50 قتيلاً في أكبر هجوم تشهده القامشلي... و«داعش» يتبنى

• الأسد يصعّد في حلب ويتوعد سكان الأحياء الشرقية
• المعارضة تجتمع في الدوحة لتقييم عمل مؤسساتها

نشر في 28-07-2016
آخر تحديث 28-07-2016 | 00:05
أكراد يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمره التفجير الانتحاري بالقامشلي أمس  (رويترز)
أكراد يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمره التفجير الانتحاري بالقامشلي أمس (رويترز)
شهدت مدينة القامشلي، أمس، أكبر عملية انتحارية منذ اندلاع النزاع السوري في مارس 2011، مما أسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً، في وقت أعلن نظام الرئيس بشار الأسد نجاحه في قطع الإمدادات عن أحياء حلب الشرقية، ودعا الأهالي إلى مغادرتها، والمسلحين إلى إلقاء السلاح تمهيداً لاجتياحها.
في أكبر هجوم تشهده مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من خمس سنوات، قتل أكثر من 50 شخصاً وأصيب العشرات بجروح أمس في تفجير انتحاري تبناه تنظيم "داعش"، وأكد أنه أسفر عن مقتل أكثر من 100 من قوات "الأسايش" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي (PYD)".

ووفق القيادة العامة لقوات "الأسايش" الكردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه بعد تفجير الشاحنة المفخخة بدقائق انفجر خزان مازوت قريب يستخدم لإمداد المولدات الكهربائية، التي تغطي القسم الغربي من المدينة، ما تسبب في مضاعفة حجم الأضرار وعدد الضحايا ودمار هائل في المنطقة.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن التفجير الانتحاري "هو الأضخم من ناحية الحجم والخسائر البشرية التي تسبب بها في المدينة منذ اندلاع النزاع" منتصف مارس 2011، الأمر الذي أكده مصدر في قوات "الأسايش" بقوله "إنه أكبر انفجار تشهده المدينة"، مبينا أن المستشفيات ضاقت بالعدد الكبير من القتلى والجرحى.

ووجه محافظ الحسكة، وفق ما أورد التلفزيون السوري، نداء إلى أهالي المدينة، التي يتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة عليها منذ العام 2012، "للتوجه إلى المشافي العامة والخاصة للتبرع بالدم" للضحايا.

وبعد ساعات، تبنى "داعش" تنفيذ التفجير، الذي استهدف نقطة أمنية قرب مقر للمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية الكردية، التي تحظى بإجراءات مشددة وحواجز عدة. وجاء في بيان تناقلته حسابات ومواقع جهادية: "تمكن الأخ الاستشهادي أبوعائشة الأنصاري من الوصول بشاحنته المفخخة وسط كتلة مبان لمرتدي الأكراد" في الحي الغربي من مدينة القامشلي، قبل أن "يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم".

وأورد أن الهجوم يأتي "ردا على الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف الصليبي" على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من قوات سورية الديمقراطية (قسد).

اجتياح حلب

وفي تطور لافت، أعلنت القيادة العامة لجيش الأسد، في بيان، أنه "في إطار خطة إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب، أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة مهامها العسكرية بنجاح في مناطق شمال حلب، وقطعت جميع طرق الإمداد والمعابر التي كان الإرهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية".

وأكدت القيادة "حرصها على أمن وسلامة جميع المواطنين"، داعية إياهم "للتعاون مع الجيش العربي السوري للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب، وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشاف، وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة".

وأشارت الى أنه "حرصاً على حقن الدماء نمنح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب، أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة، وندعو الجميع إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى حلب".

جلسة طارئة

وغداة سيطرة قوات النظام على حي الليرمون وإحكامه حصار الأحياء الشرقية، دعت الهيئة العليا للمفاوضات أمس مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة حول الوضع في مدينة حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي، واتخاذ إجراءات ملموسة لوقفه.

اجتماعات الدوحة

إلى ذلك، بدأت أمس مجموعة من المعارضين، غالبيتهم من ائتلاف المعارضة، اجتماعات في الدوحة لمناقشة مفاوضات جنيف والبيئة المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بها، ولإجراء جردة تقييمية لعمل وأداء الائتلاف خلال المرحلة المقبلة وما بعد مؤتمر جنيف الثالث.

ووفق وكالة "آكي" الإيطالية، فإن النقاشات أو ورشة العمل شارك فيها رئيس الهيئة رياض حجاب ورئيس الائتلاف أنس العبدة، فضلا عن قياديين يمثلون كتلا أساسية، منهم ميشيل كيلو، عقاب يحيى، أحمد رمضان، جورج صبرا، عبدالإله الفهد، وعبدالحكيم بشار ومجموعة من الضباط المنشقين بينهم اللواء محمد الحاج علي وأسعد الزعبي ومحمد علي، وممثلون عن هيئة التنسيق المعارضة.

وإضافة إلى تقييم أداء الائتلاف الدبلوماسي والإعلامي، يناقش المجتمعون في مركز "حرمون" على مدار يومين استراتيجيات روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في خطة الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالية ومؤسسات المرحلة الانتقالية والوضع العسكري وإعادة هيكلة الجيش، فضلا عن الورقة الكردية.

محادثات جنيف

وفي وقت سابق، أعرب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس الأول، عن الأمل في استئناف محادثات "جنيف 3" أواخر أغسطس، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في فينتيان في لاوس، عن "خطة ستعلن خلال أيام ستحدث فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب".

أمن الطيران

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عقدها مؤتمراً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع نظيرتها الأميركية (البنتاغون) تطرق إلى مسائل أمن الطيران في أجواء سورية ومنع وقوع الحوادث.

وأوضحت الوزارة الروسية، في بيان، أن "اتصالات الخبراء الروس والأميركيين عبر القنوات الثنائية ستتواصل. وتم الاتفاق على عقد مؤتمر جديد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في نهاية أغسطس المقبل".

«حزب الله» يقاتل النظام في تكية الزبداني
رفع نظام الرئيس بشار الأسد حالة الاستنفار على جميع الحواجز في منطقة التكية جنوب الزبداني، بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين قواته وحلفائها في ميلشيا "حزب الله" اللبناني.

ووفق وكالة "خطوة" الإخبارية في القلمون، فإن الفرقة الرابعة النظامية هاجمت أمس الأول مقاتلي "حزب الله" المتمركزين في إحدى النقاط القريبة من الكتيبة الانتحارية لدى محاولتهم التقدم إلى أحد الأبنية والتمركز به في منطقة تكية، موضحة أن قوات النظام رفضت استخدامهم للموقع، ومنعتهم بعد مناوشات عاد الحزب ليسيطر على الموقع بالقوة، لتحصل اشتباكات بين الطرفين، والأنباء تتحدث عن مقتل ضابط برتبة نقيب من الفرقة الرابعة وعنصر آخر.

وأضافت الوكالة أن وتيرة الاشتباكات اشتدت بعد ساعة وسط حشود للطرفين باتجاه المنطقة وتدعيم للمواقع واستنفار للنقاط وطلب مؤازرات، وإغلاق طريق التكية من جهة وادي بردى والزبداني.

هيئة المفاوضات تدعو مجلس الأمن لجلسة طارئة... ووزارتا الدفاع الروسية والأميركية تناقشان أمن الطيران
back to top