين الإسرائيلي

في غضون ذلك، احتفل اليمين الإسرائيلي بزيارة الرئيس الأميركي، التي لم يأت فيها على ذكر حل الدولتين، بينما أثار امتناعه عن تقديم أي تفاصيل حول كيفية حل النزاع مع الفلسطينيين بعض المخاوف والتساؤلات الخطيرة.

ولم يتطرق ترامب أبدا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولم يتحدث عن الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي المحتلة، ولا حتى عن تقديم اسرائيل تنازلات عن الأراضي.

وبدا الابتهاج واضحا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند سماع ترامب يتحدث عن "الروح التي لا تقهر للشعب اليهودي" وعن إعلان دعم إدارته "الدائم" للدولة العبرية، بينما وصفت الصحافة الاسرائيلية الخطاب بأنه تقريباً "صهيوني".

واعتبر اليمين في اسرائيل أن ترامب قام بطي صفحة العلاقات المتوترة بين الدولة العبرية وسلفه باراك أوباما، الذي دعا لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وانتقد الاستيطان.

back to top