اسكتلندا وانكلترا.. قرون من تاريخ مضطرب

نشر في 28-03-2017 | 14:22
آخر تحديث 28-03-2017 | 14:22
No Image Caption
يشكّل التصويت حول الاستفتاء بشأن استقلال اسكتلندا في برلمان المقاطعة، استمراراً لتاريخ شهد الكثير من التقلبات بين اسكتلندا وانكلترا قبل اتحادهما في 1707.

منذ بداية القرن الثاني (حوالي 120) شيد الرومان جدار هادريان لحماية أنفسهم من القبائل الكاليدونية ورسم الحدود الشمالية لانكلترا الحالية.

بعد حوالي 700 سنة ومع تقدم الفايكينغ، أصبح كينيث ماك البين أو كينيث الأول يعتبر مؤسس أول ملكية اسكتلندية بعدما نجح في جمع شعوب البيكتس والسكوتس.

حروب

طوال القرون الوسطى بأكملها، توالت الحروب بين المملكتين الاسكتلندية والانكليزية. وعندما دعي ملك انكلترا ادوارد الأول إلى التحكيم في الخلافة العائلية الملكية الاسكتلندية، أعلن نفسه ملكاً على اسكتلندا وقام بغزوها في 1296، بعد سنتين هزم جيش انكلترا «حارس مملكة اسكتلندا» وليام والاس، لكنه هزم بدوره أمام روبرت ذي بروس في 1314 في بانوكبرن.

في 1328، وقع اتفاق ادنبره نورثهامبتن للسلام، واستعادت مملكة اسكتلندا استقلالها، لكن المعارك لم تتوقف.

في 1502، وقع معاهدة السلام الدائم ملكا اسكتلندا جيمس الرابع وانكلترا هنري السابع وحاولا بذلك وقف المعارك المتقطعة بين الدولتين، ومن تكريس هذا الاتفاق قدم هنري الثامن ابنته مارغريت لتكون زوجة لجيمس الرابع.

اجتمعت المملكتان في 1603 مع اعتلاء جيمس الرابع عرش انكلترا بصفته أقرب ورثة ملكة انكلترا اليزابيث الأولى.

لكن انكلترا واسكتلندا بقيتا كيانين سياسيين منفصلين حتى يناير 1707 عندما وقعت بعد مفاوضات طويلة معاهدة الاتحاد التي ولدت معها مملكة بريطانيا العظمى وعلى رأس ملك وبرلمان.

تشكل هذه المعاهدة الأساس الفعلي للمملكة المتحدة التي تضم أيضاً ايرلندا الشمالية وويلز.

الاستقلال

في 1934، أسس القوميون الاسكتلنديون المحبطون من تأثيرهم الضئيل في برلمان المملكة المتحدة، الحزب الاستقلالي «الحزب القومي الاسكتلندي».

في الثاني من نوفمبر 1967، دفع اختراق حققه الحزب القومي الاسكتلندي في انتخابات جزئية في هاملتون، بقضية الاستقلال إلى واجهة الساحة الوطنية.

وبعد استفتاء حول نقل سلطات، حصلت اسكتلندا في 1998 على وضع منطقة شبه مستقلة وأصبح لها في العام التالي برلمان. ويتمتع برلمان اسكتلندا بصلاحيات واسعة خصوصاً في مجالات التعليم والصحة والبيئة والعدل، أما القضايا المتعلقة بالدفاع والدبلوماسية فتعود إلى لندن.

في 16 مايو 2007 وللمرة الأولى منذ نقل سلطات إليها، شغل الاستقلالي اليكس سالموند زعيم الحزب القومي الاسكتلندي رئاسة الحكومة وأطلق مجدداً فكرة اجراء استفتاء على الاستقلال، في أكتوبر 2012 أقرت بنود الاستفتاء بين السلطتين التنفيذيتين البريطانية والاسكتلندية.

في 18 سبتمبر 2014، دعي أكثر من أربعة ملايين اسكتلندي إلى الاستفتاء، صوّت 55 بالمئة منهم ضد الاستقلال.

وبينما صوتت بريطانيا بنسبة 52 بالمئة على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 23 يونيو 2016، أكد 62 بالمئة من الاسكتلنديين أنهم يريدون البقاء في أوروبا مما أطلق الجدل مجدداً حول الاستقلال.

back to top