بوتين والأسد يجددان تحالفهما في «الحرب والسلم»

• 200 ضربة في «مثلث الشمال» و قذائف على ريف دمشق
• العراق: لا معبر جديداً مع سورية

نشر في 22-07-2019
آخر تحديث 22-07-2019 | 00:04
سوريون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمرته غارة جوية على بلدة أورم الجوز جنوب إدلب أمس (أ ف ب)
سوريون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمرته غارة جوية على بلدة أورم الجوز جنوب إدلب أمس (أ ف ب)
تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد برقيات التهاني بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية، وتعهدا بمواصلة الحرب والجهود المشتركة حتى القضاء نهائياً على قوى الإرهاب وإعادة الإعمار.
على وقع التصعيد غير المسبوق في آخر مناطق سيطرة المعارضة في حماة وإدلب، أعلن الرئيسان السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين، أمس، استمرارهما في محاربة الإرهاب والتطرف الدوليين.

وعبر الأسد، خلال تبادله برقيات التهنئة مع بوتين بمناسبة مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية السورية والروسية، عن «فائق الاعتزاز والفخر بالصداقة التاريخية والروابط الأخوية» مؤكداً حرصه «على المضي قدماً في تعزيز العلاقات والارتقاء بها في جميع المجالات بما يعود بالنفع على البلدين ويحقق مصالحهما».

وقال الأسد: «سنبقى دائماً مطمئنين للعلاقات مع روسيا لأنها تستند إلى أسس قوية من الثقة والاحترام المتبادلين ولأنها أثبتت عبر التاريخ أنها دولة عظمى بما يعنيه ذلك من احترام للقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام إرادة الشعوب والعمل على إرساء أسس الأمن والاستقرار في شتى أنحاء العالم ونشر قيم المحبة والسلام في مواجهة الإرهاب والتطرف البغيض الذي تدعمه بعض الدول خدمة لمصالحها الضيقة».

ولفت الأسد إلى أن «الشعب السوري إذ يقدر عالياً بسالة وجرأة الأبطال الروس الذين ساهموا وبكل فعالية في محاربة الإرهاب على الأراضي السورية، فإنه يثمن وقوف روسيا إلى جانب سورية في المحافل الدولية دفاعاً عن سيادتها وقرارها المستقل ناهيك عن المواقف الإنسانية النبيلة التي بدرت من روسيا الاتحادية وشعبها تجاه الشعب السوري».

دعم بوتين

وفي برقيته الجوابية، أكد بوتين استمراره في دعم الحكومة السورية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومساعدتها في عملية إعادة الإعمار، وكذلك في ضمان الأمن الوطني.

وقال: «لقد تم اكتساب الخبرة الواسعة خلال العقود الماضية في التعاون الثنائي في مختلف المجالات، واليوم تتحالف روسيا وسورية في محاربة الإرهاب والتطرف الدوليين، وإنني على ثقة بأن الجهود المشتركة ستلحق الهزيمة النهائية بالإرهاب في الأرض السورية».

وأضاف بوتين: «إننا ننطلق من أن مواصلة تطوير العلاقات الروسية السورية تستجيب مع مصالحنا المشتركة وتمضي في مسار تعزيز السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي».

معركة إدلب

وعلى الأرض، صعدت القوات السورية والروسية قصفها الجوي والمدفعي على آخر مواقع فصائل المعارضة في إدلب وريف حماة مخلفة المزيد من القتلى والجرحى والدمار.

وتحدث المرصد السوري أمس، عن توجيه طائرات النظام الحربية والمروحية وسلاح الجو الروسي، نحو 200 ضربة استهدفت أكثر من 25 منطقة في ريفي حماة وإدلب، مؤكداً ارتفاع عدد ضحايا التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة خفض التصعيد منذ 30 أبريل وحتى أمس، إلى أكثر من 2561، معظمهم مدنيون وأطفال ونساء.

وأكد مصدر في الدفاع المدني شنّ أكثر من 150 غارة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، كما ألقت الطائرات المروحية تسعة براميل متفجرة على المدينة خلفت دماراً كبيراً.

هجوم مباغت

وفي حين أكد قائد ميداني مع القوات الحكومية أن «سلاح الجو استهدف عدداً من المقرات التابعة لجبهة النصرة سابقاً بمدينة كفرنبودة وقرية جزرايا في ريف إدلب الجنوبي، وفي بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، شنّت فصائل المعارضة إغارة خاطفة على محور القصابية بريف حماة الشمالي، فجر أمس، تمكنت فيها من قتل وجرح العشرات واغتنام أسلحة فردية وذخائر.

وفي دمشق، سقطت قذيفة على سيارة مدنية في منطقة سعسع مما أسفر عن قتل سائق وطفلة وإصابة 3 نساء، وفي محافظة القنيطرة، أفاد الإعلام الرسمي بأن «الأمن عثر على أسلحة وذخيرة وأدوية وقواعد أجهزة رصد غربية الصنع وآليات إسرائيلية من مخلفات المعارضة».

تغيير ديمغرافي

بدوره، اتهم قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد حامد الخبيل، أمس، الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً وروسياً في المحافظة بأنها الوجه الآخر لتنظيم «داعش»، مشيراً إلى قيامها بعمليات واسعة وبناء مزارات ومعابد في المنطقة.

وقال الخبيل الملقب «أبو خولة»، الذي تم تنصيبه مؤخراً شيخ عشائر البكير، إن «نظام الأسد يحتل أجزاء من محافظة دير الزور وحان الوقت لتحريرها»، مقراً بعمليات تهريب النفط إلى مناطق سيطرة النظام ومسؤولية وحدات الدفاع الكردية التابعة للإدارة الذاتية عن وقفها.

معبر البوكمال

من جهة ثانية، أعلن مصدر في السفارة العراقية بسورية أن الجهود الهادفة إلى تشغيل معبر البوكمال- القائم بين الجانبين «وصلت إلى مراحل متقدمة»، نافياً وجود نية لفتح معبر جديد بين مجمع خانه صور، ضمن ناحية الشمال بقضاء سنجار.

وتناقلت العديد من وسائل الإعلام، أمس الأول، خبراً مفاده بأن «العراق قرر تأجيل افتتاح معبر حدودي مع سورية حتى إشعار آخر نتيجة رفض قوات سورية الديمقراطية «قسد» رفع العلم السوري عليه.

وترتبط سورية بالعراق من خلال 3 معابر رسمية، هي القائم- البوكمال ويسيطر عليه الجيش السوري ومعبر اليعربية- ربيعة وتسيطر عليه حالياً «قسد»، ومعبر التنف- الوليد في منطقة تواجد القوات الأميركية.

مجلس دير الزور العسكري يتهم «ميليشيات إيران» ببناء معابد ومزارات في المنطقة
back to top